قضت محكمة ألمانية اليوم الأربعاء بسجن مهاجر عراقي مدى الحياة بتهمة اغتصاب وقتل فتاة تبلغ من العمر 14 عاما، وهي قضية استغلها اليمين المتطرف للربط بين الجريمة وتدفق المهاجرين بأعداد قياسية إلى البلاد في عام 2015. ووضع الحكم نهاية لقضية أحدثت صدمة في ألمانيا وأثارت الجدل حول قرار المستشارة أنجيلا ميركل استقبال ما يقرب من ملايين من الساعين للجوء من الشرق الأوسط وأفريقيا وأثارت اتهامات بالعنصرية ضد اليمين المتطرف لمحاولته الربط بين الجريمة والأجانب. ووصل المتهم ويدعى علي بشار (22 عاما) إلى ألمانيا في أوج أزمة 2015 وكان معروفا لدى الشرطة بسلوكه العنيف قبل إقدامه على اغتصاب وقتل سوزانا فيلدمان. وكانت السلطات قد رفضت طلبه للجوء. وقال الادعاء إنه فر من ألمانيا عائدا إلى العراق بعد أن قتل‭‭ ‬‬الفتاة خنقا في مايو أيار 2018 لكن السلطات العراقية اعتقلته وسلمته إلى ألمانيا بعد ذلك بشهر. وبموجب الحكم الذي أصدرته المحكمة الواقعة في مدينة فيسبادن بغرب ألمانيا فإنه يتحتم على بشار قضاء ما لا يقل عن 15 عاما في السجن قبل المطالبة بالإفراج المبكر عنه أي قبل نهاية مدة العقوبة. واستغل حزب البديل من أجل ألمانيا الذي ينتمي لأقصى اليمين تلك القضية التي حظيت باهتمام كبير لدعم تأكيده بأن قدوم المهاجرين بأعداد قياسية إلى ألمانيا تسبب في زيادة معدل الجريمة. وتتهم الأحزاب الرئيسية في ألمانيا حزب البديل المناهض للهجرة بالعنصرية لتركيزه على جرائم المهاجرين بينما يتجاهل احصائيات الشرطة التي توضح تراجع الجريمة بين كل من الألمان والأجانب.