واصل منتخب الجزائر مسيرته الناجحة في بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم، المقامة حاليا في مصر، بعدما صعد للدور قبل النهائي للمسابقة، عقب فوزه 4 / 3 بركلات الترجيح على منتخب كوت ديفوار اليوم الخميس في دور الثمانية للمسابقة على ملعب السويس الجديد. وبادر منتخب الجزائر بالتسجيل عن طريق نجمه المخضرم سفيان فيغولي في الدقيقة 20، قبل أن يضيع منتخب (محاربو الصحراء) فرصة تعزيز النتيجة، عقب إهدار نجمه بغداد بونجاح ركلة جزاء في الدقيقة .48 وأدرك منتخب كوت ديفوار التعادل في الدقيقة 61 عن طريق نجمه جوناثان كودجيا، لكن المنتخبين عجزا عن تغيير نتيجة التعادل 1 / 1 خلال الوقتين الأصلي والإضافي، ليحتكما إلى ركلات الترجيح التي ابتسمت في النهاية لمصلحة منتخب الجزائر. وضرب منتخب الجزائر، الفائز باللقب عام 1990، موعدا في الدور قبل النهائي للبطولة يوم الأحد القادم باستاد القاهرة مع منتخب نيجيريا، الذي تغلب على نظيره الجنوب أفريقي 2 / 1 أمس الأربعاء بدور الثمانية. وبدأت المباراة بهجوم متبادل من كلا المنتخبين، وسنحت أول فرصة محققة لكوت ديفوار لافتتاح التسجيل في الدقيقة الخامسة، حينما سدد ماكس آلان جراديل من داخل منطقة الجزاء، واضعا الكرة على يسار وهاب رايس مبولحي، حارس مرمى الجزائر، الذي أبعد الكرة بأطراف أصابعه، قبل أن تصطدم بالقائم الأيسر. ولم تمر سوى ثلاث دقائق، حتى أهدر منتخب كوت ديفوار فرصة أخرى، عندما انطلق ويلفرد زاها من الناحية اليمنى، ليمرر كرة عرضية زاحفة إلى جوناثان كودجيا، الذي مرت الكرة من أمامه بغرابة شديدة. نظم المنتخب الجزائر صفوفه بمرور الوقت، وأتيحت له أول فرصة للتسجيل في الدقيقة 14 عن طريق رياض محرز، الذي تلقى تمريرة بينية من يوسف البلايلي، لينطلق بالكرة داخل منطقة الجزاء، مراوغا الدفاع بمهارة، قبل أن يسدد تصويبة غير متقنة مرت بجوار القائم الأيسر مباشرة. ورد منتخب كوت ديفوار بهجمة سريعة في الدقيقة التالية، انتهت بتسديدة من جراديل كان لها مبولحي بالمرصاد، فيما مرر مامادو باكايوكو كرة عرضية من جهة اليمين في الدقيقة 18، قابلها ويلفرد كانون الذي سدد بعيدة تماما عن المرمى. وجاءت الدقيقة 20 لتشهد هدف التقدم لمنتخب الجزائر عن طريق سفيان فيغولي. ومرر عدلان قديورة تمريرة أمامية إلى بونجاح، الذي سقط على الإرض في كرة مشتركة مع الدفاع، لتتهيأ الكرة إلى رامي بن سبعيني، الذي أرسل تمريرة عرضية أرضية من الناحية اليسرى إلى فيغولي، الخالي من الرقابة، الذي سدد مباشرة من داخل المنطقة على يسار سيلفان جبوهو، حارس مرمى كوت ديفوار داخل الشباك. ارتفعت معنويات لاعبي الجزائر عقب هدف التقدم، ومرر فيغولي مرة أمامية إلى يوسف عطال داخل منطقة الجزاء في الدقيقة 26، لكن كانون تدخل في الوقت المناسب وأبعد الكرة لركنية لم تسفر عن شيء. أجرى منتخب الجزائر تبديله الأول، الذي جاء اضطراريا، في الدقيقة 30، حيث نزل مهدي زفان بدلا من يوسف عطال المصاب. استعاد منتخب كوت ديفوار اتزانه تدريجيا، وكاد ابراهيما سنجاري أن يدرك التعادل في الدقيقة 33، عندما سدد ضربة رأس من متابعة لركلة ركنية، لكنها علت العارضة بقليل. هدأ إيقاع المنتخب الجزائري نسبيا، حيث تراجع لاعبوه من أجل مقابلة الهجمات الإيفوارية، التي لم تشكل أي خطورة على مرمى مبولحي. وقاد رياض محرز هجمة عنترية لمنتخب الجزائر في الدقيقة 45، حيث انطلق بالكرة حتى وصل بها لمنطقة الجزاء، غير أن تسديدته اصطدمت في الدفاع الإيفواري، لتصل إلى بونجاح، الذي سدد هو الآخر في المدافعين. ولم تمر سوى دقيقة واحدة، حتى رد منتخب كوت ديفوار بهجمة سريعة انتهت بتسديدة من على حدود المنطقة عن طريق جراديل، ذهبت إلى أحضان مبولحي، ليطلق بعدها حكم المباراة الإثيوبي باملاك تسيما صافرة نهاية الشوط الأول، معلنا تقدم الجزائر بهدف نظيف. اتسمت بداية الشوط الثاني بالإثارة، فمن أول هجمة للجزائر حصل منتخب (محاربو الصحراء) على ركلة جزاء، في الدقيقة 46، بعدما استغل بونجاح هفوة من دفاع كوت ديفوار، لينفرد على إثرها بالمرمى، ويقع في كرة مشتركة مع جبوهو الذي خرج من مرماه لملاقاته، ليحتسب الحكم ركلة جزاء، بعد لجوئه لتقنية حكم الفيديو المساعد. وأهدر بونجاح ركلة الجزاء، بعدما وضع الكرة في العارضة، قبل أن تخرج إلى ركلة مرمى. وكاد منتخب الجزائر أن يدفع ثمن إضاعته ركلة الجزاء سريعا، بعدما سدد كودجيا من داخل المنطقة في الدقيقة 49، لتصطدم الكرة في قدم عيسى ماندي، قبل أن يبعدها مبولحي لركلة ركنية لم تستغل. دفع منتخب كوت ديفوار تبديله الأول في الدقيقة 53 بنزول الشيخ ابراهيم كومارا بدلا من كانون المصاب. وبعد فترة من الهدوء النسبي مرت به المباراة، أرسل يوسف البلايلي تمريرة عرضية من جهة اليمين في الدقيقة 60، كادت أن تخدع جبوهو، ومرت الكرة بجوار القائم الأيس مباشرة. وتابع بونجاح تمريرة عرضية من الناحية اليمنى، ليسدد ضربة رأس ذهبت سهلة إلى جبوهو، ليرد المنتخب الإيفواري بهجمة مرتدة انتهت بهدف عن طريق كودجيا في الدقيقة .62 وانطلق كودجيا بالكرة، ليصل بها إلى منطقة الجزاء في حراسة مدافعي الجزائر، قبل أن يسدد من داخل المنطقة تصويبة زاحفة واضعا الكرة على يمين مبولحي، الذي حاول إبعادها دون جدوى لتعانق شباكه. وواصل سوء الحظ ملازمته لبونجاح، الذي أهدر فرصة مؤكدة في الدقيقة 65، عندما تلقى تمريرة بينية من البلايلي، انفرد على إثرها بالمرمى بعدما كسر مصيدة التسلل التي نصبها مدافعو كوت ديفوار، لكنه سدد برعونة ليبعدها جبوهو، الذي خرج من مرماه لملاقاته، لركلة ركنية لم تستغل. وأضاع محرز فرصة أخرى محققة في الدقيقة 68، حينما تلقى تمريرة من بونجاح، ليسدد دون مضايقة من أحد، واضعا الكرة على يمين جبوهو، الذي خرج لملاقاته، ليسدد تصويبة متقنة على يمين الحارس الإيفواري في اتجاهها نحو المرمى، لكن الأرض انشقت عن باكايوكو الذي أبعد الكرة لركلة ركنية لم تثمر عن أي جديد. في المقابل، أهدر زاها فرصة أكيدة لكوت ديفوار في الدقيقة 75، حينما تلقى تمريرة عرضية من الناحية اليمنى عن طريق جراديل، ليسدد مباشرة من داخل المنطقة لكنه أطاح بالكرة بعيدة تماما عن المرمى. ولم تمر سوى دقيقتين، حتى أهدر البلايلي فرصة للجزائر، عندما تلقى تمريرة من بونجاح، ليسدد من داخل المنطقة، غير أن الكرة علت العارضة بقليل. أجرى منتخب الجزائر تبديله الثاني في الدقيقة 78 بنزول إسلام سليماني بدلا من بونجاح غير الموفق، ليرد منتخب كوت ديفوار بتبديل آخر بنزول جان فيليب جامين بدلا من ابراهيما سنجاري. أطلق عدلان قديورة قذيفة مدوية من خارج المنطقة في الدقيقة 82، أمسكها جبوهو على مرتين، فيما تلقى محرز تمريرة أمامية في الدقيقة 84 وجد نفسه منفردا على إثرها بالحارس الإيفواري الذي خرج من منطقة الجزاء لملاقاته. دفع جمال بلماضي مدرب منتخب الجزائر بتبديله الثالث في الدقيقة 86 بنزول آدم وناس بدلا من محرز. حاول وناس التوغل بالكرة من الناحية اليمنى في أكثر من مناسبة، لكن الهجمات الجزائرية افتقدت للدقة في اللمسة الأخيرة، لينتهي الوقت الأصلي بالتعادل 1 / 1 ويلجأ الفريقان لخوض وقتا إضافيا مدته نصف ساعة مقسمة بالتساوي على شوطين. دفع منتخب كوت ديفوار بتبديله الثالث في الدقيقة 93 بنزول ماكسويل كورنيه بدلا من زاها، فيما نزل ويلفرد بوني بدلا من كودجيا في الدقيقة .95 واصل منتخب الجزائر محاولاته الهجومية، وأهدى البلايلي تمريرة إلى فيغولي في الدقيقة 97، لكنه سدد بعيدة تماما عن المرمى، فيما رد كورنيه بتسديدة في الدقيقة التالية أبعدها قديورة لركنية، كادت أن تسفر عن هدف ثان بعدما تابع جراديل الكرة التي ارتدت من الدفاع، ليسدد من على حدود المنطقة، لكنه وضع الكرة فوق العارضة. نشط منتخب كوت ديفوار نسبيا في الدقائق الأخيرة من الشوط الثالث، حيث سدد كومارا من داخل المنطقة إثر متابعته ركلة ركنية نفذها جراديل، لكن زفان أبعد الكرة من على خط المرمى. حافظ منتخب كوت ديفوار على نشاطه في الشوط الرابع، مستغلا التراجع النسبي في لياقة لاعبي المنتخب الجزائري، وأرسل كورنيه تمريرة عرضية من الناحية اليمنى أبعدها الدفاع الجزائري لركنية لم تستغل في الدقيقة .108 وأضاع إسلام سليماني فرصة محققة لتسجيل هدف قاتل في الدقيقة 114، عندما تلقى تمريرة أمامية من البلايلي، ليسدد ضربة رأس، لكن جبوهو أبعدها بصعوبة بالغة. وتمثل الرد الإيفواري في ضربة رأس من كومارا في الدقيقة 117 علت العارضة بقليل، فيما حصل منتخب الجزائر على ركلة حرة مباشرة من على حدود المنطقة، نفذها أندي ديلور، الذي نزل بديلا لفيغولي في الوقت المحتسب بدلا من الضائع، لكنه وضع الكرة بجوار القائم الأيسر مباشرة، وينتهي الوقت الإضافي بالتعادل ويلجأ المنتخبان لركلات الترجيح. وفي ركلات الترجيح، أحرز رامي بن سبعيني وإسلام سليماني وأندريه ديلور وآدم وناس للجزائر، فيما ارتدت تسديدة يوسف البلايلي من القائم الأيمن. في المقابل، سجل فرانك كيسي وماكسويل كورنيه وماكس جراديل لكوت ديفوار، فيما تصدى مبولحي لتسديدة ويلفرد بوني، وكذلك القائم الأيمن تصدى لتسديدة جيوفري سيري دي.
مشاركة :