قالت مريم رجوي زعيم المعارضة الإيرانية خلال كلمة لها في ذكرى مرور ١٢٠ عاما على النضال من أجل الحرية في إطار التمهيد لمؤتمر رئيسي يعقد غدا بمعسكر أشرف بألبانيا: إننا نمر اليوم بمنعطف تاريخي، نهض معسكر أشرف، مرة أخرى شامخًا وقويًا وناصعًا ليمثّل عنوان المقاومة. وأضافت في كلمتها؛ أشرف الذي انتشر على هيئة 1000 مجموعة من معاقل الانتفاضة في جميع أنحاء إيران. ومجتمع على وشك التفجر بات يرفض الرضوخ لسيطرة نظام الملالي ويدعو للإطاحة به، وعلى النقيض من ذلك، فإن النظام الإيراني الحاكم غارق في أزمة سياسة التحريض على الحروب والإرهاب والعقوبات الدولية ويعيش مرحلة الانهيار، ولكن الشعب وتاريخ إيران يمضون قدمًا إلى الأمام في طريق النصر المؤزر. وتابعت: على هذا الدرب، فإن منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، مع ألف امرأة بطلة يشكّلن المجلس المركزي للمنظمة، تتخطى حدود تنظيم سياسي لتبقى للشعب الإيراني، ثروة وطنية وأملًا في الحرية والديمقراطية، ولاشك، أن الحرية ستنتصر على الاستبداد، فالملالي وقوات حرسه أرادوا القضاء على روّاد الثورة ومناضلي درب الحرية، لكننا هزمناهم في هذه المعركة. وكان هذا منعطفًا في النضال من أجل إيران حرّة، وسنظل نناضل حتى الوصول إلى طهران وإيران حرّة ديمقراطية. وقالت مريم: اليوم في أشرف الثالث، اجتمعنا للاحتفال بمرور 120 عامًا على نضال الشعب الإيراني من أجل الحرية، نضال شهد صعودًا وهبوطًا كثيرًا، مع العديد من الهزائم والانتصارات، مع الدموع والابتسامات لشعب أسير مضطهد ومقموع من قبل ديكتاتورية الشاه ثم الاستبداد الديني. ولكن هذا مسار إلى الأمام ينتهي إلى نصر مؤزر بإذن الله. وأضافت: لقد فتحنا طريقنا من بين فرق الإعدام والمجازر والقصف بالصواريخ والتفجيرات وإدراجنا في مختلف القوائم الإرهابية وأنتم كنتم جميعًا إلى جانبنا في إزالتها، مرات، مثل طائر الفينق، الطائر الأسطوري، احترقنا ثم بُعثنا من رمادنا ونهضنا ورفعنا رؤوسنا رغم الأعمال العدائية السقيمة وحملات الشيطنة والتشهير والإرهاب الجامح. وتابعت أن وجود تنظيم متماسك ونضال منظم، مع قوة مصممة، متراصّة ومستعدة للتضحية، إحدى الحلقات المفقودة للتحركات السابقة للشعب الإيراني، التحركات التي لم تؤد إلى النتائج المرجوّة منها رغم كل التضحيات. والآن أصبح أشرف الثالث رمز المقاومة المنظمة للشعب الإيراني من أجل الحرية. واستطردت: عندما شاهدت مشاهد من هذا المعرض، على الرغم من أنني عشت أكثر من أربعين عامًا جميع الأوقات وشهدت فترات الصعود والهبوط لهذه المقاومة، ولكن أمام الواقع الذي عاشه هؤلاء النساء والرجال وعظمة هذه المقاومة من جهة، ومن جهة أخرى جرائم نظام الملالي ضد خيرة أبناء الشعب الإيراني، أصبتُ بالدهشة، لا توجد لدينا فرصة كافية لشرح التأثير العميق لهذه المشاهد، أنتم ستشاهدونها عن قرب. فمن ناحية، الأبعاد الهائلة للجرائم، ومن ناحية أخرى مدى التضحيات، والإيثار، والإيمان وملاحم المقاومة الكبيرة لطلائع الشعب الإيراني، كلّها يبعث بالاستغراب. وقالت رجوى: لا شكّ أن هذا المعرض يعكس مجرد جزء صغير من تاريخ نضال الشعب الإيراني من أجل الحرية موضحة أن شعبنا استطاع في بداية القرن العشرين، في الثورة الدستورية، رفض الديكتاتورية الملكية المطلقة، ولكن في أقل من 15 عامًا، وفي ظل عدم وجود الأسس الضرورية والمؤسسات الديمقراطية، عاد الاستبداد ليسيطر على البلاد من جديد. تم قمع طلّاب الحرية في غياب القيادة والتنظيم، واستطاع رضا شاه (أب الشاه)، من تسليط دكتاتورية أخرى. وأشارت إلى أنه بعد ثلاثين عامًا، في العام 1951، قام الدكتور محمد مصدق، زعيم حركة تأميم النفط، بتشكيل أول حكومة وطنية ديمقراطية حقيقية في إيران، لكن تمت الإطاحة به في أقل من عامين ونصف العام في انقلاب أسود، تم سجن مصدق وإعدام الدكتور حسين فاطمي وزير خارجيته واستمرّت دكتاتورية الشاه الظلامية في إيران لمدة 25 سنة أخرى. وأكدت أنه لو كان مصدق يجد الفرصة لتأسيس ركائز الديمقراطية في إيران، لكان اليوم وجه إيران ومنطقتنا مختلفًا عما هو عليه الآن، ولا شك في أن المذهبية والتطرف لما وجدا هكذا ميدان للجولان فيه. وأشارت إلى أن خوميني كان ولي العهد الحقيقي للشاه، في الديكتاتورية الملكية أحادية الحزب، خرجت الأحزاب التقليدية من الساحة السياسية. وفي غياب الحرية والأحزاب السياسية، لم يبق تيار سوى خميني، لافتة إلى أن الشاه قام بإعدام أو سجن قادة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية وجميع القوى التقدمية، وهكذا استغلّ خوميني، بصفته مرجعًا دينيًا في المنفى، الفرصة لركوب أمواج الانتفاضات وثورة الشعب الإيراني. وقالت: في الحقيقة، سرق خوميني قيادة ثورة الشعب الإيراني، وأسّس منذ البداية، ديكتاتورية دينية، أو حسب تعبيره، سلطنة الولي الفقيه المطلقة. ولكن على الرغم من كل الجرائم والمجازر ومنذ اليوم الأول رفعت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية وبشعار الحرية وتحت قيادة مسعود، الذي أُطلق سراحه وجراء انتفاضة الشعب وقبل قليل من سقوط الشاه، راية النضال ضد الديكتاتورية الدينية وضد حكم ولاية الفقيه. وتابعت: لم يسمح أن يخفي خوميني وجهه السفاح خلف قناع الدين ولم يسمح لخميني أن يكرّس نفسه ويقرّ خلافته الشيطانية أبدية باسم الإسلام. كما رفعت شعار السلام والحرية ولم تسمح لخميني بمواصلة حرب الخيانة لأكثر من 8 سنوات مع العراق.
مشاركة :