الحظ يبتسم للبرازيليين دائماً.. «النهاية السعيدة» تتوج مسيرة الفيش وبيليه وكلوزه

  • 7/11/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يزخر عالم كرة القدم بغرائب ومتناقضات عديدة، يخسر أكبر المرشحين لنيل الألقاب، ويفوز الصغار في لمحات ساخرة تشبه كثيراً من أحداث الدنيا التي نعيشها، وعبر تاريخ طويل، عاندت الكرة كبار الموهوبين، وقهرت أساطير عالمية، بينما ابتسمت لآخرين ومنحتهم انتصارات غير متوقعة، وما أروع المجد الذي يأتي في ختام المسيرة، لأن الحلم الأكبر بالنسبة لأي لاعب، أن يعتزل وهو فوق القمة، لكن اللعبة الساحرة نادراً ما تسمح بهذا الختام الظافر، وتلك النهاية السعيدة! وقبل أيام قليلة، وضع البرازيلي، داني ألفيش، اسمه في قائمة أصحاب النهاية السعيدة، عندما حصد لقب كأس أميركا الجنوبية مع السليساو، وهو ثاني ألقابه في الكأس اللاتينية بعد 12 عاماً، ليرفع حصاده الدولي إلى 4 بطولات كبرى، حيث فاز مع السامبا بلقبين في كأس القارات، في عامي 2009 و 2013، وبات رصيد الظهير الأيمن القدير من البطولات الكبرى المتنوعة، 40 لقباً، منها 23 مع برشلونة الإسباني، ولم تكتفِ كرة القدم بمنح ألفيش تلك الهدايا فحسب، بل فاز بجائزة أفضل لاعب في نسخة كوبا 2019 الأخيرة، بعدما أتم عامه الـ 36 في مايو الماضي، ويبدو من الصعب أن يلحق ابن مدينة باهيا بمونديال 2022، وربما لن يتمكن من حصد اللقب اللاتيني مرة أخرى في نسخة العام القادم الاستثنائية، ولهذا سيبقى عام 2019 بمثابة لقطة النهاية الرائعة في مسيرة ألفيش الدولية، حتى لو صدقت التقارير الإعلامية التي تشير إلى احتمال عودة ظهير السليساو إلى صفوف البارسا، ويبدو أن الحظ السعيد يلاحق راقص السامبا من أجل منحه الختام الخيالي لمسيرته الكروية المشرفة. هل يحمل عمر الـ36 شيفرة سحرية في عالم كرة القدم؟ السؤال قد يجيب عنه الألماني، ميروسلاف كلوزه، الذي أنهى مشواره الدولي مع المانشافت بفوز تاريخي بلقب مونديال 2014، في عقر دار البرازيل، وهو ما لم يحدث مع أي منتخب أوروبي آخر فوق الأراضي اللاتينية، ليحقق كلوزه لقبه الدولي الوحيد مع الماكينات، وهو يبلغ عامه الـ36 آنذاك، وأبت كرة القدم إلا أن تمنحه مجداً خيالياً، عندما صار الهداف التاريخي لبطولات كأس العالم عبر العصور في تلك النسخة البرازيلية، حيث سجل هدفين رفع بهما رصيده إلى 16 هدفاً، سجلها في 4 بطولات مونديالية، وتجاوز الظاهرة رونالدو بفارق هدف واحد فقط، بعد 8 سنوات فقط من اعتلاء نجم السامبا تلك القائمة التاريخية، وبالطبع لم ينتظر كلوزه كثيراً وقتها، وأعلن اعتزاله اللعب الدولي مع المانشافت بعد شهر واحد فقط من التتويج المونديالي، ليسطر كلمات النهاية السعيدة فوق سيرته الكروية الذاتية. وفي صراع تاريخي بين الأخوة الأعداء، البرازيل والأرجنتين، يميل الحظ والتوفيق دائماً إلى راقصي السامبا، بينما يعاند عازفي التانجو بشدة، وبرغم فوز مارادونا بلقب 1986 الأسطوري، فإن الكرة أدارت وجهها له كثيراً بعدها، وهو ما يتكرر الآن مع البرغوث الموهوب، ليو ميسي، الذي يقترب من إنهاء مسيرته الدولية من دون تحقيق أي إنجاز يُذكر، وإن كان البعض يراهن أن كرة القدم سترد له الدين في كوبا 2020 وربما بعد عامين في كأس العالم، وعلى العكس تماماً، منحت اللعبة المتقلبة هدية أسطورية لا تُرد إلى الأيقونة، البرازيلي بيليه، في عمر الـ30 عاماً، حيث بات اللاعب الوحيد في التاريخ، الذي حصد 3 ألقاب مونديالية، في أعوام 1958 و 1962 ثم 1970، وجاء الأخير في ختام مسيرته الدولية الظافرة، بعد اعتزال أغلب أفراد الجيل الذهبي عقب إخفاق نسخة 1966، لكن الجوهرة السمراء قرر العودة إلى المنافسة العالمية، برغم إعلانه اعتزال اللعب فيها وقتها، ورضخ بيليه للضغوط وقاد السليساو للقب تاريخي جديد في النسخة المكسيكية، التي سجل فيها 4 أهداف، منها الهدف الافتتاحي في رباعية السامبا في شباك الآتزوري بالمباراة النهائية، وأدرك بيليه أنه حقق أكثر مما حلم به مع منتخب بلاده، ولهذا أعلن اعتزاله الدولي بعد عام واحد فقط من التتويج المونديالي. أخيراً، كلما ورد اسم الأسطورة ميسي، رافقه الدون البرتغالي، كريستيانو رونالدو، ومع استمرار المقارنة التي لا تنتهي بينهما، ويبدو أنها لن تتوقف أبداً، مثلما حدث في الحقبة القديمة بين الغريمين، مارادونا وبيليه، لكن يمكن القول إن الكرة ابتسمت لصاروخ ماديرا، الذي تمكن بعد مسيرة دولية بدأت في عام 2003، من تحقيق بطولتين قاريتين مع سليساو أوروبا، حيث اقتنص لقب يورو 2016 في عامه الـ31، قبل أن يفوز مؤخراً بكأس النسخة الأولى من دوري الأمم الأوروبية وهو في طريقه لإنهاء مشواره الكروي، في عمر الـ34.

مشاركة :