الملك يوجه باستكمال مشاريع تطوير حي الطريف والدرعية التاريخية وسرعة إنجازها

  • 4/10/2015
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، البارحة باستكمال المراحل والمشاريع المقبلة في حي الطريف التاريخي، والتطوير الشامل للدرعية التاريخية، والمواقع المستهدفة للتوسع وسرعة إنجازها، بما يكفل مواصلة النجاح. جاء ذلك خلال لقائه أعضاء اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية التاريخية، خلال حفل افتتاح مشروع تطوير البجيري في محافظة الدرعية، الذي أنهت الهيئة العُليا لتطوير مدينة الرياض، تنفيذه ضمن برنامج تطوير الدرعية التاريخية، الذي يهدف إلى تطويرها بإعمارها وتحويلها إلى مركزٍ ثقافي سياحي على المستوى الوطني، وفقا لخصائصها التاريخية والثقافية والعمرانية والبيئية في إطار عصري، ووضعها في مصاف المدن التراثية العالمية. ولدى وصول خادم الحرمين الشريفين إلى المدخل الرئيس لمشروع البجيري، عزف السلام الملكي، واطلع على المجسم المعد للدرعية التاريخية في مدخل ساحة البجيري، ثم قام بجولة في مشروع البجيري، اطلع خلالها على ما يحتويه من منشآت عمرانية وثقافية وسياحية، حيث شاهد المنطقة المركزية في الحي وما تشتمل عليه من خدمات تجارية لزوار الحي والمنطقة، وساحة البجيري وما تحتويه من جلسات للمتنزهين تطل على حي الطريف ومتنزَّه الدرعية. بعدها اطلع خادم الحرمين الشريفين على المعرض المعد من الهيئة العامة للسياحة والآثار، ووضع حجر الأساس لعدد من المشاريع ضمن برنامج تطوير الدرعية التاريخية، ومن أبرزها مركز التراث العمراني وفندق حي سمحان. كما اطلع على مسجد الظويهرة الذي تبرع بتكاليف ترميمه الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز. ثم ألقى الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، رئيس اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية التاريخية، كلمته في الحفل، قال فيها: هنا في أواسط القرن الثاني عشر الهجري.. التحمت، يا سيدي، سلامةُ المنهج وصحةُ الاعتقاد، بقوةِ الإرادة وحزم القيادة؛ فكانت الدولة السعودية، التي وحَّدت شتات الصفوف، وأبانت معالم الشريعة، وأشادت دعائم الدولة، وبسطت الأمن في ربوع الجزيرة. في هذا المكان: موطن الحضارة، ومنبع العروبة، منذ القدم، نشأت الدرعية: حاضرة نجدٍ الأولى، وعاصمة ذاك الكيان المبارك. تطل من هذه الضفاف مآثر عمران حي الطريف العتيد: مقر الحكم والقيادة، وسكن الإمام محمد بن سعود. يقابلها على الضفة الأخرى، حي البجيري: منطلق الدعوة، ومنارة العلم، وسكن الشيخ محمد بن عبدالوهاب. تغمد الله الجميع بواسع رحمته. خادم الحرمين يستمع لشرح من الأمير سلطان بن سلمان عن مشاريع التطوير في الدرعية التاريخية. وأضاف: الدولة برجالها، والدعوة بصدقها، فعندما دُمرت الدرعية؛ ما فتِئت أن بُعِثت الدولة- المرة تلو الأخرى- لتستقر في الرياض: عرين الأسود، ومنطلق الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود. بجهد حثيث على مدى نصف قرن. كان لواؤه الحزم، وعدته الصبر، وسياسته الحكمة، ودعوته العقيدة السمحة، شاد الملك عبدالعزيز- بفضل الله وتوفيقه- الدولة السعودية الحديثة، التي أفاء الله عليها بالأمن والرخاء، وشرفها بخدمة الحرمين الشريفين. وأضاف الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز: في هذا المساء المبارك تدشنون هذه المرحلة من برنامج تطوير الدرعية التاريخية. ضمن النطاق التاريخي لحي البجيري. ليستعيد هذا الحي جانبا من أَلَـقِـهِ التاريخي، وقبسا من دوره الدعوي. ويغدو البجيري: منارة فكرية، وجوارا عمرانيا لائقا بحي الطريف. أما حي الطريف: عرين الدولة؛ فقد حظي بنخبة مشاريع التطوير، التي آتت أولى ثمارها بتسجيل الحي في المحافل الدولية: موقعا تراثيا عالميا. كما يجري العمل على استكمال عناصره الوظيفية. ليغدو الطريف متحفا مفتوحا، تحكي مآثره العمرانية ملحمة تأسيس الدولة السعودية. ثم ألقى الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار عضو اللجنة العليا لتطوير الدرعية، كلمة رحب فيها بخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والحضور في الدرعية التاريخ الشامخ والحضارة الأبية. وقال: قبل ثلاثة قرون تشكلت هنا نواة وحدة إسلامية فتية، وانطلقت الدرعية بعزم وحزم، وغدت ولله الحمد بلاد أمن وسلم، هنا بلاد الكرامة والشهامة، هنا الوفاء وتلبية النداء، هنا الإنسان الشامخ والبنيان الراسخ، هنا سلمان ملك الحضارة والتاريخ المجيد ورجل المواقف والرأي السديد. وأضاف: يشرفني يا سيدي في هذه الليلة المباركة أن أقف أمامكم شاكرًا لله تعالى أن جعل هذا المشروع التاريخي حقيقة ماثلة، وأجدها فرصة استثنائية أن نشير إلى أن هذا المشروع المتعلق بالدولة السعودية والتراث الحضاري الوطني هو أول مشروع تدشنونه بيدكم الكريمة في عهدكم الزاهر إن شاء الله تعالى، وهذا المشروع الوطني ما كان ليرى النور أو ينطلق واثقا إلا بتوفيق الله تعالى ثم بكم وبدعمكم ومتابعتكم، والأهم اعتقادكم الراسخ طوال حياتكم المفعمة بالعمل والإنجازات الوطنية بأهمية المحافظة على المواقع التي تحكي قصص التاريخ المجيد وملحمة الوحدة الوطنية المباركة. الملك سلمان يشاهد فعاليات افتتاح مشروع تطوير سوق البجيري. ومضى قائلا: لقد كنتم وما زلتم- ويشهد الله- مواطنا وقائدا ملهماً يحمي الوطن في قلبه باعتزاز، ويستلهم خطواته من تاريخه المجيد وإنجازاته، وكنتم أنتم سيدي رائد التراث الوطني والحضارة، الذي لم يتغير إيمانه بأهمية العناية بالتاريخ واستلهام الدروس منه ليكون معبراً للمستقبل، وأن البناء الرفيع يحتاج إلى أساس ثابت، وحُق لكم اليوم سيدي أن تكونوا الأسعد بانطلاقة هذا المشروع الذي وضعتم أفكاره ورسمتم تفاصيله منذ ما يقارب 20 عاما. وتابع رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار قائلاً: لقد قاد الملك المؤسس ملحمة التوحيد لبلادنا في العصر الحديث، مستعينا بالله تعالى ثم بأبناء هذه الأرض الطيبة الذين جاؤوا من أقصاه إلى أقصاه، تلبية لنداء جمع الشمل وبناء دولة راسخة مستقرة، لقد التفوا وما زالوا حول هدف واحد وقائد مخلص، وانطلقوا لتوطيد المنهج الإسلامي القويم، فتحققت لهم وبهم بعد توفيق الله أعظم وحدة شهدتها هذه الأرض المباركة منذ عصر النبوة، وقامت دولة آمنة مطمئنة، يأتيها رزقها رغدقاً من كل مكان، واستمرت دولة مستقرة وسط عالم مضطرب تعمه الفوضى وتغشاه الفتن، وما أشبه الليلة بالبارحة، فهنا ملك يقول لشعبه لن أوفيكم حقكم، وشعب يبادل المليك بالحب والتفاني والإخلاص، فهنيئا للوطن بسلمان الأمين، وهنيئا لسلمان بشعب صادق وفي. وأضاف: سيدي ملك التاريخ وذاكرة الوطن، أيها الجمع الكريم، أنا وإن كنت أتشرف بإلقاء كلمة الليلة ممثلا لهيئة السياحة والآثار وعضوا في اللجنة العليا لتطوير الدرعية ومعاصراً للمشروع منذ أن كان مجرد فكرة، إلا أنني أقف أمامكم سيدي كمواطن من مواطني هذه البلاد الطيبة الذين يسعدون بافتتاح مشروع وطني مهم، وانطلاقة سلسلة من المشاريع الموجهة نحو العناية بمواقع وتاريخ بلادنا، وبحضور قائد البلاد المؤمن بأهمية التاريخ وحتمية العناية بالتراث، وأن التاريخ يجب أن يكون حاضراً في قلوب المواطنين ومواجهاً لإنجازاتهم. وقال: إن الدرعية سيتبعها قريبا مشاريع مماثلة في مواقع التاريخ الإسلامي ومواقع تاريخ الدولة الحديثة والمواقع الأثرية وشواهد العصور المتعاقبة التي تحفظ أهمية موقع بلادنا في التاريخ الإنساني، فالإسلام الذي هو مصدر اعتزازنا ونهج حياتنا قد شع من أرضنا للبشرية، ولقد حوت أرضها تعاقب الحقب والحضارات الإنسانية، ومبادرة رائدة هي مشروع خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة العربية السعودية، إنما لتؤكد مكانة هذه البلاد عبر التاريخ، وأن الإسلام العظيم قد انطلق من أرض الحضارات، ونتذكر بكثير من الاعتزاز والامتنان المواقف الرائدة للملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي قدم للوطن وتاريخه وحضارته الشيء الكثير. بعدها تفضل خادم الحرمين الشريفين، بتدشين مشروع تطوير البجيري بالتوقيع على لوحة محفورة يحملها مجموعة من الأطفال، ثم شاهد خادم الحرمين الشريفين، عروض الصوت والضوء التفاعلية التي تم تقديمها على جدران قصر سلوى الأثري في حي الطريف المقابل، التي اشتملت على عرض درامي قصصي يحكي قصة الدولة السعودية الأولى باستخدام وسائط العرض البصرية والصوتية وتقنيات الوسائط المتعددة. واحتفاء بالتاريخ العريق للدرعية التاريخية، والإنجازات والبطولات التي شهدتها، وتخليدا للتقاليد العربية العريقة، قامت فرقة الدرعية للفنون الشعبية، بتقديم "العرضة السعودية" تعبيرا عن الفخر والشجاعة والإقدام، وافتخارا بهمم الفرسان في الدفاع عن أوطانهم، وترسيخا للولاء والطاعة لولاة الأمر، وإعلاء لروح الانتماء للوطن والمحافظة عليه وتعزيزا لروح الألفة والمحبة بين المواطنين. خادم الحرمين الشريفين يصافح أحد الأطفال الحضور خلال الحفل أمس. واس بعدها عقد الاجتماع الثامن عشر الاستثنائي للجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية التاريخية، بتشريف من خادم الحرمين الشريفين، في مقر مؤسسة الشيخ محمد بن عبدالوهاب الثقافية، حيث جرى خلال الاجتماع متابعة سير العمل في برنامج تطوير الدرعية التاريخية. وفي ختام الحفل، تشرف بالسلام على خادم الحرمين الشريفين، أعضاء الإدارة العليا في الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، ثم غادر أيده الله، مقر الحفل بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم. من جهته، أوضح المهندس إبراهيم بن محمد السلطان عضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض رئيس مركز المشاريع والتخطيط في الهيئة، أن برنامج تطوير الدرعية التاريخية، يهدف إلى تطوير الدرعية التاريخية بإعمارها وتحويلها إلى مركزٍ ثقافي سياحي على المستوى الوطني، وفقا لخصائصها التاريخية والثقافية والعمرانية والبيئية. وقال إن البرنامج ينطلق من أهمية الدرعية التاريخية، وقيمتها السياسية والثقافية وتراثها العمراني العريق، الذي اكتسبته منذ احتضانها ميثاق الدرعية التاريخي بين الإمام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب عام 1157هـ، واختيارها عاصمة للدولة السعودية الأولى ومنطلقا للدعوة الإصلاحية، والقاعدة السياسية والحاضرة الرئيسة في الجزيرة العربية في عهد الدولة السعودية الأولى. وأشار إلى أن الدرعية التاريخية تتميز بعديد من المقومات السياحية والبيئية، التي تستمدها من مجاورتها لمدينة الرياض، وموقعها الفريد على ضفاف وادي حنيفة، وتكوينها البيئي الزاخر بالحياة الطبيعية، ما يسهم في تحويلها إلى ضاحية ثقافية سياحية ترويحية بمستوى عالمي، وأحد النماذج الحديثة لعمران الواحات في العالم.

مشاركة :