استقر حجاج بيت الله الحرام في مشعر منى بعد أن قاموا برمي جمرة العقبة الكبرى بكل يسر وسهولة وسط حركة مرورية انسيابية، إذ لم تسجل أية حوادث تدافع أثناء رمي جمرة العقبة الكبرى صباح أمس، كما قام ضيوف الرحمن أمس بالحلق أو التقصير للتحلل الأول من الإحرام، ثم أدوا بعد ذلك طواف الإفاضة في الحرم المكي، وأقبلوا بعد ذلك على نحر الهدي لمن عليه هدي من الحجاج. (للمزيد) وكان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز التقى نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمراء وعلماء وقادة القطاعات العسكرية المشاركة في الحج، وألقى كلمة نيابة عن الملك، جاء فيها بعد التهنئة بالعيد: «لن ينسى لكم هذا الوطن وشعبه دوركم التاريخي، الذي تداعى على عتبات همته وصلابته أعوان الشيطان من الفئات الضالة والمنحرفة، وسنذكر دواماً شهداء الواجب، ممن رحلوا عن دنيانا، مضحين بأرواحهم لحماية أمن وطنهم وأراضيه وسيادته (....)، وليعلم كل من أصيب أو جرح من مناضلي الحق بأن كل جرح أصابه هو وسام فخر، له في نفوسنا منزلة الصدارة». من جهة ثانية، ترأس وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز أمس اجتماعاً لقادة القطاعات الأمنية المشاركة في حج هذا العام. وتمت خلال هذا الاجتماع متابعة تنفيذ خطط أمن الحج والاطمئنان على حسن سير العمل في المشاعر المقدسة كافة، إضافة إلى بحث استعدادات القطاعات الأمنية لمباشرة تطبيق الأنظمة فور انتهاء مهلة تصحيح أوضاع المخالفين من المقيمين بصفة غير نظامية، وذلك في مطلع العام الهجري الجديد. وكانت مصلحة الإحصاءات العامة أعلنت أمس أن إجمالي عدد الحجاج لهذا العام بلغ 1.980.249 حاجاً منهم 1.379.531 حاجاً من خارج المملكة، و600.718 حاجاً من داخل المملكة غالبهم من المقيمين داخل السعودية، مشيرة إلى أن عدد الحجاج لهذا العام سجل انخفاضاً بنسبة 37.4 في المئة مقارنة بالعامة الماضي، فيما أعلنت وزارة الصحة خلو موسم الحج من أي أمراض وبائية وأن حال الحجاج الصحية جيدة، مشيرة إلى مستشفيات المشاعر سجلت عشر حالات ولادة لحاجات، فيما أجريت 16 جراحة قلب مفتوح للمرضى من الحجاج. وأعلن المتحدث الأمني لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي أن الخطط الأمنية التي وضعت للتصعيد إلى عرفات والنفرة منها إلى مزدلفة نفذت بنجاح تام بالتعاون بين الأجهزة المعنية، وأن حركة المرور أثناء التحرك من مزدلفة ورمي جمرة العقبة الكبرى كانت انسيابية ولم تسجل أية حوادث مرورية أو تدافع أثناء الرمي. في هذه الأثناء، واصلت الطائرات التابعة للقيادة العامة للطيران في وزارة الداخلية التحليق فوق المشاعر المقدسة لمواكبة استقرار ضيوف الرحمن في مشعر منى. وأوضح القائد العام للطيران بوزارة الداخلية اللواء طيار محمد الحربي أن الطائرات قامت بمتابعة تحركات الحجاج منذ ساعات الصباح الأولى، وقامت بعمليات مسح جوي ونقل صورة حية لتحركات الحجاج وتزويد المراكز الأرضية بالصور الحية وكل ما يتم رصده. ويواصل الحجاج إكمال مناسكهم في أيام التشريق الثلاثة إلا من تعجل منهم، فبإمكانه الذهاب إلى الحرم المكي الشريف ليطوف طواف الوادع بعدما يرمي الجمرات الثلاث في اليوم الـ12 من شهر ذي الحجة، وخلال أيام التشريق يرمي الحجاج الجمرات الثلاث ابتداء بالجمرة الصغرى ومن ثم الوسطى وأخيراً جمرة العقبة الكبرى. كما أدى المسلمون صباح أمس صلاة عيد الأضحى المبارك في المسجد الحرام، وسط أجواء آمنة مطمئنة مفعمة بالخشوع. ونجحت الخطط التي وضعتها جميع القطاعات المعنية بالحج هذا العام بمتابعة وزير الداخلية ورئيس لجنة الحج العليا الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز. وقال إمام وخطيب المسجد الحرام عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس في خطبة العيد التي ألقاها اليوم في المسجد الحرام إن من الشعائر العظمى والطاعات الكبرى التي يتقرب بها للمولى عز وجل في هذا اليوم الأغر ويستوي فيها الحجاج والمقيمون، شعيرة ذبح الأضاحي وما فيها من الأجر العظيم. وأوضح أن المسلم الصالح يقتضيه صلاحه الوفاء لبلاده وصونها عن الفتن والمحن والصدق في السر والعلن، وأن يتحلى بثقافة الحوار والترابط والبعد عن الانقسام والاختلاف. مشيداً بأعظم توسعة تاريخية للحرم المكي والمسجد النبوي وأنها لرحمة للحجاج والزوار والعمار من قاصدي بيت الله الحرام كي ينعموا بأجواء إيمانية فريدة ملؤها السكينة والضراعة والأمن والطمأنينة من دون نصب وزحام ومشقة. وكانت وزارة الحج ألزمت - هذا العام - جميع مؤسسات الطوافة وحملات حجاج الداخل بتقسيم حجاجها إلى قسمين في عملية التعجل والمبيت بمنى يومي الـ12 والـ13. وأوضح وكيل وزارة الحج حاتم قاضي أن الوزارة منذ البدء في مشروع توسعة المطاف بالمسجد الحرام قامت بالتنسيق مع بعثات الحج لمختلف الدول لأجل الوصول إلى اتفاق حول آلية معيّنة تضمن عدم تكتل الحشود البشرية بالمسجد الحرام أثناء أداء طواف الوداع أو طواف الإفاضة، وذلك من خلال السماح لـ50 في المئة فقط من حجاج كل مؤسسة طوافة بالتفويج من مشعر منى يوم الـ12 إلى المسجد الحرام، مشيراً إلى أن تلك المؤسسات وحملات حجاج الداخل يجب أن تلتزم بإبقاء 50 في المئة من حجاجها ومبيتهم بمشعر منى حتى يوم الـ13. وأفاد أن هذا التوجه يأتي لأجل سلامة وراحة الحجاج وضمان عدم تكتل الحشود البشرية داخل الحرم المكي الشريف، الذي يشهد حاليًا تنفيذ مشروع توسعة المطاف.
مشاركة :