السجاد.. لوحات منقوشة تعكس تطور الحضارات

  • 7/10/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: «الخليج» منذ الأزمنة الأولى، استخدم الإنسان وسائل مختلفة لفصل نفسه عن الأرض، خاصة عند الخلود إلى النوم، فكانت جلود وفراء الحيوانات أول أشكال البسط البدائية، التي فرشها القدماء، لتوفير الراحة لأبدانهم، ومع تربية الحيوانات في المزارع، انخفض الاعتماد على استخدام الفراء كأغطية للأرضيات، وبدأ ظهور المواد المنسوجة من الماعز، التي كان صوفها من أقدم الأنسجة التي عرفتها البشرية. في عام 1953، وبعد الكشف عن إحدى المقابر الفرعونية في صعيد مصر، رصد علماء الآثار بداخلها جدارية يرجع تاريخها إلى عام 1480 قبل الميلاد؛ حيث إن هناك أشخاصاً يبدون وهم يفترشون بساطاً ملوناً؛ لتعد دليلاً على أن القدماء المصريين استخدموا أنواعاً من الأقمشة إلى جانب الصوف في الحياكة. أما أقدم سجادة أثرية فعثر عليها مصادفة في منغوليا في عام 1960 في أحد الكهوف ، ويعود تاريخ غزلها إلى 464 قبل الميلاد. ارتبط تطور السجاد تاريخياً، بالتغييرات التي شهدها عالم النسيج، ومع حلول القرن الثامن قبل الميلاد، كانت القصور الإمبراطورية الصينية تتزين بأشكال مختلفة من السجاد اليدوي، الذي عكست كل قطعة منه لوحة فنية تحكي تاريخ المرحلة التي حيكت بها. قرناً تلو الآخر تطورت حرفة صناعة السجاد، وبرزت محطات مهمة على طريق صناعتها الفريدة. في عام 1000 ميلادية نقل الرحالة ماركو بولو إلى أوروبا أشكالاً متنوعة من السجاد، ورغم أن النسيج كان شائعاً في جميع أنحاء العالم حينها، فإن كل مجموعة عرقية أنتجت تصميمات مختلفة لأغراض متعددة. بدأت صناعة السجاد تشق طريقها إلى وسط أوروبا مع عودة الحملات الصليبية من الشرق، وكانت فرنسا المحطة الأولى التي حاكت سجاداً بنقوش شرقية، ويحكي التاريخ عن ولع الملك هنري الرابع بالسجاد الذي أنشأ له ورشة في قصره، وفي 1655 شيدت إنجلترا أول مصنع للسجاد في ويلتون، ومع ازدهار تقنيات الثورة الصناعية الأولى، بدأ إنتاج سجاد من ألياف صناعية، وتطورت أشكاله، وتركيباته، واستخداماته، حتى أصبح جزءاً رئيسياً في الديكور الداخلي يؤمن الدفء، ويعبر عن فخامة أو بساطة المفروشات وجمالياتها. واليوم يشكل السجاد قطعة زخرفية مهمة يراعى عند اختيارها مناسبتها للطابع العام للمنزل.

مشاركة :