أجرى المستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي إيمانويل بون، محادثات في طهران، أمس الأربعاء، في إطار المساعي المبذولة لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015، والبحث عن وسيلة؛ لتخفيف التوتر بين طهران وواشنطن، نافياً قيامه بمهمة وساطة بين البلدين، فيما جدد الرئيس الإيراني حسن روحاني قوله: إن خطوات بلاده النووية تدريجية وتتصاعد. وسلّم بون رسالة مكتوبة من الرئيس الفرنسي إلى نظيره الإيراني، حسب ما أفاد مكتب روحاني. وأثناء اللقاء، صرّح روحاني أن إيران «تركت دائماً الباب مفتوحاً للدبلوماسية والحوار»، وأن الهدف لا يزال «التطبيق الكامل» للاتفاق، وفق الرئاسة الإيرانية. وعقد بون، قبل ظهر أمس، اجتماعات مع الأميرال علي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، ووزير الخارجية محمد جواد ظريف ونائبه عباس عراقجي. وقال كبير مستشاري الرئيس الفرنسي، إن بلاده لا تسعى للوساطة بين الولايات المتحدة وإيران فيما يتعلق بالخلاف حول النشاط النووي الإيراني والعقوبات الأمريكية المتعلقة به. ونقلت وكالة «إيرنا» الإيرانية عن بون، خلال لقائه بشمخاني، «لم آت إلى إيران للتوسط بين طهران وواشنطن، ولم أحمل معي أي رسالة من قبل الإدارة الأمريكية». وتابع بون، وفقاً للوكالة، إن «الرئيس ماكرون يسعى إلى الوصول إلى وجهات نظر مشتركة؛ لإيقاف الحرب الاقتصادية الأمريكية على إيران، ويعتقد أن هذه الحرب تزيد من حدة التوتر في المنطقة». وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، أمس الأول، إن مهمة المستشار الفرنسي تكمن في «محاولة فتح مساحة النقاش؛ لتجنب أي تصعيد لا يمكن السيطرة عليه، وحتى وقوع حادث»، في حين يهدد التوتر بين طهران وواشنطن بجر منطقة الخليج إلى الاشتعال. وقالت سكرتيرة الدولة الفرنسية للشؤون الأوروبية اميلي دو مونشالان «نحاول العمل؛ لجعل المثلث (أوروبا الولايات المتحدة إيران)، مثلثاً للحوار». وقبل اللقاء مع بون، قال ظريف: «لا يمكن إجراء أي مفاوضات تحت الضغط»، داعياً «الأوروبيين» إلى «حل المشكلة» التي نجمت عن خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الموقع في 2015 في فيينا. من جانب آخر، قال روحاني: إن خطوات بلاده بشأن خفض تعهداتها النووية ستكون تدريجية؛ لكنها تصاعدية. ونقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن روحاني قوله في تصريح صحفي، إن «هدفنا من هذا الإجراء هو أن تتم المحافظة على الاتفاق النووي وأن ندعو الأطراف الأخرى إلى المنطق والقوانين الدولية». وحول رغبة الولايات المتحدة في التفاوض مع إيران قال: «إذا كان الأمريكيون صادقين في الدعوة للتفاوض فعليهم أولاً إلغاء جميع العقوبات، والعودة إلى تعهداتهم، وعندها ستكون الأوضاع مختلفة». (وكالات)
مشاركة :