حاولت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أمس الخميس، أن تبدد المخاوف والتساؤلات حول وضعها الصحي، بعد نوبات ارتجاف متكررة أصابتها خلال استقبال رؤساء دول أجنبية، مؤخراً، فقالت، إنها تعلم أن عليها الاعتناء بصحتها، وأنها مدركة لمسؤوليات منصبها، وتقدمها في العمر، رغم أنها اضطرت إلى كسر البروتوكول المتبع بالجلوس غداة استقبالها، رئيسة وزراء الدنمارك. وجلست ميركل ورئيسة الوزراء الدنماركية ميت فريدريكسن أمس، أثناء عزف النشيد الوطني لبلديهما على مقاعد ذات أغطية بيضاء أمام ديوان المستشارية. ووضعت المقاعد على منصة صغيرة، تستمع منها المستشارة وضيوفها عادة للنشيد الوطني وهم وقوف. وقالت ميركل رداً على سؤال عن صحتها خلال مؤتمر صحفي مع رئيس وزراء الدنمارك: «أولاً عليكم التسليم بأنني مدركة لمسؤوليات منصبي. أتصرف بشكل ملائم عندما يتعلق الأمر بصحتي». وتابعت: «كما أنني كشخص عادي يهمني أن أتمتع بصحة جيدة وأعتني بصحتي». ومزحت بشأن عيد ميلادها الخامس والستين الذي يحل الأسبوع المقبل قائلة، إنها تدرك كل عام في عيد ميلادها أنها تتقدم في العمر. وكانت ميركل تعرضت أمس الأول، مجدداً لنوبة ارتجاف طالت جميع جسمها، أثناء استقبالها رئيس الوزراء الفنلندي بمراسم عسكرية في برلين، وذلك للمرة الثالثة خلال نحو ستة أسابيع. وقالت ميركل في المؤتمر الصحفي مع رينه أمس الأول: «لا تقلقوا عليّ»، مضيفة: «أنا على قناعة تامة بأني قادرة على أداء مهامي بشكل جيد». وبررت ميركل نوبة الارتجاف، الثالثة خلال ثلاثة أسابيع، بأنها «لا تزال في مرحلة استيعاب» النوبة التي أصابتها منتصف يونيو/حزيران، خلال استقبال الرئيس الأوكراني الجديد فولوديمير زيلينسكي، وقالت إن هذه المرحلة لم تنته بعد، «ولكن هناك تقدم». وقالت ميركل رداً على سؤال عما إذا كان من حق الرأي العام، أن يعلم حقيقة وضعها الصحي، أجابت ميركل بتحفظ: «أعتقد أن تصريحاتي اليوم لهذا السبب»، مشيرة إلى أنها بصدد استيعاب الارتجاف الأول، وأضافت: «أعتقد بأن الارتجاف سيذهب يوماً ما، بالشكل الذي جاء به، ولكن الوقت لم يحن بعد». وشكل مرض ميركل التي تحكم ألمانيا منذ 14 عاماً، مادة لأبرز الصحف الأوربية، إذ عنونت «بيلد» أكبر الصحف الألمانية، أمس، «الأمر (الارتجاف) لا يتوقف» مع صورة لميركل وسط تساؤل وسائل الإعلام عن وضعها الصحي. ونقلت الصحيفة عن مصادر قريبة من الحكومة، أن ميركل أجرت فحوصاً طبية مكثفة، خاصة للدم، بعد أول أزمة تعرضت لها، وأرجعت حينها سبب الارتجاف إلى تعرضها للجفاف بسبب ارتفاع درجات الحرارة. وبحسب الصحيفة فإن الفحوص لم تظهر أي مشكلة. وعلقت صحيفة «ماجيار نيمزيت» المجرية، نوبات الارتجاف المتكررة للمستشارة الألمانية، قائلة: «لا نعرف إلى متى تعيش السياسية بنوبات الارتجاف هذه». وتساءلت الصحيفة: «هل يمكن أن تكمن أسباب القرارات الخاطئة التي اتخذتها ميركل حتى الآن، في هذا النطاق؟ هل من الممكن أن يكون سعيها الشخصي من أجل ترشيح اليساري فرانس تيمرمانس، لمنصب رئيس المفوضية الأوروبية، وامتناعها عن التصويت، في المجلس الأوروبي لصالح رفيقتها في الحزب، أورزولا فون دير لاين، علامات تبوح بإصابتها بهذه النوبات؟». ورأت الصحيفة أنه «على شخصيات قيادية واقعية مسؤولة أن تتقدم لميركل بالنصيحة نفسها، التي يمكن أن يسديها أي إنسان ذي نية طيبة لإحدى قريباته اللاتي يعانين من الإرهاق، ألا وهي أنه من المناسب الآن لميركل، وبعد هذا العمل على مدى عقود أن تستريح».( وكالات)
مشاركة :