مقصورتا السويلم والراجحي بالبكيرية معلمان سياحيان وثروة وطنية وتاريخية

  • 4/10/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تزخر محافظة البكيرية بمنطقة القصيم بالعديد من الآثار التي كانت في يوم من الأيام من أشهر المساكن التي يقطنها أهلها. «الرياض» زارت بعضا من هذه المواقع ورصدت تاريخها ومعالمها ورغم مرور حقب طويلة عليها إلا أنها ما زالت تتحدى تصاريف الزمن ومن هذه الآثار مقصورة السويلم والراجحي وسور البكيرية وغيرها من الآثار التي ما زالت تنبض بدفء الحياة. وتعد “مقصورة السويلم” معلماً سياحياً بارزاً في محافظة البكيرية في منطقة القصيم,وهي عبارة عن قصر أثري كبير يتبعه عدد من الملاحق بناها أمير البكيرية عبدالله بن سويلم بن عثمان بن عمران آل سويلم بعد نشأة البكيرية بوقت قصير في بداية القرن الثالث عشر وكان لها دور بارز في تاريخ البكيرية حيث كانت مقراً للإمارة في فترات طويلة وقد استقبلت العديد من الملوك البارزين والشخصيات منهم الإمام فيصل بن تركي والملك عبدالعزيز عندما قدم إلى البكيرية عام 1325ه والأمير تركي بن عبدالعزيز ( الأول ) كما زارها عدد من الأمراء والوزراء والضيوف منهم الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم والأمير عبدالعزيز بن ماجد أمير منطقة المدينة المنورة والأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة القصيم إضافة الى شخصيات عالمية كسفير الولايات المتحدة الأمريكية والسفير الياباني وغيرهم وتم تسجيلها لدى الهيئة العامة للسياحة والآثار كمعلم اثري وتاريخي وقد مرت بعدة مراحل وفترات حيث كانت في وقت مضى مقراً للإمارة كما استخدمت سكناً لبعض أسر آل سويلم وتتكون المقصورة من الأقسام التالية:المقصورة وتوابعها تتكون المقصورة من دورين الأرضي مخصص للطعام والمخازن والدور الثاني كان مخصصاً للسكن. وللمقصورة ثلاثة أبواب الغربي والموصل للنخيل والباب الجنوبي الموصل لسوق القهوة والباب الشمالي ويفتح على النخيل أيضاً ,وقهوة السويلم وهي المكان المخصص لاستقبال الضيوف يفصلها عن مبنى المقصورة ممر يسمى سوق القهوة ,والمضيف وهو المبنى الملاصق للقهوة مخصص لإقامة الضيوف ويوجد به (جصة) لتخزين التمر ,وسوق القهوة وهو ممر يفصل بين القهوة والمقصورة يقع في بدايته الباب الرئيسي باب القهوة وفي نهايته باب السوق أو باب الحبوس ,والحبوس مكان مرتفع مخصص للجلوس مبني من الحجر والطين يقع خارج المبنى مقابل للشمس في الصباح يشرف على السوق ,والمصابيح وهي عبارة عن دور ثان مكون من عدد من الغرف ملحقة بالمقصورة ,والجصص وهي مخازن حفظ التمور وكان يوجد عدد منها في المقصورة موزعة على عدة أماكن بقي منها الآن ثلاث جصص ,وملاح السويلم وهي البئر الملاصقة لباب القهوة الرئيسي وهي ثاني بئر في البكيرية حفرها سويلم بن عثمان بن سويلم عند نشأة البكيرية ,وقد قام الشيخ محمد بن علي السويلم بترميم المقصورة وملحقها عام 1416ه ثم أعيد ترميمها بشكل أشمل وأكثر إتقاناً شمل المباني والساحات المحيطة بها عام 1428ه . أما «المقصورة الراجحي» وهي بناء أثري يقع في الجهة الشمالية من محافظة البكيرية وهي من المباني المميزة بالمنطقة من حيث عمارتها وقوة ومتانة بنائها وقد قام ببنائها جد عائلة الراجحي ناصر الراجحي وقام بترميمه الشيخ سليمان الراجحي ويتكون المبنى من دورين تشمل القهوة المجلس و«القبة» الصالة والمخزن ومستودعات التمر «الجصص» جمع «جصة» وتشمل على عدد من الغرف، وقد تم تسجيل مسجد الراجحي والمقصورة والبئر الأثري رسميا في الهيئة العليا للسياحة حيث من المعالم الهامة التي يقوم الزوار للمحافظة بزيارتها ,وإذا نظرنا إلى مسجد الراجحي نجد أنه أحد الآثار القديمة وقد قام الشيخ سليمان عبدالعزيز الراجحي أحد أعيان البكيرية ورجل الأعمال المعروف بإعادة ترميم المسجد وإعادته إلى وضعة السابق حيث يعتبر معلما إسلاميا من معالم البكيرية ويمثل مسجد الراجحي في السابق مدرسة إسلامية يفد إليها طلاب العلم والمعرفة من كل مكان حيث كان المشايخ في بداية نشأة البكيرية يهبون جل وقتهم للتدريس فيه ولقد جاء ترميم هذا المسجد حرصا من الشيخ سليمان الراجحي للمحافظة على بيوت الله أولا ثم المحافظة على تراث المحافظة ويعتبر مسجد الراجحي من أقدم المساجد بالمنطقة وقد زار هذا المسجد عدد كبير من الشخصيات على مستوى العالم ,والسواني في مقصورة الراجحي مقصد مُتاح للسياح والزوَّار القادمين للمحافظة بقصد الاطلاع على هذه البئر الأثرية، وأن «البئر» هي أكبر بئر في المملكة، حيث بناها ناصر الراجحي عام 1193، وتوجد بئرٌ أخرى حديثة، إنما تكبرها بالحجم فقط، وهي بئر «هداج تيماء» وتحمل في عملية «السواني» ما يُقارب 8 غرب، والغرب هو عبارة عن السقاء الجلدي الخاص بالقلبان «الآبار»، ومن خلاله يُخرج الماء من البئر بواسطة سحبه عبر «الرشاء»، وهو الحبل الذي تُسحب منه الغروب من البئر إلى ملتقى الماء وتجمعه في أعلاه و»تراث السواني» ما زال يعمل في هذه المقصورة ، ولم تتوقف «إبله» عن عملية «السواني» وهي البئر الوحيدة في المملكة التي تعمل يومياً في سقيا المزرعة الحالية، وهي مفتوحة للجميع من الزوَّار. «سور البكيرية القديم « يعتبر سور البكيرية الأثري الذي ما زالت آثاره موجودة إلى يومنا هذا في الجهة الشرقية من محافظة البكيرية معلماً من المعالم الأثرية حيث يرجع تاريخه إلى أكثر من (200) عام ويبلغ عرضه أكثر من متر وسوف يتم ترميم الجزء المتبقي من هذا السور ليبقى معلماً أثرياً من معالم البكيرية الخالدة حيث كان السور يحمي البكيرية من أي اعتداء خارجي في الأزمان القديمة وله بوابات، كما هو حال البلدان في ذلك الوقت.

مشاركة :