اعتبر رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، حليف حزب الله، العقوبات الأخيرة التي فرضتها واشنطن على اثنين من نواب الحزب ومسؤول رفيع المستوى فيه، "اعتداء" على البرلمان وكل لبنان. وجاء في بيان صدر عن رئاسة المجلس النيابي، ونقلته الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، إن العقوبات "اعتداء على المجلس النيابي وبالتأكيد على لبنان كل لبنان". يأتي ذلك بعد أن وسّعت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء دائرة سياسة "الضغط الأقصى" على إيران وحلفائها عبر فرض عقوبات غير مسبوقة ضدّ نائبين ومسؤول من حزب الله. وفرضت الولايات المتحدة الثلاثاء عقوبات على كل من رئيس كتلة حزب الله في البرلمان محمد رعد والنائب أمين شري متهمة اياهما بـ"استغلال النظام السياسي والمالي" اللبناني لصالح حزبهما وإيران الداعمة له. وشملت العقوبات أيضاً مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا.وهذه المرة الأولى التي تفرض فيها الولايات المتحدة عقوبات على نواب من حزب الله وإن كانت فرضت سابقاً وعلى دفعات عقوبات على مسؤولين آخرين في الحزب أو على أشخاص تقول إنهم يساهمون في تمويله. وأضاف بري في البيان "لذا باسم المجلس النيابي اللبناني أتساءل هل أصبحت الديموقراطية الأميركية تفترض وتفرض الاعتداءات على ديموقراطيات العالم؟"، واصفاً القرار الأميركي بـ"التصرف اللامعقول". ويُعد بري الحليف الأبرز لحزب الله. وفاز تحالف حركة أمل التي يرئسها بري مع حزب الله في انتخابات العام 2018 بـ26 مقعداً من أصل 27 مقعداً تعود للطائفة الشيعية في البرلمان اللبناني. وكان النائب في حزب الله علي فياض وصف مساء الثلاثاء العقوبات الأخيرة بأنها "إهانة" للشعب اللبناني، وفق ما نقلت قناة تلفزيونية محلية عنه. وطالب البرلمان والحكومة بإصدار موقف رسمي لإدانته. ومن المتوقع أن يتطرق الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله إلى قضية العقوبات خلال مقابلة مساء الجمعة مع قناة المنار التابعة للحزب. وشري متهم بأنه هدد مسؤولين في أحد المصارف وعائلاتهم بعدما جمد المصرف حسابات عناصر من حزب الله كانوا وضعوا على اللائحة الأميركية السوداء. كما نشرت وزارة الخزانة صورة له إلى جانب قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني. واعتبرت وزارة الخزانة الأميركية أن هذه الصورة "تؤكد عدم وجود أي فارق بين النشاطات السياسية والعسكرية لحزب الله". وانتخب شري (62 عاماً) نائباً عن بيروت عام 2005، وأعيد انتخابه عام 2018. وهو مقرب من الجهاز الامني لحزب الله الذي تعتبره واشنطن منظمة ارهابية. أما رعد فهو رئيس كتلة نواب حزب الله وانتخب نائباً للمرة الأولى في العام 1992 ولا يزال حتى الآن.
مشاركة :