موسكو - لندن: «الشرق الأوسط» بينما يتواصل الجدل حول أسباب وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، ذكرت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء أن رئيس هيئة الطب الشرعي الاتحادية في روسيا قال أمس إن التحاليل والفحوص أثبتت خلو العينات المأخوذة من جثمان عرفات من أي آثار للبولونيوم المشع. لكن الهيئة الحكومية نفت في وقت لاحق إدلاءها بأي تصريح رسمي بخصوص الفحوص واكتفت بالقول إنها سلمت النتائج لوزارة الخارجية الروسية. وإذا تأكدت تلك النتيجة فستوجه ضربة للشكوك الفلسطينية أن إسرائيل اغتالت عرفات وهي نظرية دعمها تقرير لمعمل سويسري أفاد العام الماضي بالعثور على كميات غير عادية من البولونيوم المشع المميت في ملابس الرئيس الراحل. ونفت إسرائيل أي دور لها في وفاته. وأخذ فريق طبي فلسطيني عينات من جثمان عرفات في الضفة الغربية العام الماضي وسلمها لفرق متخصصة في الطب الشرعي في سويسرا وفرنسا وروسيا في محاولة لتحديد ما إذا كان قد اغتيل بذلك النظير المشع الذي يصعب رصده. ونقلت «إنترفاكس» عن فلاديمير أويبا رئيس الوكالة الطبية والبيولوجية الاتحادية قوله: «لا يمكن أن يكون قد مات مسموما بالبولونيوم. البحوث التي أجراها الخبراء الروس لم تجد أثرا لهذه المادة». وأضاف أويبا أن خبراء من الوكالة أجروا دراسة تفصيلية لرفات عرفات. وسعت الوكالة لاحقا للنأي بنفسها عن التصريحات. وشدد مكتبها الصحافي على أنه «لم تصدر الوكالة الطبية والبيولوجية الاتحادية الروسية أي تصريح رسمي بشأن نتائج الفحوص الني أجريت على رفات ياسر عرفات». وأضافت أنها أكملت فحوصها وسلمت النتائج للسلطات. وامتنعت وزارة الخارجية الروسية عن الإدلاء على الفور بأي تعليق حول الموضوع، لكن وكالة الإعلام الروسية الحكومية نقلت عن مصدر بالوزارة قوله إن «نشر أي معلومات بشأن الفحوص يعود إلى السلطات الفلسطينية». وتوفي عرفات عن عمر ناهز 75 عاما بسبب حالة مرضية حار الأطباء في تفسيرها أصيب بها وهو محاصر بالدبابات الإسرائيلية في مقره في رام الله في ذروة الانتفاضة الفلسطينية عام 2004. ولكن النتيجة السلبية للعينات قد لا تستبعد بشكل كامل احتمال أن يكون مات مسموما حيث حذر خبراء العام الماضي من احتمال أن تكون العينات أخذت بعد فوات أوان رصد البولونيوم. وكان المستشفى السويسري في لوزان الذي رصد البولونيوم في البداية في ملابس عرفات قال، إن «المدة القصوى لإمكان رصد المادة المشعة في رفاته هي ثماني سنوات وشكك في إمكانية أن يؤدي الفحص المتأخر إلى نتائج حاسمة».
مشاركة :