سعت غرفة الرياض من خلال لجنة شباب الأعمال منذ إنشائها قبل نحو 13 عاماً لتقديم أقصى الدعم لقطاع شباب الأعمال، والمساهمة في بناء جيل متميز منتج ومبدع، وصقل مواهبهم وخبراتهم في ميادين العمل الحر، وتمكينهم من إنجاح مشاريعهم الخاصة بالاستشارات وتقييم مراحل أدائها، وتقوية دورهم في إثراء الحركة الاقتصادية بالمملكة، وتحفيز الدعم الحكومي ودعم الجهات التمويلية لمشروعات الشباب، ومساعدتهم في إقامة مشروعاتهم. وشهدت الساحة جهوداً وفعاليات مكثفة للجنة في الفترة الأخيرة برئاسة عضو مجلس الادارة علي العثيم تضمنت نشر وتوسيع ثقافة وروح المبادرة والريادة في المجتمع، ونقل تجارب الأعلام من رجال الأعمال وأصحاب التجارب الناجحة، وكانت ورقة عمل اعدت للجنة بمركز البحوث بالغرفة قدمت رؤية واضحة وخريطة طريق تمكن رواد الأعمال من الشباب من اعتلاء عالم التجارة والاستثمار، من خلال تبني مجموعة من الأفكار والمبادئ التي تضع أقدامهم على طريق النجاح، والخروج من إطار التفكير التقليدي والنمطي إلى روح المبادرة والتفكير الإبداعي والريادي، الذي يحول الفكرة المتميزة إلى فرصة حقيقية لمشروع ناجح قادر على الإنتاج والربح، والاستمرار في سوق تتسم بالمنافسة الحادة والديناميكية. وطالبت الورقة بتبني الشباب لفكر ريادة الأعمال القائم على الإبداع والابتكار وروح المبادرة ووفق أسس موضوعية وواقعية، والجرأة المحسوبة، مؤكدة أن ريادة الأعمال تكفل فرصة التميز للشباب، وتحقيق الذات وتوفر للسوق منتجات تلبي حاجتها وتدر عليهم أرباحاً قابلة للنمو، كما توفر فرص عمل للشباب الباحث عن وظيفة وتحقيق قيمة مضافة للاقتصاد الوطني والمجتمع. وأكدت في هذا السياق أهمية التخطيط السليم لمشروعات الشباب والبعد عن الارتجالية والعشوائية، وقالت إن ذلك يتطلب من صاحب المشروع أن يقوم بعد ابتكار فكرة متميزة رائدة لمشروعه بإعداد دراسة جدوى تبين احتياجاته المالية والفنية والتسويقية والربحية المتوقعة، وتحديد رؤيته المستقبلية لتطور المشروع، وأن يبدأ خطواته العملية لتأسيس المشروع بإعداد التصاميم الفنية والإدارية، وتوفير هيكل الإدارة والعمالة ليكون جاهزاً فور الحصول على التراخيص المطلوبة لإقامة المشروع. ونبهت الورقة التي عرضها رئيس اللجنة خلال احدى الفعاليات الشبابية الى ضرورة مراعاة تشغيل المشروع وفقاً لنظام إداري ومحاسبي حازم، ووفق خطة واضحة للإنتاج والتسويق، ومعايير منضبطة لتقييم جوانب أداء المشروع في كافة مراحل تطوره، وقالت إن على رواد الأعمال من الشباب أن يتحلوا بمجموعة من السمات والخصائص التي تضمن لمشروعاتهم البقاء والاستمرار والنجاح، في مقدمتها أن يكون لديهم أهداف طموحة ودوافع للنجاح واقتناص الفرص لتحقيقه، وتبني روح المبادرة والمخاطرة المحسوبة، واتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب. ودعت الورقة رواد الأعمال إلى الإلمام بمجريات السوق الداخلية وتطورات الأسواق الخارجية، بما يؤهلهم للتعرف على آليات التحكم بعوامل السوق، لافتة إلى أن السوق السعودية تتسم بتوافر فرص المشاريع والإنتاج، لكنها تتطلب منهم القدرة على المفاضلة والاختيار بين أنسبها، كما دعتهم إلى تنويع مجالات الاستثمار، فالتنوع يضمن الاستفادة من جوانب التميز والفرص المتاحة للربح في كل قناة استثمارية، وتعويض الخسائر إذا حدثت في إحداها. ونصحت بعدم بدء المشروع بالديون والمجازفة غير المحسوبة، وعدم اقتحام مجال نشاط جديد دون خبرة أو تجربة سابقة فيه، ولا بد من التطوير المستمر للذات والقدرات، وقالت إن الفرق بين المستثمر الناجح والفاشل يكمن في إجادة العمل والاستجابة لضوابط السوق وشروطها، والقدرة على مواجهة الصعوبات بتدابير وسياسات رزينة قادرة على امتصاص الأزمات والتغلب عليها بأقل الخسائر، لافتة إلى أهمية الاحتكاك بالخبرات الأجنبية من خلال ارتياد المعارض المحلية والخارجية، واكتساب أفكار وفرص جديدة. ونبهت الورقة إلى أن المستثمر الناشئ قد يواجه الإخفاق مرة وثانية، ولكنه يستطيع أن يتعلم من الفشل للانطلاق للنجاح، من خلال الدراسة المتأنية والجادة لأسباب الفشل، واستخدام البدائل المتاحة لتحويله إلى نجاح، لافتة إلى أهمية العمل بروح الفريق، وعدم تركيز القيادة في شخص واحد مهما كانت قدراته، ونصحت بعدم استعجال الثروة، والعمل بجدية واكتساب الخبرة والثقافة في مجالات العمل والنشاط الذي يمارسونه، وقالت إن كل فكرة مشروع قد لا تكون قابلة للتطبيق بنجاح.
مشاركة :