مواجهة ساخنة بين الجزائر وكوت ديفوار واختبار جديد لتونس أمام مدغشقر

  • 7/11/2019
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

يخوض المنتخب الجزائري اختباراً لطموحه عندما يلاقي كوت ديفوار في مباراة مرتقبة ضمن الدور ربع النهائي لنهائيات كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم، والذي يشهد مواجهة صعبة لتونس مع مدغشقر مفاجأة البطولة في مشاركتها الأولى. على استاد السويس، يلاقي المنتخب الجزائري الوحيد الذي حقق أربعة انتصارات في أربع مباريات بإشراف مدربه جمال بلماضي، نظيره الإيفواري الذي يقدم بإشراف إبراهيم كامارا، أداءً ثابتاً. في المقابل، يدخل المنتخب التونسي أرض ستاد السلام في القاهرة، باحثاً عن تقديم أداء مشابه لما قدمه في ثمن النهائي ضد غانا، والذي انتهى بتأهله بركلات الترجيح لملاقاة مدغشقر التي تواصل مغامرة لم يحسب لها حساب، مستفيدة من توسيع قاعدة المشاركة إلى 24 منتخباً بدلاً من 16. وتبحث الجزائر عن لقب قاري ثانٍ منذ تتويجها الوحيد على أرضها عام 1990. منذ ذلك العام، لم يتمكن محاربو الصحراء من رفع الكأس مجدداً، وعانوا حتى لتخطي الدور ربع النهائي، باستثناء نسخة 2010 (المركز الرابع). وفي البطولة الحالية ظهر المنتخب الجزائري متماسكاً وقوياً، بإشراف بلماضي الذي تولى مهامه صيف العام الماضي، وأجمع المعلقون على أنه أعاد الانضباط إلى فريق ضم في صفوفه العديد من النجوم في الأعوام الماضية، لكنه عانى من مشكلات مختلفة، لا سيما في ناحية الانضباط والتكاتف، وأبعدته عن نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا، وأدت إلى خروجه من الدور الأول لأمم أفريقيا 2017 في الغابون. وأنهى المنتخب الجزائري الدور الأول بالعلامة الكاملة والشباك النظيفة، وحقق في ثمن النهائي فوزاً عريضاً على غينيا بثلاثية نظيفة، في نتيجة كانت الثانية من نوعها على التوالي بعد التفوق على تنزانيا في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الثالثة. وأبدى بلماضي حذره من مواجهة كوت ديفوار لما تملكه الأخيرة من خبرة وتاريخ بالبطولات الكبرى، وقال أمس: «المباراة ليست اختباراً، بل مواجهة في ربع نهائي يجب أن نفوز بها للعبور إلى الدور المقبل». وتابع: «كوت ديفوار منتخب مرشح أيضاً للقب كأس أفريقيا مع كل لاعبيه الجيدين الذين يلعبون في بطولات جيدة. هم لاعبون خبرة، لديهم اقتناع بالقدرة على الفوز، حققوا اللقب في 2015». وأَضاف: «هذا منتخب لديه هذا التاريخ والخبرة مع الفوز، علينا الحذر، سيكون اللقاء دقيقاً للغاية». وأشار بلماضي إلى مباراة كوت ديفوار ومالي في ثمن النهائي حيث خرج الأول فائزاً من أقل الفرص المتاحة أمام سيطرة مالية وقال: «أظهرت المباراة أن هذا المنتخب يمكنه من دون سيطرة الفوز عليك، إنه تحذير للاعبينا أن يكونوا في قمة التركيز». وكرر المدرب الجزائري رفضه لاعتبار منتخبه هو المرشح الأبرز للقب، وقال للصحافيين أمس: «لقد ضقت ذرعاً بالأسئلة حول ترشيح فريقي، عليكم أن تكونوا أكثر ابتكاراً في الأسئلة، إذا أردنا الذهاب بعيداً علينا الفوز وتأمين دفاعنا». وتبدو المواجهة بين الجزائر وكوت ديفوار متكافئة للغاية، بالنظر إلى نتائج مواجهاتهما المباشرة الرسمية والودية السابقة، حيث التقيا 23 مرة حقق كل منتخب ثمانية انتصارات، فيما خيم التعادل على سبعة لقاءات، مما يصعب التكهن بهوية الفائز اليوم. ويمتلك منتخب الجزائر، أقوى خط هجوم في البطولة، برصيد تسعة أهداف، كما يتميز أيضاً بصلابته الدفاعية حيث يعد الوحيد في المسابقة الذي ما زال محافظا على نظافة شباكه حتى الآن. ومن المرجح ألا يجري المدرب بلماضي، أي تعديلات في التشكيلة الأساسية للفريق أمام كوت ديفوار، في ظل التألق اللافت لنجومه رياض محرز ويوسف البلايلي، اللذين سجلا في شباك غينيا، وكذلك المهاجم بغداد بونجاح، وصانع الألعاب سفيان فيغولي، ولاعب الوسط المتألق إسماعيل بن ناصر، الذي اختاره الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) أفضل لاعب في دور المجموعات للبطولة. كما سيكون المهاجم الشاب آدم وناس، ضمن الخيارات المتاحة لدى بلماضي، خاصة بعد المستويات المميزة التي قدمها في البطولة، فرغم وجوده على مقاعد البدلاء في أغلب الفترات، ومشاركته في عدد قليل من الدقائق فإنه أثبت جدارته بتسجيله ثلاثة أهداف حتى الآن، تقاسم بها صدارة ترتيب هدافي المسابقة، مع السنغالي ساديو ماني والكونغولي الديمقراطي سيدريك باكامبو والنيجيري أوديون إيغالو. وتعتبر هذه هي المواجهة السابعة بين المنتخبين في بطولات أمم أفريقيا، حيث حقق منتخب كوت ديفوار ثلاثة انتصارات، مقابل انتصارين للجزائر، وخيم التعادل على لقاءين بينهما. من جانبه، يرغب منتخب كوت ديفوار في الظهور مجدداً بالدور قبل النهائي للبطولة، في ظل أدائه التصاعدي خلال مشواره بالنسخة الحالية للمسابقة. وبعد البداية المهتزة التي شهدت فوزه بصعوبة بالغة 1 - صفر على جنوب أفريقيا ثم الخسارة بالنتيجة ذاتها أمام نظيره المغربي في الجولة الثانية، استعاد منتخب كوت ديفوار اتزانه وحقق فوزاً كبيراً 4 - 1 على ناميبيا في آخر مبارياته بالمجموعة الرابعة، قبل أن يتخطى عقبة مالي (1 - صفر) في دور الستة عشر. ويأمل إبراهيم كامارا مدرب كوت ديفوار في مواصلة فريقه للسير على هذا النهج، لا سيما في ظل امتلاك الفريق للعديد من النجوم المحترفين مثل ويلفرد زاها مهاجم كريستال بالاس الإنجليزي، الذي أحرز هدف الفريق الوحيد أمام مالي، وجوناثان كودغيا وماكس آلان غارديل وماكسويل كورنيه. وقبل الفوز على مالي، اختصر كامارا واقعيته بالقول: «لا أحد اعتقد أن بنين ستتجاوز المغرب (ثمن النهائي)، والأمر سيان بالنسبة إلى جنوب أفريقيا (أقصت مصر في الدور ذاته). لذا هذه النتائج كانت بالفعل رسالة إلى كل المنتخبات، على كل منتخب تقديم كل شيء لئلا ينتهي به الأمر نادماً في أدوار إقصائية لا تمنح الخاسر فرصة ثانية». وفي المباراة الثانية على ملعب استاد «السلام» لا تزال الجماهير التونسية تنتظر أن يظهر منتخبها بإشراف المدرب الفرنسي ألن جيريس المستوى الذي يطمئن للمنافسة على أدوار متقدمة بالبطولة. في أربع مباريات، لم يتمكن المنتخب التونسي من الخروج فائزاً في الوقت الأصلي، وفرصته الأكبر كانت أمام غانا في ثمن النهائي، حينما بقي متقدماً بهدف طه ياسين الخنيسي حتى الدقيقة 90. عندما وقع المحظور بهدف بالنيران الصديقة من المدافع رامي بدوي الذي دخل قبل ذلك بنحو دقيقتين. وسجل المنتخب التونسي ثلاثة أهداف فقط في المباريات الأربع الأولى. ويرفض ألن جيريس التقليل من شأن ما قدمه منتخب تونس وأكد على أنه فريقه ما زال في السباق ولا يرى فارقاً كبيراً بين المنتخبات المشاركة في البطولة. وتوقع جيريس مباراة صعبة أمام منتخب مدغشقر مفاجأة البطولة، ومبدياً قلقه من إجهاد لاعبيه. وقال جيريس أمس: «منتخب مدغشقر فاجأ الجميع، إنه لا يعتمد في الأداء على القوة البدنية مثل عدد من المنتخبات في أفريقيا، بل يتمتع لاعبوه بإمكانيات ومهارات جيدة إلى جانب الحماس الشديد والروح الجماعية». وأضاف: «خضنا مباراة ماراثونية أمام غانا ولم نرتح سوى يومين عكس منافسنا، أخشى من تأثير الإرهاق على لاعبينا، لكن يجب علينا أن نتعامل مع الأمر ونبذل قصارى جهدنا ونجهز فريقنا بأفضل شكل». ولا يزال مركز حراسة المرمى التونسية يثير الأسئلة، فخطأ في كل من المباراتين الأوليين لفاروق بن مصطفى ومعز حسن كلفا تونس تعادلين مع أنغولا ومالي، قبل نهاية سلبية (صفر - صفر) مع موريتانيا. أمام غانا، كان حسن هو الأساسي، ودافع بجدارة عن مرماه، إلى أن اقترب موعد ركلات الترجيح فدفع جيريس بمصطفى، في خطوة أثارت اعتراضاً واسعاً من حسن شمل التأخر في مغادرة المستطيل الأخضر، وعدم التقدم لمصافحة زميله. ونجح رهان جيريس على بن مصطفى، وتمكن الأخير من صد ركلة ترجيحية، ما كان كافياً لتأهل نسور قرطاج. اعتذر حسن بعد المباراة على تصرفه، معتبراً أن ما قام به يعود إلى ضغط المرحلة وحماسه للعب. في مواجهة تونس ستكون مدغشقر، المفاجأة الأكبر في هذه النسخة من البطولة التي تخوض غمارها للمرة الأولى في تاريخها، وأنهت الدور الأول في صدارة المجموعة الثانية، قبل أن تفوز على الكونغو الديمقراطية في ثمن النهائي 4 - 2 بركلات الترجيح، بعد التعادل 2 - 2. وأعرب الفرنسي نيكولا ديبوي المدير الفني لمنتخب مدغشقر عن أمله في مواصلة كتابة التاريخ في كأس الأمم الأفريقية، وقال أمس: «مواجهة المنتخب التونسي ستكون لها حسابات مختلفة، إنهم يقدمون كرة هجومية ونجحوا في الإطاحة بمنتخب غانا القوي، لدينا طموح قوي في التأهل للدور قبل النهائي». وأضاف: «جميع لاعبينا في حالة فنية وبدنية جيدة ولديهم الإصرار على استكمال ما بدأناه منذ انطلاق البطولة، رغم أنها المشاركة الأولى لمنتخبنا في النهائيات».

مشاركة :