استهدفت الجماعات الإرهابية في مدينة بنغازي عدداً من العسكريين الليبيين بثلاثة تفجيرات عبر سيارات مفخخة أثناء تشييع جنازة قائد القوات الخاصة الليبية السابق اللواء خليفة المسماري، بمقبرة الهواري شرقي ليبيا، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى. واتهم المتحدث باسم القائد العام للجيش الليبي اللواء أحمد المسماري في مؤتمر صحفي، رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج بالتورط المباشر في دعم العملية الإرهابية التي استهدفت عدداً من العسكريين والمدنيين في تفجير بنغازي. وأكد مدير مكتب الإعلام الأمني بوزارة الداخلية التابعة للحكومة الليبية المؤقتة رائد طارق الخراز لـ«الاتحاد» سقوط 4 قتلى وإصابة 33 آخرين جراء التفجير الإرهابي. وقال مدير مكتب الإعلام في مركز بنغازي الطبي خليل قويدر لـ«الاتحاد» إن المركز استقبل 4 قتلى و21 جريحاً بينهم مدنيون وعسكريون منهم من تلقى الإسعافات وغادر المستشفى، لافتاً إلى بعض الجرحى حالتهم خطيرة ويتلقون الرعاية الصحية الكاملة. وقالت فاديا البرغثي مدير مكتب الإعلام في مستشفى الجلاء بمدينة بنغازي لـ«الاتحاد» إن المستشفى استقبلت 8 جرحى بسبب التفجير الإرهابي، لافتة إلى أن جميع الجرحى في حالة صحية مستقرة. ووجه القائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر، امس، خطاباً إلى رئيس الأركان العامة للجيش الليبي الفريق عبدالرازق الناظوري لاتخاذ إجراءات فورية للتحقيق مع كافة الأجهزة الأمنية بشأن واقعة التفجيرات الإرهابية التي استهدفت جنازة اللواء خليفة المسماري، وموافاته بنتائج التحقيق حال الانتهاء منها. إلى ذلك، أكد اللواء أحمد المسماري نجاة قائد القوات الخاصة الليبية اللواء ونيس بوخمادة وعدد من القيادات العسكرية في الجيش الليبي من التفجير الانتحاري الذي استهدف المشاركين في جنازة اللواء خليفة المسماري. وأضاف المسماري «كنت من بين الحاضرين في تشييع جنازة اللواء خليفة المسماري، وقد دخلنا المقبرة بعد صلاة الظهر، وتحديداً في تمام الساعة الواحدة والربع بتوقيت بنغازي، وبعدها بدقائق وقع التفجير الأول بجوار المجموعة التي كانت تقوم بالدفن بشكل مباشر، ثم بعد دقائق وقع تفجير ثان ثم ثالث». واتهم المسماري عناصر جماعة الإخوان وبقايا القاعدة وداعش، وما يعرف بحكومة الوفاق برئاسة السراج كونها تدفع لهؤلاء الإرهابيين الأموال الطائلة. وشهدت مدينة بنغازي استقرارًا أمنيًا منقطع النظير خلال الأشهر القليلة الماضية بفضل الخطة الأمنية المحكمة التي وضعها وزير الداخلية في الحكومة الليبية المؤقتة المستشار إبراهيم بوشناف. ويرى مراقبون أن التفجيرات الانتحارية التي استهدفت جنازة اللواء خليفة المسماري دليل على نجاح العملية العسكرية التي يقودها الجيش الليبي في طرابلس، مؤكدين أن الجماعات الإرهابية تسعى للتخفيف عن عناصر في العاصمة الليبية عبر تنفيذ عمليات داخل مدن المنطقة الشرقية وخاصة في بنغازي ودرنة. وفي طرابلس، وصلت قوات اللواء التاسع مشاة التابع للجيش الوطني الليبي إلى مشارف منطقة صلاح الدين وتحديداً بالقرب من مقر الإدارة العامة للجوازات، وذلك وسط ضربات جوية من سلاح الجو الذي يستهدف تمركزات الميليشيات المسلحة التي تتمركز في ضواحي طرابلس. فيما قالت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش الليبي في بيان صحفي، فجر امس، إن الوحدات العسكرية التابعة للجيش الليبي تمكنت من السيطرة على مواقع وتمركزات جديدة في طرابلس، لافتة إلى تقدم القوات في منطقة خلة الفرجان وسط اشتباكات عنيفة مع الميليشيات المسلحة. وتشرع الوحدات العسكرية التابعة للجيش الليبي في تأمين المناطق التي تسيطر عليها في ضواحي طرابلس، وملاحقة الخلايا النائمة التابعة للميليشيات المسلحة داخل أزقة العاصمة الليبية. وفي محور خلة الفرجان، قال المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة التابع للجيش الليبي إن القوات تمكنت من السيطرة الكاملة على شارعي الإبل والقدس في منطقة الخلة. إلى ذلك، نفذ سلاح الجو الليبي التابع للقيادة العامة للجيش الليبي الميليشيات المسلحة في ضواحي طرابلس ومخازن للأسلحة والذخيرة في مدينة غريان غرب البلاد. وأكد الإعلام الحربي التابع للجيش الليبي استعداد قادة المليشيات وأعضاء من حكومة الوفاق للفرار من البلاد بعد الخسائر الأخيرة التي لحقت بقواتهم في محاور طرابلس. وكشف المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة التابعة للجيش الليبي، أن تطورات معارك الأربعاء واشتباكات محيط صلاح الدين جعلت بعض قادة المليشيات وأعضاء من حكومة الوفاق الصخيرات يجهزون أنفسهم لمغادرة البلاد. سياسياً، علمت «الاتحاد» أن الأمم المتحدة فتحت باب الترشيحات على منصب المبعوث الأممي لدى ليبيا منذ أيام قليلة وحتى نهاية سبتمبر المقبل، وهو ما يرجح فرضية تغيير طاقم البعثة الأممية العامل في ليبيا برئاسة الدكتور غسان سلامة ونائبته ستيفاني وليامز.
مشاركة :