العين: هديل عادل أثبتت دراسة، أجراها د. سنان فهد أبو قمر، من قسم علوم الحياة في كلية العلوم بجامعة الإمارات، أنه يمكن تحسين كفاءة تحمّل النباتات لدرجة عالية من ملوحة المياه الجوفية بإضافة بكتيريا تزيد نمو المجموع الجذري والخضري للنباتات، مما يقلل من إفراز هرمون إيثلين الضار، المثبّط للنمو داخل أنسجة النبات.واستخدم الباحث أنواع من البكتيريا الصديقة للبيئة «الأكتينو بكتيريا»،تعيش داخل الجذور، لزيادة قدرة تحمّل النبات على المعيشة في الظروف الملحيّة القاسية.وقال د.أبو قمر: تعتبر ملوحة مياه الري المستخدمة في الزراعة في الإمارات، من أحد أهم عوامل الإجهاد الفسيولوجي والذي يؤثر سلباً في نمو النباتات في الأراضي الزراعية، التي تعاني زيادة نسبة الملوحة، أو في المياه الجوفية المستخدمة في الري. ولحل هذه المشكلة يلجأ المزارعون إلى شراء محطات تحلية للمياه الجوفية المالحة، وهذا الخيار مكلف جداً، بالإضافة إلى تكلفة الصيانة الدورية للماكينات، وتعتمد فكرة البحث على إيجاد طريقة جديدة يمكن من خلالها زيادة قدرة تحمل حشيش الرودس للمياه الجوفية المالحة، باستخدام خليط من الأكتينوبكتيريا النافعة المنتجة لمنظمات النمو النباتية، والتي تعيش داخل جذور حشيش الرودس، والتي تمكن المزارعين في الإمارات من استخدام المياه الجوفية المالحة في ري الحشائش والاستغناء عن فكرة ماكينات تحلية المياه الجوفية.وأضاف د.أبو قمر: أُجريت التجارب داخل البيوت البلاستيكية للتأكد من قدرة «الأكتينو بكتيريا» التي تعيش داخل الجذور وفي التربة على زيادة نمو المجموع الجذري والخضري لحشيش الرودس، وأعطت نتائج ذات دلالة إحصائية أكثر بكثير من المعاملة التي لم يتم إضافة «الأكتينو بكتيريا» فيها، في ظل استخدام مياه ري تحتوي على نسبة عالية جداً من الملوحة (حوالي 20 ألف جزء من المليون). أشار د.أبو قمر إلى أن استخدام «الأكتينو بكتيريا» في تحسين كفاءة تحمل النباتات لدرجة عالية من ملوحة المياه الجوفية، طريقة آمنة وصديقة للبيئة، ولا تتطلب عمالة كثيرة، وموفّرة مادياً، وتزيد قدرة تحمل حشيش الرودس على المعيشة في الظروف الملحيّة، وتزيد إنتاج الأعلاف الحيوانية بالإمارات في الظروف الملحيّة التي تعاني منها أغلبية الأراضي الزراعية، وبالتالي تمكين المزارعين من ري الحشائش باستخدام المياه الجوفية المالحة.
مشاركة :