كتبت الصحفية إيرين بانكو، في تقرير بموقع "ديلي بيست" الأمريكي، أن قطر أنفقت مليارات الدولارات لتنفيذ خطتها لبناء لوبي في الولايات المتحدة؛ إذ أمضى ممثلو قطر أسابيع بين واشنطن ونيويورك يمهدون الطريق للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يوم أمس الثلاثاء في البيت الأبيض. وتنقل الصحفية عن اثنين من المسؤولين الأمريكيين وثلاثة أشخاص آخرين مطلعين على جهود قطر أن الدوحة عمدت خلال الأشهر الستة الماضية إلى تجنيد مسؤولين في جميع أنحاء العالم كجزء من حملة للعلاقات العامة تستهدف تشكيل صورة جديدة عن قطر مع التركيز على إبراز قيمتها الاستراتيجية لواشنطن وقوتها الاقتصادية، وذلك عقب المقاطعة الاقتصادية من الرباعي العربي لقطر منذ عامين. عزلة قطر سوف تستمر ويكشف التقرير أنه منذ بداية عام 2017 أنفقت قطر ما لا يقل عن 24 مليون دولار على جهات الضغط الأمريكية، وذلك بحسب مركز "ريسبونسف بوليتكس". ولكن حسين إيبيش، باحث بارز بمعهد دول الخليج العربي في واشنطن، يرى أن قطر لا تزال معزولة للغاية حتى الآن في منطقة الخليج العربي، وعلى رغم أنها وجدت مجموعة من الحلول العملية التي تسمح للبلاد بتحمل العزلة مع بعض التكاليف، إلا أنه إذا لم تحدث تغيرات أكبر (مثل الصراع مع إيران أو الاضطرابات الإقليمية الرئيسية الأخرى أو حتى تتوافر سياسة أمريكية جديدة) فإن عزلة قطر سوف تستمر". تمويل الإرهاب وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتهم قطر عام 2017 بتمويل الإرهاب وتهديد المنطقة جزئياً بسبب تحالفها مع إيران. ويعتبر تقرير "دايلي بيست" أن لقاء ترامب مع أمير قطر يوم أمس الثلاثاء يأتي في الوقت الذي تحاول فيه واشنطن إدارة علاقتها المتقلبة بشكل متزايد مع طهران. ويشير التقرير إلى تصريحات جاسم بن منصور آل ثاني، الملحق الإعلامي لدولة قطر في الولايات المتحدة والتي مفادها أن قطر عرضت العمل كوسيط مستقل ونزيه إذا قررت الولايات المتحدة وإيران العودة إلى طاولة المفاوضات، إضافة إلى التزام قطر بمضاعفة الشراكة الاقتصادية بين الولايات المتحدة وقطر إلى 250 مليار دولار. جماعات الضغط وتوضح الصحافية أن حملة العلاقات العامة التي نفذتها قطر اتخذت أشكالاً مختلفة؛ ففي وقت سابق من الشهر الجاري قضى مسؤولون قطريون قرابة ثلاثة أسابيع ما بين واشنطن ونيويورك لإجراء لقاءات مع مسؤولين أمريكيين ومفكرين وأكاديميين لتمهيد الطريق لزيارة أمير قطر إلى الولايات المتحدة. وتطرقت تلك المحادثات إلى مواضيع عدة، أهمها رد البيت الأبيض على إيران والحرب المستمرة في اليمن وخطة جاريد كوشنر للسلام في الشرق الأوسط. وعلاوة على ذلك، تعمل جماعات الضغط من شركة المحاماة الدولية Debevoise & Plimptonلصالح قطر؛ إذ التقى ممثلو هذه الشركة مع مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون قبل مغادرته في رحلة إلى الشرق الأوسط، وكذلك لجأت قطر إلى عدد كبير من الإعلانات في الولايات المتحدة وكان أحدثها في "بلاي بوك" الصادر عن مجلة "بوليتيكو". استثمارات ضخمة وقد تضمن أحد الإعلانات تصريح ريكس تيلرسون، وزير الخارجية الأمريكي السابق، الذي أعرب فيه عن امتنان الولايات المتحدة لقطر لدعمها المستمر للوجود الأمريكي والتزامها بالأمن الإقليمي، بما في ذلك تبادل المعلومات والتدريب على مكافحة الإرهاب. ويختتم التقرير أن خطة قطر تتضمن أيضاً ضخ المزيد من الاستثمارات والمبالغ النقدية الضخمة في الولايات المتحدة في مختلف القطاعات، بما في ذلك العقارات والتكنولوجيا وتطوير طائرات المراقبة فضلاً عن صفقات الأسلحة، وذلك من أجل تعزيز التحالف مع الولايات المتحدة؛ حيث تخطط قطر لزيادة استثماراتها في الولايات المتحدة إلى 45 مليار دولار على مدى العامين المقبلين.
مشاركة :