فتحت شركة هواوي الصينية بوابة حقبة شبكات الجيل الخامس بعد أن أطلقت أول هاتف ذكي لشبكة الجيل الخامس في العالم، غير مكترثة بالحرب الأميركية، التي أطلقها الرئيس دونالد ترامب عليها قبل أسابيع رغم تخفيف القيود عنها. وصمّمت الشركة العملاقة هاتفها الذكي لأفضل تكيّف مع عصر شبكات الجيل الخامس، حيث اعتمدت فيه على قلب ثنائي الرقاقات. ويتمتع الهاتف ميت 20 إكس 5 جي بقوة اتصال ممتازة وأداء عال في تشغيل التطبيقات، لأنه يعتمد على رقاقة المعالج القوي كيرين 980، وعلى رقاقة هواوي متعددة أنماط الاتصال. وتتيح رقاقة بالونغ 5000 للهاتف الاتصال بجودة فائقة بشبكة الجيل الخامس مع قدرته على التحول إلى الاتصال بتقنية الجيل الثاني أو الثالث أو الرابع، بالإضافة إلى نظم أخرى للشبكات، مثل شبكة أس.أي للجيل الخامس المستقلة وشبكة أن.أس.أي للجيل الخامس غير المستقلة. وتطورت حاليا صناعة شبكات الجيل الخامس وانتقلت إلى المستوى التجاري. ويستخدم مزوّدو خدمات الاتصالات في دول العالم المختلفة نوعين من الشبكات الأولى تسمى الشبكات المستقلة والأخرى غير المستقلة لتوفير شبكة الجيل الخامس، وفقا لمستوى تطور الخدمة في المنطقة. وستبدأ أولى مراحل شبكات الجيل الخامس كشبكات غير مستقلة ما يعنى أنها ستستخدم البنية التحتية لشبكات الجيل الرابع الحالية، وبعد ذلك سيتم الانتقال إلى الشبكات المستقلة التي تمتاز ببساطتها وكفاءتها العالية، ولن يشعر المستخدمون بالانتقال من الشبكات غير المستقلة إلى المستقلة. ويعتمد هاتف هواوي على أحدث التقنيات التي طوّرت على مدار عقود لتحسين خوارزميات الاتصالات بهدف تعزيز كفاءة نقل الإشارات بين الهواتف الذكية وشبكات الاتصالات مع تخفيض استهلاك الطاقة. وسيتوفر الهاتف الذكي باللون الأخضر الزمردي في متاجر هواوي وفي متاجر الإنترنت ومتاجر الإلكترونيات الكبرى بسعر يبدأ بنحو ألف دولار بدءا من 18 يوليو الجاري. ويأتي إطلاق الجهاز بعد أن تلقت هواوي مطلع الشهر الماضي طوق نجاة مفاجئ بالإعلان عن رفع الحظر عنها بموجب هدنة تجارية بين الولايات المتحدة والصين. ويقول محللون إن الخطوة تمثّل طوق نجاة أيضا للكثير من الشركات الأميركية، التي تضرّرت من حظر تعاملاتها مع الشركة الصينية. ويتوقع أن يؤدي القرار إلى انقلاب كبير في خطط هواوي، التي أعلنت بعد الحظر عن إيقاف إنتاج عدد من هواتفها الذكية وتسريع خطط إصدار نظام تشغيلي بديل لنظام غوغل أندرويد. وكانت تنتظر انحدارا كبيرا في المبيعات. وكان الرئيس الأميركي قد أعلن في مايو الماضي عن إدراج هواوي في قائمة سوداء، تحظر على الشركات الأميركية تصدير أي مكوّنات أو برامج إلى الشركة دون موافقة مسبقة من واشنطن. واضطرت غوغل إلى المسارعة بتقييد وصول هواوي إلى نظام التشغيل أندرويد وعدد من تطبيقاتها الأساسية، الأمر الذي مثّل أكبر ضربة لمبيعات هواتف هواوي الذكية. ورجّحت تقارير عالمية حينها أن يؤدي ذلك إلى انحدار مبيعات هواتف هواوي بنحو 25 بالمئة، بعد إيقاف شركات اتصالات بيع هواتف هواوي الذكية لزبائنها الأمر الذي أربك خطط إنتاج الشركة الصينية. وكشفت تقارير صينية أن هواوي توقفت عن إنتاج العديد من طرازات هواتفها الذكية وإلغاء طلبيات من شركة فوكسكون التايوانية، أدى إلى إيقاف عمليات إنتاج العديد من طرازات هواتف هواوي الذكية. وكانت مبيعات هواوي من الهواتف الذكية تسير عكس تراجع المبيعات قبل فرض الحظر الأميركي، وقد قفزت بأكثر من 50 بالمئة في الربع الأول من العام الحالي، في مقابل تراجع حاد في مبيعات منافسيها سامسونغ وأبل. وتصاعد تذمّر الشركات الأميركية، التي تراجعت أسهمها بشكل حاد بعد الحظر الأميركي. وقالت غوغل إن الحظر يهدد الأمن القومي الأميركي، في رد مباشر على مزاعم ترامب بأن الشركة الصينية تمثّل ذلك الخطر.
مشاركة :