تونس ـ انطلقت النسخة الخامسة والخمسون لمهرجان الحمامات الدولي في العاشر من شهر يوليو/تموز الحالي، كما انطلقت النسخة الخامسة والخمسون من مهرجان قرطاج الدولي والذي يعتبر الأشهر والأكثر إشعاعا خارج تونس الخميس حيث شهد المسرح الأثري احتفالا مزدوجا بمرور تونس إلى المربع الذهبي لكأس أفريقيا وافتتاح المهرجان. فيما تنطلق الليلة 12 يوليو/تموز، الدورة الواحدة والستّون لمهرجان سوسة الدولي (الساحل التونسي) والذي يُعدّ شيخ المهرجانات التونسية، وقبلها جميعا تنطلق النسخة 34 من المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية بالجم (200 كلم جنوب العاصمة) وبذلك تعيش تونس على وقع المهرجانات الصيفية حتى آخر شهر أغسطس/آب المقبل والتي تتوزع على كل أرجاء البلاد. ولا تكاد تخلو قرية أو مدينة من مهرجان صيفي، وتتنوّع المهرجانات بين محلّية ووطنية ودولية، ولا تحتكر العاصمة المهرجانات الكبرى بل إن بعضها ينتظم في مدن بعيدة جدا، وقد ساهمت وزارة الثقافة التونسية في دعم تلك المهرجانات وإيلائها العناية اللازمة ماديا ولوجستيا. وفي هذا السياق، أشرف وزير الثقافة التونسي محمد زين العابدين على عدد كبير من اللقاءات مع المسؤولين عن عدد مهم من المهرجانات، وأذن بمضاعفة ميزانية عدد منها فيما قرر تنويع الدعم لعدد آخر إما عن طريق المِنح المالية أو من خلال العروض التي تدعمها الوزارة بشكل مباشر، والتي عادة ما تكون لفنانين تونسيين، أي أن الوزارة تضرب عصفورين بحجر واحد، فمن ناحية هي تدعم المبدعين في شتى المجالات كالموسيقى والمسرح والرقص والسينما، ومن ناحية أخرى تدعم المهرجانات بعروضها حتى تصل أعمالها للجمهور العريض. في تونس عدد كبير من المهرجانات الدولية وفضلا عمّا سبق، تبقى مهرجانات بنزرت وصفاقس والمنستير ودُقَّة والمهدية وقابس من التظاهرات التي تمثّل فضاءات لدعم الإبداع التونسي والتفتّح على تجارب فنية عربية وأجنبية، حيث تستضيف تونس هذي الصائفة عدد مهما من الأسماء التي ستؤثث عروض مهرجاناتها، وحسب ما باحت به هيئات بعض المهرجانات فإنّ فنّانين من كل القارات سيسجّلون حضورهم ويقدمون عروضا متنوعة من شمال البلاد إلى جنوبها. مهرجانات لكل التونسيين ولأن المهرجانات ليست حكرا على المدن الكبرى، فإنّ أرياف تونس وقراها ومدنها الصغرى تأخذ حظّا وفيرا من برمجة وزارة الثقافة من خلال المهرجانات التي تنتشر في كل مكان، والتي يعمل القائمون عليها على أن تكون برمجتها متناسقة مع خصوصيات كل منطقة لذلك تجد ان أسماء المهرجانات كثيرا ما تحيل إمّا لعادات المدينة أو تقاليد أهلها من خلال حِرفة مثلا (مهرجان النسيج أو مهرجان الزربية أو مهرجان الصيد البحري) أو أنها تأخذ اسم شخصية تاريخية (مهرجان سعيد أبي بكر أو مهرجان بومخلوف أو مهرجان العبادلة) أو أسماء مواقع تاريخية (مهرجان بلاّريجيا أو مهرجان سيليوم). ويسعى كل مهرجان وخاصة تلك التي تعتبر محلّية إلى إبراز أهم ما يميّز المدينة أو القرية التي يتنظم فيها، كما يحاول توفير عروض تستجيب لتطلعات الجمهور وانتظاراته حسب الإمكانيات المتاحة وهي معادلة صعبة لولا تدخل وزارة الثقافة لتعديل الكفّة وتوفير عروض مدعمة والمساهمة في ضخّ الميزانية بأموال إضافية تساهم في تواصله واستمراريته. ولا تستهدف المهرجانات التونسيين فقط بل إن كثيرا من السياح يواكبون فعالياتها وخاصة من الجزائريين الذين يزورون تونس بأعداد وفيرة فضلا عن الليبيين والأوروبيين، من ذلك أن كرنفال "أوسّو" الذي ينتظم في مدينة سوسة الساحلية يستقطب مئات الآلاف من المتفرجين بينهم كثير من السيّاح من جنسيات مختلفة. وفي المحصّلة أكثر ما يقرب من 700 مهرجان تنتشر في ربوع تونس، منها أكثر من 300 مهرجانٍ صيفيّ، وقد سجّلت هذه الأخيرة ارتفاعا خلال الصائفة الماضية بأربعين مهرجانا جديدا ومن المتوقع أن يشهد صيف 2019 استحداث مهرجانات جديدة. كما أن وزارة الثقافة قدّمت دعما كبيرا لأكثر من 1300 جمعية ثقافية لإنجاز فعاليات وتظاهرات ثقافية وفنية على امتداد العام.
مشاركة :