الكرة ليست قص ولزق

  • 10/16/2013
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ـ هذه السنة الثالثة لك في السعودية ما الذي اختلف عليك من السنة الأولى وحتى الآن؟ نعم منذ حضوري الأول وعودتي إلى أوروبا ثم عودتي للنصر اختلفت أشياء كثيرة، فقد أصبحت أكثر هدوءا ومتقبلا للعيش بشكل كبير حيث أصبحت لدي خبرة في أسلوب الحياة هنا الذي يختلف كثيرا عن أسلوب الحياة في كرواتيا، ففي المرة الأولى كنت متفاجئا بأشياء كثيرة، أما الآن فأجواء النصر الرائعة تجعلني وكأني في بيتي فبالرغم من كوني الأوروبي الوحيد في مجموعة العمل إلا أني لا أشعر بذلك. ـ براعم النصر يشهدون تطوراً كبيراً ويفوزون بنتائج ثقيلة على المنافسين وغالبية تشكيلة المنتخب من النصر فعلى ماذا تعتمد في اختيار الأسماء، الموهبة أم التكتيك؟ هذا سؤال معقد ويحتاج لتوضيح، ففي الأول ننظر إلى اللاعب الذي يملك موهبة فطرية، ومن ثم نجري بعض الاختبارات البدنية خصوصاً التوافق العضلي والحركي وهو ما سيجعل له قابلية في أداء التكتيك وفي الحقيقة أسعى إلى اللاعب الذي يستطيع صنع الفرق ويسّجل إذا كان مهاجماً ويرواغ ويصنع إذا كان في الوسط وغير ذلك حتى أجذب الجماهير لمشاهدة مباريات الفريق. ـ هل تكون البنية الجسمانية أساس اختيار بعض اللاعبين؟ غير صحيح فأنا أرى اللاعب كلاعب سواء كان طوله مترا أو مترين فهذا ليس الهدف بل الهدف هو البحث عن الجودة والشيء الجميل هنا أن نادي النصر كبير ويملك شعبية كبيرة وبيئة صحية للعمل فيتطلع الكثير من النشء وأولياء أمورهم لتمثيل النادي. ـ ما المواهب التي يملكها النصر الآن في النشء؟ لا أحب التحدث بالأسماء لأنهم مازالوا صغارا ولكن لأحدثك عن المركز فأستطيع أن أعد الفريق الأول في السنين المقبلة بلاعبين اثنين في خانة الهجوم ولاعبين وسط ومن مواليد 2001م لدي موهبتان على يقين بأنهما سيكونان من نجوم السعودية في المستقبل. ـ ما المدرسة الكروية التي تفضلها للتعامل مع اللاعبين؟ ليس بالإمكان أن تنسخ تجربة معينة وتلصقها وتنتظر النجاح هناك عدة عوامل يجب أن توضع في الحسبان منها الثقافة وطريقة الحياة والموهبة ومدى تقبل اللاعبين للطريقة، إن ما يميز السعودية فعلاً وجود المواهب نظراً لتوسع البلاد فقط يحتاجون للموجّه ولايمنع الخلط ما بين المدارس الأوروبية والــلاتينية حتى أحقق الهدف. كيف ترى ممـــيزات الـبرعــم النصراوي؟ يتقبل التعليمات ويحـــــب التطــور بالرغم من كون اللاعبين هنا يبدؤون التدريبات بعمر متأخر مقارنة بدول أخرى أو مقارنة بموهبة كرة القدم إلا أن السلبية التي أراها هي ضعف التحصيل العلمي لدى كثير من اللاعبين ليس في النصر فقط بل في المملكة فكثيراً مايأتي اللاعب جسم فقط وهذا ما أركز عليه خلال عملي فنحن نضع شروطاً تعليمية ومتابعة للاعب وللأسف أيضاً وجدت هذه السلبية حتى في المدارس فلاعب كرة القدم هناك غير مركز في دراسته. ـ هذا يجرنا للحديث عن أولياء الأمور فكيف ترى تعاونهم؟ هناك صفة جميلة في أولياء الأمور وهي أنهم لايتدخلون في عمل النادي أو قرارات المدرب حتى لو جاءوا معهم للمباراة وهذا كنت أفتقده في أوروبا فقد كنت أعاني كثيراً معهم فبالتأكيد وجود العائلة وحضورها المباريات لمشاهدة فريقهم أمر جميل لكن في التدريب يجب أن يبتعدوا. ـ في بداية التسجيل يأتي للنصر أعداد هائلة تصل إلى 60 لاعبا هل تكفي نظرة مدرب واحد للحكم عليهم؟ في الأول لابد أن تعلم أن طرق جلب اللاعبين متعددة وكثيرة ولعل أهمها هو الذهاب لمدارس التعليم العام والملاعب الرياضية والبحـــث عــن موهبة بالإضافة إلـى بعـض المستكشفين، أما كيف أتعامل مع اللاعبين، فهنا أحب أن أوضح أن اللاعب حتى يلتحق ببراعم النصر يمر على مراحل عدة الأولى هي الاختيار فلو حضر 60 لاعباً وكنت تملك الخبرة تستطيع في دقيقتين أن تحدد الأفضل وتضعهم تحت الاختبار لثلاثة أسابيع ثم ترى ما هي الخانة التي من الممكن أن يخدم النصر فيها وتأتي المرحلة الأخيرة وهي تقرير متكامل عن اللاعب بعد ستة أشهر فإن كان منتظماً في التدريب تستطيع الحكم عليه هل سيتسمر هذا اللاعب حتى الفريق الأول ويصبح نجماً أو لا وبالتأكيد هذه النتائج ليست 100% لكنها صائبة بشكل كبير. ـ دقيقتان تحددان مصير لاعب؟ دعني أوضح إجابتي السابقة أنا أحكم على الموهبة كنظرة أولى أما الخطوات الأخرى فأنا أعتمد على عدد من المدربين منهم خالد الفرحان وعدد آخر لكن بالأخير يعود القرار لي. ـ جيل النصر الحالي في الفريق الأول لايملك أسماء كثيرة تدرجت في فئات النصر، فهل ترى النشء الحالي قادر على تمثيل الفريق الأول لاحقاً؟ لدي ثلاثة لاعبين من مواليد سنة 1996م على يقين أنهم خلال سنتين أو ثلاث سنجدهم في الفريق الأول ولكن الأهم أن يهتم النادي بهم وذلك من عدة جوانب أهمها توفير المدربين المميزين وعدم تغييرهم كل سنة والتواصل مع مدارسهم التعليمية ومتابعة تحصيلهم العلمي والإشراف على تغذيتهم لأنهم مستقبل النادي فلو استطعت أن تخرج من مواليد كل سنة بلاعبين فقط ستجد أن لديك خلال سنوات عشرة لاعبين أصحاب موهبة قادرون على تغيير شكل أي فريق. ـ قبل سنة من الآن جاء الوفد الأسباني المختص بتطوير كرة القدم السعودية وأشاد كثيراً بما رآه في ناشئي وبراعم النصر لكنهم أكدوا في ذات الوقت من خلال نتائج دراستهم أنه لايمكن إخراج جيل سعودي قوي إلا بشروط معينة منها توفير ملاعب مغلقة للتدريب حيث إن الأجواء لاتساعد على تطوير الموهبة فماذا تقول؟ لا.. غير صحيح فلو الأجواء حارة بإمكانك التدرب في الليل ولو كانت الأجواء معتدلة كما هو الآن فبإمكانك التدريب في أي وقت ولو كان البرد قارساً بإمكانك التدرب في النهار أنا لا أوافقهم مطلقاً. ـ هل يمكنك أن تفسّر أكثر؟ لابد من التعامل مع الواقع فأنت مولود في هذا البلد ومتعود على أجوائها ولم نسمع أنه في دولة ما تم إيقاف التدريبات ولم تظهر المواهب بسبب أجواء البلد هذا مستحيل. ـ إذاً مــــا المشــــكلة الحقيقة أمام إخـراج جيل قوي؟ هناك عدة مشاكل وأكبرها هو عدم وجود دوري خاص بالبراعم كون سنهم يعتبر كبيرا بالنسبة لموهبة كرة القدم فعدم إيجاد دوري هو أمر لايساعده على التطوير بل حتى المنتخب السعودي لهذه الفئة إذا أراد الإحتكاك فهو يلعب ضد الأندية وهذا غير صحيح بالإضافة إلى أني اضطر إلى إيجاد مباريات واللعب مع فرق حواري ولكن ما الفائدة حين أكسب لقاءاتي بالعشرة أهداف فهذا لايسهم في تطوير اللاعب. ـ عمر البرعم بالنسبة لنا يعتبر صغيرا لايستطيع السفر كثيراً. إذاً عليك إيجاد حلول بديلة للدوري فما المانع بأن تلعب أندية الرياض ضد بعضها خمس أو ست مرات وذلك لكسب الوقت وتعويض ما يفوتهم نظراً لأن اللقاءات التي نلعبها خارج الرياض تعتبر قليلة جداً وتأتي في وقت متأخر من الموسم أيضاً هناك مقترح بإيجـــاد بطـــولات مجمعة من تنظيـم نـاد معيـّن ويتم دعوة أندية أخرى لها. ـ هل تؤيد إقامة معسكرات خارجية للاعبي النشء؟ من الصعب جداً تحقيق هذا فهو يحتاج إلى مال كثير بالتأكيد هو أمر جيد للاعب حتى يحتك بلاعبين وفرق قوية لنضرب مثالاً في أوروبا براعم برشلونه أعمار 9 سنوات تلاعب براعم مانشستر يونايتد والكثير من الأمثلة فهو أمر معتاد عليه هناك وهو السفر للإحتكاك ـ على ماذا تعتمد لتحقيق النجاح في عملك؟ لابد أن أعمل للمستقبل حتى أنجح ولكن ذلك العمل مرتبط بشكل مباشر بالمال لك أن تتخيل 6% من ميزانية الأندية الأوروبية تذهب للأكادميات، والأندية هناك تعوّض هذا الرقم عن طريق مشاريعها التجارية ببيع الأطقم وخلافه لابد من الصرف على النشء لأن المستفيد في الأول والأخير هو النادي مادياً وفنياً أنا شخصياً اشتغلت مع لاعبين في أوروبا منذ النشء والآن تتراوح أسعارهم مابين 20 إلى 30 مليون يورو. ـ يبدو أنك تعاني من الدعم المادي نعم فنحن نستخدم أدوات تدريبية كثيرة ونظراً لكثرة اللاعبين والتدريب بشكل يومي فهي تستهلك وتهترئ ويجب أن تتجدد ويجب أن نتطور في الأدوات، صحيح أن النادي يعطينا بعض الدعم ولكننا نريد المزيد. والمشكلة في الأندية السعودية أنها لاتنظر إلى اللاعب الصغير كاستثمار حقيقي وعليها تغيير هذه النظرة ويجب أن تنميه منذ الصغر حتى يكبر صدقني سيعوّض كل مال صرف عليه ولعل السبب أن هذا الأمر يعتبر جديداً عليهم. ـ برأيك لماذا لايتم الدعم بشكل كبير لهذه الفئة؟ السبب هو تأخر النتائج، ففي البراعم لا أستطيع أن أقول لك إن اللاعب سيظهر بعد سنة بل خمس سنوات وبعض الداعمين لايريدون الصبر والمشكلة هذه ليست خاصة هنا بل في دول كثيرة، نعم نحن لا نطمع في مال كثير ولكن نريد دعماً لتسيير خطتنا وسنعمل سواء بريال أو ألف أو عشرة آلاف فكل شيء سيتم دفعه سنعمل به.

مشاركة :