ألفارو مييزو. طهران، 9 أبريل/نيسان (إفي): تشارك روبوتات من 14 دولة مبرمجة على لعب كرة القدم، بعضها لا يتعدى كونه صناديق على عجل أو ألعاب تعاني مشاكل عدم الاتزان أو برامج بسيطة، في مسابقة روبوكاب السنوية في إيران، وهو حدث يهدف إلى تدريب الماكينات لتتمكن من مواجهة فريق كرة قدم من البشر في مباراة حقيقية بحلول عام 2050. وافتتحت النسخة العاشرة من المسابقة الأربعاء بدار المعارض بالعاصمة الإيرانية، بمشاركة 34 فريقا من 14 دولة، بينها الهند والصين وألمانيا وهولندا، وبطبيعة الحال البلد المضيف، في منافسة فريدة يبقى التسديد على المرمى فيها أقل أهمية من التقدم في تكنولوجيا معقدة مثل علم الروبوتات. ويقول مارك بيستبنمان، وهو أحد المشاركين من جامعة هامبورج، لوكالة (إفي) إن الفكرة بسيطة، فنحن نحاول لعب كرة القدم باستخدام روبوتات ذاتية الحركة، أي ماكينات تتم برمجتها قبل بداية المباراة، ونتركها دون تدخل منا في أرض الملعب .. هو بحث ميداني لتطوير روبوتات تشبه البشر. ورغم أن المهمة تبدو بسيطة من ناحية شرحها، إلا أنها تمثل تحد معقد، يتضمن تطوير تكنولوجيا سوفت وير وهارد وير، تتيح لآلات ليس فقط التعرف على الكرة وكيفية ركلها، وإنما أيضا التحرك داخل الملعب، والتفريق بين زملاء فريقهم، والفريق المنافس، والتقدم بالكرة والتفاعل مع الأحداث في بيئة متغيرة، وبسرعة كبيرة. ويمثل الحدث جزءا من مبادرة لمنظمة روبوكاب، التي تقوم بتنظيم لقاءات سنوية منذ 1996 بدول مختلفة، بما في ذلك مسابقة كأس عالم، بالتزامن مع تواريخ بطولات الفيفا. والهدف المعلن لروبوكاب هو التقدم في مجال الروبوت حتى يكون فريق من الريبوتات قادر على مواجهة فريق من البشر وهزيمته بحلول 2050 ، وهو مشروع طموح، وبعيد المنال، ولكن يمكن تحقيقه، وفقا لما أكده لوكالة (إفي) عدد من المشاركين في اللقاء. وهو أيضا ما يؤكده بيستبنمان، حيث يقول أعتقد انه أمر يمكن تحقيقه، وأنه ستكون هناك روبوتات تلعب كرة القدم بشكل مساو للبشر، وفي الخارج تحت الشمس أو الأمطار. أسهل شيء هو أن تلعب مع البشر دون التسبب في إصابة لهم. ويبدو التقدم واضحا عاما بعد عام، وخلال النسخة الحالية تكمن الصعوبة أمام المصممين في تغيير الكرة التي يتم بها لعب المباريات في فئة روبوتات شبيهة بالبشر أو robots-humanoids، الأكثر تقدما في المسابقة، وهي مشكلة شبيهة بالتي واجهتها المنتخبات الحقيقية خلال كأس العالم بجنوب أفريقيا 2010. ويقول المنافس الألماني أن الكرة عندما كانت بلون برتقالي وملفتة للنظر كان من السهل دائما على الروبوت التعرف عليها وركلها، أما في المنافسة الحالية فالكرة بيضاء وشبيهة بالحقيقة، وهو ما يمثل صعوبة بالنسبة لنا، ولكن العام المقبل بالتأكيد ستكون شيئا اعتياديا. ومن جانبه، يعتبر إيفاز إبيداه، وهو أحد العلماء الإيرانيين القائمين على تنظيم الحدث، أن المشكلة الأكبر تكمن في حركة الروبوتات والتعرف على زملائهم بنفس الفريق، ويتبقى الكثير من الأشياء للقيام بها في هذا المجال. وتعد المباريات الروبوتية حتى الآن بمثابة عملية مرتبكة من الحركات والركلات البطيئة، والتوقف والسير ببطء، مع القليل من التهديف، وباستخدام لاعبين مؤهلين للـإصابة بشكل كبير، وفي حاجة للمساعدة، التي تصل في صورة أجهزة كمبيوتر محمول، وكابلات وبطاريات وبعض العدد والأدوات. على أية حالة، يعتبر بيستبنمان أنه من المهم أن نسمح لأنفسنا بالتمني، وأن المشهد الحالي لا يفتقر للتسلية، حيث أن الإثارة تأتي من معرفة ما سيفعله الروبوت .. هل سيقوم بركل الكرة؟، سيراها؟، هل سيسقط؟ .. أحيانا يبقى لعشرة ثوان أمام خط المرمى دون أن يفعل شيئا، في حين تقوم الناس بالتشجيع والصراخ لكي يقوم بتسجيل هدف.. هو بالطبع شيء غير مفيد وغير ضروري بالمرة، ولكنه مسل. (إفي)
مشاركة :