نجح الجيش اللبناني أمس في القضاء على خلية متطرفة تتخذ من مدينة طرابلس مقراً لها. ونصب عناصر من قوى الامن كمينا للمطلوبين الذين ينتمون الى مجموعات اسلامية متطرفة شمال لبنان، تخلله تبادل اطلاق نار، ما تسبب بمقتل اثنين من المسلحين وتوقيف رجل دين سني متشدد مع مرافقه، بحسب ما ذكر مصدر امني أمس الجمعة. واوضح المصدر ان القتيلين هما اسامة منصور الملقب ابو عمر واحمد الناظر. وكلاهما في العقد الثالث من العمر، ومتهمان بخوض معارك ضد الجيش اللبناني في منطقة باب التبانة ذات الغالبية السنية في طرابلس، ابرز مدن الشمال، ومحيطها منتصف عام 2014، ما تسبب بمقتل 11 جنديا. كما يشتبه بارتباطهما بتنظيمات جهادية في سورية. اما الموقوف فهو الشيخ خالد حبلص الذي تحصن بعد مواجهات طرابلس تلك في مسجد في بلدة بحنين على بعد بضعة كيلومترات من المدينة وخاض على رأس مجموعة مسلحة مواجهة دامية مع الجيش، قبل ان يتمكن من الفرار. واوضح المصدر الامني انه "تم ليلا نصب كمين لعدد من المطلوبين بعد رصد تحركات لهم وسط مدينة طرابلس، وتم اعتراضهم وهم داخل سيارتين، وحصل تبادل اطلاق نار بين ركاب السيارتين وقوى الامن الداخلي". واشار المصدر الى "اصابة عنصرين من قوى الامن بجروح خطرة" خلال التبادل الذي انتهى بمقتل منصور والناظر اللذين كانا في احدى السيارتين، وتوقيف حبلص الذي اصيب بجروح طفيفة ومرافقه امير الكردي اللذين كانا يستقلان السيارة الثانية. واشار بيان صدر عن المديرية العامة لقوى الامن الداخلي الى ان منصور "كان في حوزته حزام ناسف، وقد عمل الخبير العسكري على تفكيكه". واندلعت المواجهات في الاسبوع الاخير من اكتوبر 2014 على خلفية توقيف لبناني من طرابلس اتهم بالتنسيق مع تنظيمات جهادية في سورية من اجل تجنيد شبان للقتال فيها ونقل متفجرات لتنفيذ "عمليات ارهابية" في لبنان. وعلى اثر العملية، انتشر الجيش بكثافة منذ فجر أمس في منطقة باب التبانة في طرابلس، وسيّر دوريات في المدينة لضبط اي ردود فعل محتملة. وخرج عدد من الاشخاص معظمهم من النسوة الى الشارع في باب التبانة بينهم زوجة منصور، ورشقوا عناصر الجيش بالحجارة، ما اضطر الجنود الى اطلاق الرصاص في الهواء لتفريق المتظاهرين. وشهدت طرابلس على مدى ثلاث سنوات بعد اندلاع النزاع السوري في منتصف مارس 2011 سلسلة مواجهات دامية على خلفية النزاع السوري، بين سنة متعاطفين مع المعارضة السورية وعلويين مؤيدين للرئيس بشار الاسد. وفي ابريل 2014، تمكن الجيش اللبناني من تنفيذ خطة امنية في المدينة اوقف خلالها عددا من المطلوبين وصادر كميات كبيرة من السلاح. وخرقت الخطة باعتداءات متفرقة على الجيش كانت حوادث اكتوبر ابرزها.
مشاركة :