قالت مجلة دير شبيجل الألمانية، اليوم الأربعاء، إن الدعم الذي يقدمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للمليشيات الإرهابية التابعة لحكومة الوفاق الوطني التي يرأسها فايز السراج سيحول ليبيا إلى سوريا جديدة. وأضافت المجلة أن أردوغان سلم أسلحة لحكومة فايز السراج في طرابلس في مخالفة للحظر الذي فرضته الأمم المتحدة على تصدير السلاح لليبيا. وأوضحت “في 2010، كان أردوغان آخر فائز بجائزة معمر القذافي لحقوق الإنسان، وبعد هذا التاريخ بعام، خسرت تركيا حليفا في ليبيا بعد الإطاحة بالعقيد الراحل في 2011”. وتابعت: “وفي الفترة الأخيرة، يحاول أردوغان بكل قوته وضع أقدام أنقرة في ليبيا مجددا، وفرض على حكومة السراج عقودا لشركات تركية بقيمة 18 مليار دولار”. وأشارت إلى أن مساعدات حكومة أردوغان لحكومة السراج لم تقتصر على الدعم الخطابي “بالكلمات”، وإنما وصلت لمرحلة الدعم بالأسلحة بينها مدرعات عسكرية بداية من مايو/أيار الماضي”. وأكدت المجلة الألمانية أن المساعدات العسكرية التركية للسراج تعد انتهاكا للقرار الأممي بحظر تصدير السلاح الذي تفرضه الأمم المتحدة على ليبيا منذ 7 سنوات. وفي مارس/آذار 2011 أصدر مجلس الأمن الدولي قراره رقم 1970، وطلب فيه من جميع الدول الأعضاء بالأمم المتحدة “منع بيع أو توريد الأسلحة وما يتصل بها من أعتدة إلى ليبيا”. ووفق دير شبيجل؛ فإن تركيا تعتبر ليبيا جائرة كبرى؛ لأن الأولى تريد السيطرة على غاز ونفط البحر المتوسط، وليبيا التي تملك شواطئ طويلة عليه، ستلعب دورا كبيرا في تمكين أنقرة من تحقيق هدفها. وتابعت: “رغم أن أردوغان ما زال بعيدا جدا عن تحقيق هدفه بالسيطرة على البلاد أو تحقيق أهدافه الاقتصادية فيها؛ فإن تدخله ودعمه لحكومة السراج بالسلاح يخاطر بتحويل ليبيا إلى سوريا جديدة”. وقبل أيام، قالت الإذاعة الألمانية “دويتشه فيلا” في تقرير نشرته نسختها الألمانية إن تركيا سلمت حكومة السراج مدرعات عسكرية وطائرات بدون طيار خلال الأشهر الأخيرة. كما تحدثت تقارير تركية، الأسبوع الجاري، عن إرسال حكومة أردوغان شحنة جديدة من الطائرات المسيرة المسلحة لحكومة الوفاق في طرابلس برئاسة فايز السراج والمليشيات التابعة لها. ونقل موقع “أحوال” التركي عن مصادر محلية مطلعة، أن شحنة الطائرات المسيرة المسلحة وصلت إلى مطار معيتيقة الدولي الذي تسيطر عليه مليشيات الردع الإرهابية، وهو المطار الوحيد الذي يعمل في طرابلس بواسطة طائرة شحن أوكرانية.
مشاركة :