طوال الأسابيع الثلاثة الماضية، وما بين واشنطن ونيويورك، أمضى ممثلو الدوحة أوقاتهم في التمهيد لزيارة أمير قطر للولايات المتحدة، ولقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ ولكن لم تكن أوقاتهم هي فقط التي أنفقوها، فقد أنفقوا نحو 250 مليار دولار من أموال القطريين في الداخل الأمريكي، فضلاً عن إنفاق نحو 24 مليون دولار على جماعات الضغط، وشركات تحسين الصورة الذهنية، إضافة إلى 45 مليار دولار أخرى ينتظر إنفاقها في خلال العامين المقبلين، بحسب تقرير أمريكي. ووفقاً لموقع "ذا دايلي بيست" الأمريكي، فقد جنّدت قطر ونشرت مسؤولين في جميع أنحاء العالم كجزء من حملة علاقات عامة لتشكيل صورة جديدة، مع التركيز على التأكيد لواشنطن على القيمة الجيوإستراتيجية والقوة الاقتصادية للبلاد، وفقاً لمسؤولين أمريكيين وثلاثة أفراد آخرين على دراية بجهود قطر. منذ بداية عام 2017، أنفقت قطر ما لا يقل عن 24 مليون دولار على جماعات الضغط الأمريكية، وفقاً لمراكز بحث أمريكية مرموقة. وينقل التقرير عن الباحث المقيم في معهد دول الخليج العربي في واشنطن، حسين إيبش؛ قوله: "لا تزال قطر معزولة للغاية في منطقة الخليج العربي حتى الآن. لقد حاولوا الالتفاف على عزلتهم ببعض الطرق، ولكن إلى أن يتغير شيء أكبر، مثل الصراع مع إيران، أو الاضطرابات الإقليمية الرئيسة الأخرى، أو سياسة الولايات المتحدة الجديدة، فإن العزلة سوف تستمر". ويشير التقرير إلى تصريح جاسم بن منصور آل ثاني؛ الملحق الإعلامي لدولة قطر في الولايات المتحدة، الذي قال فيه: "الشراكة السياسية والاقتصادية بين قطر والولايات المتحدة استمرت منذ عقود، وكما ذكر الأمير العام الماضي، تلتزم قطر بمضاعفة الشراكة الاقتصادية بين البلدين إلى 250 مليار دولار". ويوضح التقرير أن حملة العلاقات العامة القطرية اتخذت أشكالاً مختلفة، ففي وقت سابق من هذا الشهر، قضى المسؤولون القطريون ما يقرب من ثلاثة أسابيع بين واشنطن ونيويورك في لقاء مع مسؤولين أمريكيين ومفكرين وأكاديميين، مما مهّد الطريق لزيارة الأمير يوم الثلاثاء. وشملت موضوعات تلك المحادثات رد البيت الأبيض على إيران، والحرب في اليمن، وخطة جاريد كوشنر للسلام في الشرق الأوسط، وفقاً لثلاثة أشخاص لديهم معرفة مباشرة بتلك المحادثات. وبحسب الملحق الإعلامي القطري في الولايات المتحدة، فإن الدوحة عرضت خدماتها بالعمل كوسيط بين أمريكا وإيران في حال قرّرا الجلوس على طاولة المفاوضات. جماعات ضغط وشركات إعلانات وفي الوقت نفسه، تعمل جماعة الضغط Debevoise & Plimpton نيابة عن قطر، وبحسب ما ورد التقى ممثلو الشركة مستشار الأمن القومي جون بولتون؛ قبل مغادرته في رحلة إلى الشرق الأوسط، وفقاً لتقرير صادر عن وزارة العدل قدمته صحيفة "بوليتيكو" لأول مرة. ويضيف الموقع الأمريكي، استخدمت قطر أيضاً عدداً كبيراً من شركات الإعلانات في الولايات المتحدة، وجاء في أحد الإعلانات ما يلي: "نحن ممتنون لدولة قطر على دعمها المستمر منذ فترة طويلة لأمن أمريكا والتزامها المستمر بالأمن الإقليمي، وهو التزام يشمل تبادل المعلومات والتدريب على مكافحة الإرهاب". استثمارات كارولينا الجنوبية وينتقل التقرير للحديث حول الاستثمارات القطرية في ولاية كارولينا الجنوبية، حيث تعكف وزارة الدفاع القطرية على وضع اللمسات الأخيرة على خطط الاستثمار في تطوير طائرات المراقبة، وفقاً لوثائق الشركة وشخصين على دراية بالجدول الزمني للمشروع. فقد زار مسؤولو الدوحة ولاية كارولينا الجنوبية - حيث تم تسجيل شركة برزان القابضة القطرية (شركة مملوكة لوزارة الدفاع القطرية)- للقاء مسؤولين محليين، وكذلك السيناتور ليندسي غراهام (الذي قاد حملة شعواء ضدّ السعودية في الكونجرس)، للترويج لفكرة الاستثمار، وحشد الدعم للمشروع القطري. إذ يُعد الاستثمار في الطائرات جزءاً من حملة قطر لمضاعفة تحالفها مع الولايات المتحدة. ويأتي ذلك جنباً إلى جنب مع استثمار الدوحة مبالغ نقدية ضخمة في الولايات المتحدة في مختلف القطاعات، بما في ذلك العقارات والتكنولوجيا. قال رئيس صندوق الثروة السيادية في البلاد في وقت سابق من هذا العام إن: "هيئة الاستثمار القطرية تخطط لزيادة استثماراتها في الولايات المتحدة إلى 45 مليار دولار على مدى العامين المقبلين". مبيعات الأسلحة و"العديد" ويكشف تقرير الموقع الأمريكي بعض من خبايا زيارة "تميم" للولايات المتحدة، إذ ينقل عن مصدريْن على دراية بجدول الأمير في الولايات المتحدة: "إن القطريين يتطلعون إلى التحدث مع المسؤولين الأمريكيين حول قضايا مكافحة الإرهاب والدفاع، بما في ذلك توسيع قاعدة العديد الجوية، والإستراتيجية الممكنة لإيقاف رجل ليبيا القوي خليفة حفتر". كما ستكون مبيعات الأسلحة أيضاً على جدول الأعمال، ومن المحتمل أن يكون الاستثمار موضوعاً رئيساً للمحادثات بين "تميم" وموظفيه والمسؤولين الأمريكيين، بمن فيهم "ترامب".
مشاركة :