الإمارات ترسم للعالم ملامح تقنيات المستقبل

  • 7/12/2019
  • 00:00
  • 24
  • 0
  • 0
news-picture

اختتمت الدورة الثانية للقمة العالمية للصناعة والتصنيع فعالياتها أمس في مدينة إيكاتيرنبيرغ الروسية، مرسخة دور الإمارات الريادي في قيادة توجه العالم نحو الثورة الصناعية الرابعة ورسم ملامح مستقبل التقنيات، حيث تشكل القمة منصة دولية تناقش وتبحث أهم المستجدات وتستشرف آفاق وفرص التقنيات المتقدمة مع استعراض أبرز التجارب والنجاحات الرقمية في القطاع الصناعية وسبل تطوير تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة. واستقطبت القمة، وهي مبادرة مشتركة بين الإمارات ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «يونيدو»، أكثر من 2000 مشارك بما في ذلك مجموعة من كبار المسؤولين والشخصيات البارزة في روسيا الاتحادية وفي مقدمتهم الرئيس الروس فلاديمير بوتين، بالإضافة إلى وفد كبير من دولة الإمارات وممثلين عن منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «يونيدو» إلى جانب العديد من قادة القطاع الصناعي العالمي. وركزت القمة في دورتها الثانية على «تقنيات محاكاة الطبيعة»، وكيفية استلهام قطاع الصناعة لآليات الطبيعة من أجل تحفيز الابتكار، وتأثير الثورة الصناعية الرابعة على الاقتصادات العالمية. وتم خلال القمة بحث أهم سبل تعزيز التنمية الصناعية حول العالم، وذلك بمشاركة مجتمع كبار المسؤولين من نخبة الشركات العالمية بما في ذلك شركة مبادلة للاستثمار، وجنرال إلكتريك، وسيمنس، وآي بي إم، وهانيويل، وسولفاي، وروكويل أوتوميشن، وبرايس ووترهاوس كوبرز، بالإضافة إلى مجموعة من كبرى الشركات الروسية بما في ذلك «سبير بنك» و«فوستك كول» لبحث التوجهات المستقبلية للقطاع الصناعي. واستعرضت جلسات القمة التي استمرت لثلاثة أيام أهم مراحل تطور التكنولوجيا الصناعية، واستكشاف كيفية توظيف تقنيات محاكاة الطبيعة في إحداث تحول كبير في قطاع الصناعة العالمي يمكنه من تحقيق الازدهار العالمي. وأكدت الإمارات خلال القمة التزامها الراسخ بإحداث تحول جذري في مستقبل قطاع الصناعة العالمي، وتعرف المشاركون في الحدث على مجموعة المبادرات السباقة التي أطلقتها الدولة بما في ذلك استراتيجية الإمارات للثورة الصناعية الرابعة، والاستراتيجية الوطنية للابتكار المتقدم، واستراتيجية دبي للطباعة ثلاثية الأبعاد. وتعتبر القمة، أول مبادرة عالمية متعددة القطاعات، منصةً للقادة للمشاركة في صياغة مستقبل قطاع الصناعة العالمي وتسليط الضوء على أهمية الاستثمار في بناء القدرات وتعزيز الابتكار وتنمية المهارات على نطاق عالمي. ويأتي تنظيم الدورة الثانية للقمة في روسيا بعد النجاح الكبير الذي حققته الدورة الأولى من القمة العالمية للصناعة والتصنيع، التي انعقدت في جامعة باريس السوربون - أبوظبي في مارس من عام 2017 بحضور أكثر من 3000 مشارك من قادة الحكومات والشركات والمجتمع المدني من أكثر من 40 دولة. وضمن فعاليات اليوم الثاني للقمة العالمية للصناعة والتصنيع، الجهة المشرفة على مبادرة محمد بن راشد للازدهار العالمي، أعلنت المبادرة أسماء الشركات الناشئة الفائزة بتحدي محمد بن راشد العالمي للمبتكرين الصناعيين، والتي تبلغ قيمة جوائزها المادية والعينية مليون دولار أمريكي. وتسلم كل من الفائزين الأربعة والمرشحين الاثني عشر للجائزة شهادة تقدير وقعها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله. كما تسلم كل من الفائزين شيكاً بمبلغ 100,000 دولار، فيما حصل المرشحون للفوز بالجائزة على جائزة 10,000 دولار لكل منهم. وستوفر المبادرة للابتكارات الفائزة فرصة التواصل مع الشركات الصناعية العالمية وخبراء الابتكار، والحصول على الاستشارات الفنية المتخصصة والفرص التدريبية، لتصل قيمة الجوائز النقدية والفنية إلى مليون دولار. تصفيات المليار روبل وخلال فعاليات القمة، شاركت مجموعة من المستثمرين الروس والدوليين في «تصفيات المليار روبل للابتكارات الصناعية» بهدف التعرف على مشاريع الشركات الناشئة الصناعية، والتي تم تنظيمها اليوم على هامش فعاليات اليوم الأول للدورة الثانية من القمة. ووفرت «تصفيات المليار روبل للابتكارات الصناعية» منصة تمكن الشركات الناشئة من تسريع نموها، وجذب الاستثمارات، بالإضافة إلى دعمها لجهود التوسع في مشاريع التنمية الصناعية في الأسواق العالمية. ونظم المسابقة كل من صندوق تنمية الاقتصاد الرقمي الروسي، بالشراكة مع المؤسسة الوطنية للهندسة، وبالتعاون مع القمة العالمية للصناعة والتصنيع، المبادرة مشتركة بين دولة الإمارات العربية المتحدة ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «يونيدو». جلسات من ناحية أخرى، ناقش خبراء القطاع الزراعي التحديات التي يواجهها القطاع في ظل زيادة الطلب على رفع الإنتاجية وتعزيز الاستدامة، وذلك في جلسة نقاش عقدت على هامش الدورة الثانية للقمة العالمية للصناعة والتصنيع. وتحدث ماكسيم بروتاسوف، رئيس النظام الروسي للجودة «روسكاتشستفو»، عن إمكانية استخدام الروبوتات والذكاء الاصطناعي لتحسين الكفاءة الزراعية، وحل مشكلة الأمن الغذائي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة. وأشار إلى أنه وبحلول العام 2050 سيصل عدد سكان الأرض إلى أكثر من 10 ملايين نسمة بحسب الأرقام الصادرة عن الأمم المتحدة، وبالتالي يتوجب زيادة إنتاج الغذاء بنسبة تصل إلى 70% لتلبية احتياجات جميع السكان، ويتوجب على العاملين في القطاع الاستعانة بالتكنولوجيا لتحقيق ذلك. ومن بين الحلول التي تمت مناقشتها لمشكلة الأمن الغذائي، الزراعة الرأسية؛ وهي عبارة عن تكنولوجيا تسمح للشركات بالزراعة في أماكن صغيرة نسبياً باستخدام نظام الطوابق الرأسية. وبيّن سام شاتز، رئيس قسم تطوير المزارع العالمية لدى «أيروفارمس»، أن الشركة تستخدم طريقة تمزج بين «الزراعة دون تربة» وأحدث تقنيات مصابيح LED، وتدير حالياً أكبر مزرعة عمودية في العالم في «جيرسي»، حيث تزرع أكثر من 100 نوع من الخضار الورقية. وأكد شاتز الحاجة إلى بذل المزيد من الجهد باستخدام موارد أقل، وكشف أن منشأة «أيروفارمس» قادرة على إنتاج 400 ضعف لكل قدم مربعة مقارنة بالمزارع العادية. وأضاف سام أيضاً أن الشركة تستخدم خوارزميات آلية وأنظمة ذكاء اصطناعي للتنبؤ بالعائدات وتقييم جودة المزرعة، وإن هناك قدراً هائلاً من الإمكانات باستخدام تلك التقنيات. وتمحورت القضايا الأخرى التي أثيرت في الجلسة حول تطور القطاع الزراعي واحتياجاته. وأشار ريكاردو سافيليانو، رئيس تكنولوجيا الصناعات الزراعية في منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو)، إلى الجهود التي تبذلها المنظمة في نقل التكنولوجيا والمهارات إلى البلدان النامية، وضمان جاهزية المجتمعات لهذه التغييرات حال حدوثها. بدوره أشار شاتز إلى أن أحد أهم التحديات التي تواجه الأمن الغذائي هو الأمن المائي، ولكن مع الزراعة العمودية، تستخدم شركة «إيروفارمس» الماء بكميات أقل بنسبة 95٪ من الزراعة التقليدية. ومع ذلك، أشار إلى أن تكلفة رأس المال تشكل عقبة أمام هذه الزراعة البديلة بشكل عام وأن توفير التمويل يمكن أن يشجع على تبنيها عالمياً. الموارد البشرية كما نظمت القمة العالمية للصناعة والتصنيع جلسة نقاش بعنوان «قطاع الصناعة في عصر الذكاء الاصطناعي: مستقبل الموارد البشرية الصناعية، وتقنيات الثورة الصناعية الخامسة، والنظام الإنساني والأتمتة التي ترتكز على الموارد البشرية». وركزت الجلسة التي شارك فيها كل من بانكاج باجاج مدير شركة باجاج للصناعات، وكويليانغ تشن نائب رئيس مجموعة «إتش آي تي روبوت»، والدكتور آدم ناجي نائب وزير الدولة وزارة الابتكار والتكنولوجيا في هنغاريا، على مستقبل الكوادر البشرية الصناعية في عصر الذكاء الاصطناعي. وأشار المشاركون إلى ضرورة أن تعيد الحكومات النظر في الآثار الاجتماعية للأتمتة وتوظيف الروبوتات، والتي تعتبر مصدر قلق بشكل خاص بالنسبة للدول الفقيرة ذات الكثافة السكانية الكبيرة حيث يمكن فقدان مئات الملايين من الوظائف التي لا تتطلب مهارات عالية. وـأكد المشاركون إلى أن هؤلاء العمال يحتاجون إلى إعادة تشكيل مهاراتهم. كما أشار المشاركون إلى أن نماذج التوظيف التقليدية ستحتاج إلى إعادة النظر لتشمل توفير ساعات عمل مرنة، والعمل عن بعد، وتقليل عدد ساعات العمل خلال أيام الأسبوع، وتحديد دخل أساسي عالمي. وقال الدكتور ناجي إن هنغاريا لديها حالياً حوالي 100-120 روبوت لكل 10000 من السكان، وتشهد قطاعات السيارات والأجهزة الطبية أعلى مستوى من الأتمتة. المسؤولية الاجتماعية ونظمت القمة العالمية للصناعة والتصنيع كذلك جلسة نقاش ركزت على الطبيعة الجديدة للمسؤولية الاجتماعية للشركات في عصر الثورة الصناعية الرابعة تناول فيها المتحدثون الطرق المتنوعة لتوظيف الابتكارات التقنية في جهود الخير العالمي عبر مجموعة من القطاعات الصناعية، مؤكدين الحاجة إلى التعاون الفعّال بين القطاعين العام والخاص في هذا الصدد، وضرورة تعزيز التعاون بين الشركات والحكومات لتحقيق النمو والتنوع الاقتصادي في المستقبل. وأشار المتحدثون إلى أن الحاجة أصبحت ملحّة لتطبيق برامج مبتكرة للمسؤولية الاجتماعية خصوصاً في عصر الثورة الصناعية الرابعة، منوهين إلى أن هذه البرامج يمكن أن تقود التغيير الإيجابي في المجتمعات العالمية بالإضافة إلى تعزيز النمو الاقتصادي. وأشارت هيلين هاي، سفيرة النوايا الحسنة لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو)، إلى الحاجة إعادة النظر في نماذج التنمية الحالية والعمل على إيجاد فرص العمل عالية القيمة. وأضافت أنه ومنذ العام 1960 وحتى العام 2008، تمكنت دولتان من الدول ذات الدخل المنخفض فقط من الانتقال باقتصادها إلى شريحة الدخل الأعلى (كوريا الجنوبية وتايوان)، وكانت 8 دول من أوروبا من بين الاقتصادات الـثلاثة عشر التي انتقلت من شريحة الدخل المتوسط إلى الأعلى. وأشارت هاي إلى أن مواصلة التقدم واحدة من أهم الحلول للقضاء على الفقر. حضور قوي كانت القمة شهدت حضورا قويا ، وافتتحها رئيس الاتحاد الروسي فلاديمير بوتين بكلمة أكد فيها أن بلاده منفتحة للتعاون الدولي واسع النطاق في الوقت الذي يشهد العالم فيه تحديات هائلة متعلقة بتغير المناخ. وأعرب الرئيس الروسي عن أمله بأن تلعب تقنيات محاكاة الطبيعة دوراً في إنقاذ هذا الكوكب من التشوهات التي أحدثتها الأيدي البشرية. وأشار إلى أنه في ظل التقاعس عن القيام بأي شيء، فأن التغير الرقمي لن يتوقف بل سيساهم في تزايد التحديات البيئية، حيث أنه بحلول منتصف العام 2020 ستستهلك أجهزة الاتصالات وأنظمة تخزين ومعالجة البيانات 30٪ من الناتج العالمي للطاقة. كما أكد الرئيس الروسي على أهمية عدم السماح للثورة الرقمية والتكنولوجية وإنترنت الأشياء بدفع العالم إلى طريق مسدود فيما يتعلق بالموارد والبيئة، مشيرًا إلى أنه يجب في الوقت نفسه مواصلة التقدم الإنساني في مختلف مساراته. منوهًا إلى أن الحل يتمثل في تطوير تقنيات وأجهزة تكنولوجية جديدة أكثر كفاءة وأقل استهلاكًا للموارد. جلسات كما شهدت سلسلة من الجلسات النقاشية. وتم التركيز "الاقتصاد التدويري " حيث شدد المشاركون على الحاجة الملحة لتبني تشريعات حكومية تشجع على توظيف مبادئ الاقتصاد لتدويري في النشاطات الصناعية، بالإضافة إلى ضرورة أن تلتزم الشركات الصناعية بمسؤوليتها الاجتماعية من خلال تبنيها لهذه المبادئ في عملياتها الصناعية. وأشار المشاركون في الجلسة إلى أن الوعي المتزايد بالأضرار الكبيرة للنفايات البلاستيكية كان له أثر إيجابي في دفع جميع القطاعات الصناعية إلى البحث عن بدائل أكثر صداقة للبيئة. 6 مجالات ذات أولوية أكد قادة القطاع التركيز على مجالات ذات أولوية تتمثل في تطوير أطر وأنظمة ومعايير جديدة للأمن والسلامة؛ وزيادة الوعي وتبادل المعلومات؛ وتطوير المهارات؛ والتنبؤ بالمخاطر والاحتياجات؛ والبحث والتطوير؛ وتمويل جهود الابتكار المشتركة. وكان أهم ما توصل إليه التقرير من مراجعة الأدلة هو أن هذه المجالات الستة مترابطة، مما يؤكد الحاجة إلى مزيد من التعاون بين أصحاب المصلحة عبر سلسلة القيمة، للتخفيف من مخاطر الأمن والسلامة. ويجب أن تركز جهود التعاون مستقبلاً على بناء قاعدة معرفية عالمية لزيادة الوعي حول سلامة وأمن تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، ووضع رؤية للمستقبل، وإنشاء مجموعات لتبادل المعرفة واعتماد أفضل الممارسات. البيانطباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App

مشاركة :