حاول الاتحاد الأوروبي إلزام الدول الأعضاء بالتوقيع على وثيقة تمنع نقل سفارات هذه الدول في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس المحتلة، بيد أنه اصطدم بمواقف رافضة من التشيك والمجر، إذ تسببتا في منع التوقيع على الوثيقة، وفقًا لقناة ”كان11“ الإخبارية الإسرائيلية. وذكر تقرير ”كان 11“ وكذلك القناة الإسرائيلية السابعة، مساء أمس الأربعاء، أن إسرائيل حاولت طوال الفترة الماضية حث دول الاتحاد الأوروبي على نقل سفاراتها إلى القدس، وأن عددًا من الدول وافقت على افتتاح قنصلية أو مكتب تمثيل دبلوماسي بالفعل، اعتبرت في الغالب جزءًا لا يتجزأ من سفارات هذه الدول في تل أبيب.وحاول الاتحاد الأوروبي التصدي لمحاولات بعض الدول الأعضاء السير على النهج الأمريكي، ومن ثم سعى لإقرار وثيقة رسمية ملزمة للدول الأعضاء، تنص على أنه ”يحظر على هذه الدول نقل السفارات إلى القدس قبل إقرار السلام، وأن الاتحاد الأوروبي سيواصل احترام المعاهدات والاتفاقيات الدولية بشأن موقع السفارات والقنصليات العامة الخاصة به والبعثات الدبلوماسية في إسرائيل“.وكان يفترض أن تعرض الوثيقة خلال اجتماع رسمي بين ممثلي الاتحاد الأوروبي وممثلي الحكومة الأردنية في بروكسل الشهر الماضي، مستهدفة منع أي دولة داخل الاتحاد من افتتاح مكتب تمثيل دبلوماسي أو تجاري جديد بالقدس، ومن ثم غلق الطريق تمامًا أمام إقدام هذه الدول على نقل سفاراتها للمدينة المحتلة.ووفقًا لما أوردته قناة ”كان11“ والقناة السابعة الإسرائيليتان، تسبب كل من التشيك وهنغاريا في منع صدور الوثيقة، إذ رفضتا التوقيع، وهو الأمر الذي حال دون صدورها؛ لأن قرارات من هذا النوع ينبغي أن تحظى بإجماع تام من جانب الدول الأعضاء، ومن ثم لم يتم إدراج البند المشار إليه في الوثيقة.وافتتحت المجر في مارس الماضي مكتب تمثيل تجاري في القدس الغربية، عقب تعهد قطعه رئيس الوزراء فيكتور أوربان، فيما قامت جمهورية التشيك بخطوة مماثلة، إذ دشنت قنصلية فخرية في نوفمبر العام الماضي، بينما كانت اعترفت بالقدس عاصمة لإسرائيل في ديسمبر 2017.ويعمل رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو منذ سنوات على تعزيز علاقات بلاده بعدد من الدول الواقعة في وسط أوروبا، ولا سيما الدول الأربع التي تشكل ”منتدى فيشجراد“، وتقع وسط شرق أوروبا، وهي: المجر، وبولندا، والتشيك، وسلوفاكيا.وعوَّل نتنياهو على ذلك من أجل تشكيل ”لوبي“ إسرائيلي داخل الاتحاد الأوروبي لمواجهة السياسات التي يتبعها ضد الاحتلال الإسرائيلي، وهذا ”اللوبي“ يشمل -أيضًا- كلًّا من اليونان، ورومانيا، وبلغاريا.ومع أن محاولات إسرائيل لم تخل من العقبات، مثل الأزمة التي تفجرت مع بولندا ومنعت عقد ”منتدى فيشجراد“ في إسرائيل في فبراير الماضي، لكن نجاح التشيك والمجر في منع التوقيع على الوثيقة، يعد من ثمار تشكيل ”اللوبي“ الإسرائيلي المشار إليه داخل الاتحاد الأوروبي.
مشاركة :