صحيفة المرصد: يعيش الخطاب السياسي المغربي في أزمة حقيقية لم تعد خافية على المتتبعين، فقد وصلت الاتهامات بين الخصوم السياسيين حدًا من الشتم الجماعي ومن الدخول في خصوصيات الأسر. آخر حلقات هذا المسلسل اتهامات زعيم حزب سياسي في المعارضة، لوزير ووزيرة في حزب العدالة والتنمية بنسج قصة حب، وبتشتيت الوزير لشمل الوزيرة والتسبّب في طلاقها. اتهامات الأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط، أخرجت الوزيرة المعنية من صتمها، سمية بنخلدون، لتتحدث عن عدم وجود أيّ طرف ثالث في قصة طلاقها من زوجها، منتقدة ما صرّح به شباط، إذ وصفت أقواله بـ"الانتهاك السافر لأخلاق الإسلام وتقاليد الشعب المغربي وحرمات الأسر والحياة الخاصة للأفراد". كما رّد الحبيب الشوباني، الوزير الذي اتهمه شباط، بأنه ينوي اللجوء إلى القضاء، متحدثًا عن أن شباط بات يستعمل كل الأسلحة المحرّمة قانونيًا وأخلاقيًا في مواجهته للحكومة، بعد أن فشلت أسلحته التقليدية في النيل من شعبية رئيسها، مضيفًا أن مثل هذه الاتهامات، لن تدفع به إلى النزول إلى قعر الانحطاط، وبالتالي انتهاك الحياة الخاصة لمناوئيه. السبب في اتهامات حميد شباط، للوزير الحبيب الشوباني، ومعه الوزير سمية بنخلدون، تعود إلى خلاف شديد بينه وبين رئيس الحكومة المغربية، عبد الإله بنكيران، الذي ينتمي كذلك لحزب العدالة والتنمية، إذ يبحث الأوّل عن كل ما من شأنه الإطاحة بالثاني، حتى ولو وصل ذلك حتى اتهامه بالانتماء لتنظيم "داعش" الإرهابي. ورغم أن الحزبين كانا يشتركان في تسيير الحكومة منذ تشكيلها عام 2012، إلّا أن انسحاب "الاستقلال"، عام 2013 من هذه الحكومة بعد صعود حميد شباط إلى رئاسته، بسبب ما اعتبره استفرادًا من بنكيران في السلطة، أجج من نار الخلاف بينهما، لدرجة أن حميد شباط، لا يفوّت أيّ مناسبة، دون انتقاد بنكيران وسياساته، بينما يرّد الثاني من حين لآخر بلغة لها حظها كذلك من القسوة. غير أن وصول حميد شباط إلى الحياة الخاصة لوزراء في الحكومة، جعله في مرمى انتقادات الكثير من الفاعلين، فحتى جريدة "الأحداث المغربية"، المحسوبة على التيار الحداثي والمُعارضة لتوجهات حزب العدالة والتنمية الإسلامية، انتقدت أقوال شباط، إذ كتبت في افتتاحيتها ليوم أمس الخميس: "هل يعي السياسي الذي ركب على ما كتبته الصحافة حجم الضرر العائلي على حياة الوزير المعني بالكلام؟ هل لا نعي ما نلحقه ببعضنا البعض من دمار أم ترانا لا نكترث وننشر ترهاتنا على الملأ ونمضي؟". كما كتب عبد الرحيم العلام، باحث في العلوم السياسية، على صفحته بفيسبوك: "أين المشكلة في أن تعيش المواطِنة سمية بن خلدون حياتها الخاصة كيفما تشاء: تتطلّق، تُحب، تتزوج، تسافر، تحجّ، تتصرف كما يحلو لها في حياتها الخاصة؟ غريب أمر بعض مدّعي السياسة، وحب الوطن، والتعادلية، والحال أنهم أبعد الناس عن كل هذه الشعارات، وهم أكثر رجعية من الرجعيين أنفسهم". CNN
مشاركة :