أجرت فيدريكا موغريني، مفوضة لشؤون السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، في بغداد لقاءات مع سياسيين عراقيين بينهم رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية تمحورت حول سبل دعم أوروبا لإعادة بناء المدن المحررة. في لقائه مع مفوضة شؤون السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغريني، أكد الرئيس العراقي برهم صالح اليوم السبت (13 تموز/ يوليو) على أهمية الاستفادة من التجارب الأوروبية بإعادة إعمار المدن المحررة في بلاده من قبضة تنظيم داعش الإرهابي. وذكرت رئاسة الجمهورية في بيان أن "صالح استقبل (اليوم) في قصر السلام ببغداد الممثل الأعلى لسياسة الأمن والشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني". وشدد صالح خلال اللقاء، على "ضرورة العمل المشترك لتجنيب شعوب المنطقة ويلات الحروب"، مشيراً إلى "أهمية التنسيق والتشاور مع الاتحاد الأوروبي بشأن القضايا والتطورات الراهنة". ولفت الرئيس العراقي إلى "أهمية الاستفادة من الخبرات والتجارب الأوروبية في إعادة اعمار المدن المحررة، ودعم العراق في مساعدة النازحين وتوفير الأجواء الآمنة المستقرة لهم، فضلاً عن مساهمة الاتحاد في المشاريع العمرانية والخدمية والإنسانية". من جانبها، أشادت موغريني بالتقدم الحاصل في العراق، مؤكدة دعم المجموعة الأوروبية لاستقراره وسياسته المتوازنة حيال القضايا الدولية، مجددة الالتزام بالعمل مع العراق لإنجاز الأهداف التي حددها مؤتمر إعادة الإعمار الذي عقد في الكويت العام الماضي من أجل توفير مستقبل أفضل للشعب العراقي. بدوره دعا رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي اليوم السبت الدول الأوربية إلى الاستثمار في العراق وزيادة التعاون في جميع المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية. وقال عبد المهدي خلال لقائه اليوم موغريني "إن العراق يرى في الاتحاد الأوروبي شريكا أساسيا وقطع أشواطا مهمة ومازلنا نعمل بهذا الاتجاه، مشير إلى أن العراق يريد تشجيع الاستثمار الأوروبي في العراق وزيادة التعاون في جميع المجالات، السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية"، بحسب بيان للحكومة العراقية. وأضاف عبد المهدي أن "العراق بانتصاره على داعش قدّم ثمنا باهظا، وكانت آثار هذا الانتصار مهمة للعراق والمنطقة والعالم، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، وأن على الدول الكبرى أن تقيّم العراق ضمن واقعه كدولة خرجت من الحروب وهي الآن تنهض وبشكل قوي وفعّال لا كدولة مستقرة منذ مدة طويلة، ويجب أن تنظر المعايير المطبّقة في تصنيف العلاقات الدولية إلى العراق كدولة بدأت تستقر بعد خوضها حروبا طويلة، وبالتالي نحتاج إلى نوع من التمييز الإيجابي". من جانبها، أكدت موغريني "أنها قد شاهدت بغداد الآن غير ما شاهدته في المرة السابقة، وأن هنالك تغييرا كبيرا نحو الأفضل، وأن الهدف الأساسي من زيارتها إلى بغداد هو التأكيد على دعم الاتحاد الأوروبي للعراق سياسيا ومعنويا وماليا، وكذلك لإظهار التكاتف معه". وأشارت نائبة رئيس المفوضية الأوروبية إلى "أن العراق أحد أفضل شركاء الاتحاد الأوروبي، وهناك نجاح للسياسة العراقية الخارجية المتوازنة في المنطقة ولابد من الاستمرار بهذه السياسة". وكانت موغريني قد وصلت إلى بغداد اليوم السبت وأجرت مباحثات مع وزير الخارجية محمد علي الحكيم لبحث مجالات التعاون المشترك بين العراق والاتحاد الأوروبي. وقالت موغريني "إن المواقف العراقية الأوربية متطابقة والنظرة إلى المنطقة هي نظرة متشابهة، وإن المزيد من التعاون سيساعد في إنجاح العمل على الاستقرار في المنطقة والعالم". كما أكدت على أن العراق قصة نجاح مهمة في المنطقة وأن الاتحاد الأوروبي يرغب بالاستمرار في تقديم الدعم لتعزيز قصة النجاح هذه". ح.ع.ح/ع.ج (د.ب.أ)
مشاركة :