اهتم البشر منذ زمن بعيد بالقراءة ومطالعة الكتب حيث يعد ذلك عاملاً مهماً في نهضة الأفراد والمجتمع والمساهمة في رفع النمو الفكري وبناء عقول مفكرة وناضجة، ما يؤدي إلى ارتفاع نسبة الوعي وتشييد حصن ذاتي وذهني نتيجة للاطلاع والقراءة المستمرة، حيث تلعب مصادر المعرفة دوراً مهماً في بلورة كل ذلك، ومن ذلك المنطلق أمر الخليفة العباسي المهدي، عام 160 هـ بإنشاء مكتبة داخل الحرم المكي تحتضن المصاحف والكتب العلمية، شهدت الانطلاقة الأولى للمكتبة أبعاداً إسلامية حيث كان مولد النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذات المكان، بالإضافة إلى موقعها الجغرافي الذي يعد إلهاماً للكثير حيث يقبع في وجدان المسلمين في أنحاء المعمورة، ومنذ تأسيس المكتبة حرص الخلفاء والملوك على تطويرها وتقدمها، وتحديداً في عهد المملكة حيث نالت على اهتمام المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وذلك عندما أمر بإنشاء مجلس إداري يضم علماء من أهالي مكة المكرمة، للنظر في احتياجات المكتبة من تطوير وعناية، ونتيجة للمجهودات القائمة من الدولة، تأسست فعلياً عام 1357 هـ باسم «مكتبة الحرم المكي الشريف» برعاية من المؤسس، وبعد أعوام انتقلت خارج الحرم المكي تحت إشراف وزارة الحج «سابقاً»، حتى أصبحت تابعة للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عام 1385 هـ، وتحتوي المكتبة على كتب وأقسام تنهض بالعقل والفكر لخدمة المثقفين وطلاب العلم، ففي قسم الخدمة المكتبية، يوجد أكثر من 5 آلاف مخطوطة، ومئة ألف مجلد في شتى أنواع العلوم والتاريخ، بالإضافة إلى أقسام تهتم بالتسجيلات المرئية والصوتية، وترميم الكتب والمخطوطات القديمة. صورة قديمة للمسجد الحرام توضّح قبة المكتبة
مشاركة :