الإعلامية السعودية سميرة مدني تكشف وصيتها الأخيرة وتفاصيل تغطيتها الإعلامية لـ عاصفة الحزم - صورة

  • 4/10/2015
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

صحيفة المرصد : كشفت سميرة مدني، أول إعلامية سعودية، تشارك في تغطية الحرب على الحوثيين بجبل دخان المطل على محافظة الخوبة، تفاصيل تلك التغطية الإعلامية، وذكرت أنها جاءت بأمر من وزيرين في الدولة، عطفًا على كتابتها وصية لأسرتها في حال تعرضت للوفاة في أرض المعركة. وقالت "سميرة مدني" لموقع "عاجل" إن فخرها كبير بكونها أول إعلامية سعودية تشارك في إعداد تقارير إعلامية تليفزيونية عن حرب الجيش السعودي على الحوثيين، في الحد الجنوبي بالخوبة آنذاك، وبينت أن الواجب الوطني يحتم على الإعلاميين الذود عن وطنهم بأقلامهم، كما لو كانوا في صفوف الجيش السعودي، مبينة أن الموافقة حول مشاركتها في ذلك الوقت على الصعيد الإعلامي لم يكن سهلًا، بالتحديد للمرأة السعودية، حيث قوبلت مشاركتها بالرفض في البداية من المسؤولين، حتى تكررت محاولاتها في طلب المشاركة، وجاءت الموافقة من وزيرين في الدولة، الأول صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان وزير الدفاع حينها، وكذلك وزير الإعلام د عبدالعزيز خوجة. وأضافت مدني، أنه بمجرد وصول الموافقة وهي تحزم حقائبها ليلتها، كان همها الأول والأخير التوفيق في العمل الذي ستتناوله لجميع المشاهدين، وأن ما تقدمه هي رسالة إعلامية وطنية تظل من أبرز المحطات التي عاشتها في هذا المجال، حيث كتبت وصيتها لأسرتها وزوجها وأبنائها، وقالت فيها "إنني أحبكم لدرجة الجنون وليس هناك أغلى عندي منكم، وذهابي إلى هناك هو واجب إنساني ووطني وإعلامي، وأن الله- عز وجل- خلقنا لهدف وأن كل إنسان لابد أن يكون صاحب رسالة وهدف، وذهابي إلى هناك ليس تنازلا عنكم ومخاطرة بحياتي، بقدر ما هو إيمان بداخلي تجاه رسالتي الإعلامية، ففي لحظة وعند استقبالكم لخبر وفاتي، فمعناه هنا انتهى عمري ونلت شرف الشهادة، وهذه شهادة لي ولكم واعتزاز وأن تؤمنوا بأن الأجل مكتوب سواء ذهبت إلى أرض المعركة أولا، فإذا العمر انتهى فمعناه أنني في منزلي ووسط أبنائي سأرحل، ولابد أن تكونوا أقوياء وتتحملوا الصعاب، وتستطيعوا تحويل آلامكم إلى آمال وإرادة وعزيمة وتكونوا أصحاب همة عالية"، وبعدها مسحت دموعي ونهضت وصليت ركعتين وانتظرت موعد رحلتي لمواجهة الموت. وبينت مدني، أنه بمجرد وصولها إلى هناك وعلى بعد أمتار معدودة من خط النار ودوي الانفجارات يشاهد بالعين المجردة، كان هناك العديد من رجال الأمن الذين كانوا يذودون عن الوطن، كان همهم الأول حماية الوطن بكل شجاعة، فالجميع كان منهمكا في متابعة خطوات وتحركات العدو، حتى في اللقاءات الإعلامية التي أعددتها كان تعاملهم معي بحذر شديد خوفاً من أن أتعرض (مدني) إلى إصابة، بالرغم من وجود موافقة رسمية على تغطيتها. وأشارت "مدني"، إلى أن تجربتها الإعلامية كانت فريدة، وأبرزت لها العديد من الأمور، حيث اكتشفت العلاقة الجميلة ما بين الرجل والمرأة تحت الإطار الشرعي، وطريقة التعامل معها بشكل رائع وثقته تجاهها، كما أن الشخص هو من يصنع الموقف بإرادته القوية وعزيمته وإصراره وإيمانه بذاته، وهو ما يجعل الآخرين يؤمنون به، وبما يريد إيصاله من رسائل، كما أن بعض الأشخاص يوصلون لك رسائل بأن المسؤولين لا يتجاوبون معك، وخاصة المرأة صعبة التجاوب معها، بحجة عدم مقدرتهم على الإقناع فبالتالي توصل الصورة مشوهة؛ ولكن عندمًا تكون كفئوًا وتوصل للمسؤول مدى جديتك وعمليتك ففي هذه الحالة يكون هو أول مساند لك، كما اكتشفت مواطن قوة وضعف الإنسان في المواقف الصعبة وكيف التصرف أثناءها، بالإضافة إلى أن المرأة السعودية قوية وصاحبة فكر ومبدأ واعتزاز تجاه وطنها وأنها أول المبادرين في الدفاع، فهي ليست تلك الصورة التي تنقل عنها بأنها صاحبة اهتمام بالمظاهر الخارجية، فهي تملك عمقا ربما يخيف أطرافا كثيرة، كما أنها كإعلامية أصبحت لا تهاب الموت بعد معركة خاضتها بينها وبين نفسها لسنوات بسبب الأفكار التي تغذى الجميع منها تفكيره تجاه الموت، قائلة "ووقوفي على أرض المعركة ومشاهدتي للقذائف وسماعي لأصواتها أنقذني من هذا الهاجس فأرض المعركة أنقذتني من المعركة الداخلية التي عشتها". وختمت مدني حديثها بالدعاء بالتوفيق لجنود هذا الوطن في الحرب على الحوثيين في اليمن، وأن يحفظ هذه البلاد وقادتها وشعبها من كل شر .

مشاركة :