أكد خبير تربوي أن لائحة الوظائف التعليمية جاءت لمعالجة خيبة أمل كبيرة برزت بسبب ضعف مخرجات التعليم، مشيرًا إلى أن المعلم الذي يعطي الأداء الأقل سيواجه تحديات كبيرة، أما المعلم المتميز سينال فرصة لإظهار تميزه في رتبة تعكس إنجازاته. وقال الخبير التربوي سالم الغامدي لـ"سبق": إن "قيمة اللائحة تبرز في مدى تأثيرها على إحداث تقدم عظيم في عمليات الإصلاح الكبرى التي تبنتها رؤية الدولة 2030". وأضاف: "من الطبيعي عند صدور أية لوائح جديدة أن يكون لدينا حالة ارتباك في الوعي بغاياتها وفهم تنظيماتها وإجراءاتها والأدوات الجديدة التي تتطلبها، وحتى اللائحة السابقة التي يظهر بعض منسوبي التعليم التحسر عليها كانت موضع نقد شديد في بداية إصدارها؛ لأن الجديد له هيبة وتخوف منه حتى يفهمه الجميع". وتابع الغامدي: "أعتقد أن الفارق كبير جدًا بين اللائحتين السابقة والجديدة لصالح الأحدث منهما، حيث إن غرض اللائحة السابقة كان جذب المواطنين للتعليم وسعودته في خضم انفتاح مالي كبير ظهر مع بدايات الطفرة في أواخر التسعينات الهجرية". وأردف الغامدي: "أما اللائحة الحالية فجاءت لمعالجة خيبة أمل كبيرة برزت بسبب ضعف مخرجات التعليم، والتي من أسبابها شبه انعدام للفرص التحفيزية للمعلمين نحو الأداء الأفضل في اللائحة السابقة، مما دعا الوزارة لتبني رتب تُمايز بين مستويات المعلمين وفق جدارتهم وكفاءاتهم". وقال الغامدي: "بالتأكيد أن المعلم الذي يعطي الأداء الأقل سيواجه تحديات كبيرة، وبالتالي فقد يستبق الهجوم على السلم الجديد للمهنة، فيما المعلم المتميز منشرح الصدر لأنه نال أخيرًا فرصة أن يُظهر تميزه في رتبة تعكس إنجازاته". وتابع الغامدي: "أما الأسئلة فواجب الوزارة أن توضح بصراحة كل ما يزيل الضباب والتخوفات السلبية، وأن يستثمروا بقوة حداثة اللائحة؛ لتدفع العدد الأكبر في وظائف الدولة من المعلمين والمعلمات نحو العطاء المتميز الذي ينعكس على المعرفة لطلابنا وطالباتنا ومهاراتهم وقيمهم". وختم الغامدي حديثه بالقول، إن "هذه فرصة تاريخية للوزارة، وإذا لم تستفد منها بأثر كبير وسريع على المعلمين فقد يكون النعش الأخير في ثقة الدولة بهذا الجهاز العظيم".
مشاركة :