الدرعية من قرية صغيرة وادعة إلى مركز إشعاع حضاري وثقافي عالمي

  • 4/11/2015
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

حظيت الدرعية باهتمام يليق بها من قبل القيادة الحكيمة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود-حفظه الله- منذ أن كان أميراً لمنطقة الرياض ورئيساً للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض حيث أولتها الهيئة من الاهتمام والدراسة ما تستحقه حتى تتبوأ هذه المنطقة ما يليق بها وبتاريخها والأحداث المفصلية التي شهدتها لذلك قامت بتطويرها على مراحل من خلال دراسات علمية وفنية مستفيضة وقد جمع برنامج تطوير الدرعية التاريخية- وفقاً للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض- بين المحاور: العمرانية، والثقافية، والاقتصادية، والاجتماعية، وبين متطلبات التطوير البيئي لوادي حنيفة، ويشكل نموذجاً لعمران الواحات. ولا غرو أن تحظى الدرعية بهذا الاهتمام فهي كما يعرف الجميع تمثل تاريخاً مضيئاً يفخر به كل سعودي فمن خلالها تشكلت اللبنات الأولى لهذه الدولة المباركة، فالدرعية تلك القرية الصغيرة التي أنشأها جدّ أسرة آل سعود قبل نحو خمسة قرون شهدت شهرة واسعة نتيجة المبايعة التاريخية التي تمت بين أمير الدرعية محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب على الدعوة الى تطهير عقيدة المسلمين مما اعتراها من شوائب وخرافات. اعتراف عالمي بمكانتها.. وحي الطريف في قائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو وينطلق البرنامج الذي وضعته الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، وتنفذه بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار، ومحافظة الدرعية، من مقومات الدرعية المتمثلة في قيمتها التاريخية والسياسية والثقافية، وتراثها العمراني، وموقعها الفريد على ضفاف وادي حنيفة، لذا اعتمد البرنامج، مبدأ التكامل مع مدينة الرياض، بحيث تكون الدرعية ضاحية ثقافية، سياحية، ترويحية بمستوى عالمي. مرافق ترويحية مناسبة وأنشطة سياحية مختلفة والاستفادة من المقومات البيئية لوادي حنيفة ونظراً لأهمية الدرعية التاريخية، وأهمية ما تحتويه من تراث عمراني عريق صدرت الموافقة السامية في 17 جمادى الآخر 1419ه على برنامج تطوير الدرعية التاريخية، وأن تتولى الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض مسؤولية تنفيذ هذا البرنامج، وتشكيل لجنة تنفيذية لتطوير الدرعية في إطار الهيئة العليا برئاسة أمير الرياض رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض ورئيس اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية، وعضوية عدد من الجهات ذات العلاقة في القطاعين العام والخاص. حي البجيري جامعة نجد الأولى التي خرجت أجيالاً من علماء الدعوة السلفية كما وضعت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، إستراتيجية للتطوير في الدرعية التاريخية، تضمنت تحويل المناطق الأثرية والتراثية في الدرعية إلى مركز ثقافي وحضاري رئيس على المستوى الوطني، نظراً للدور الريادي والحضاري للدرعية كمنطلق للدعوة ونواة للدولة السعودية. - اتخاذ أحياء الدرعية التاريخية والقديمة نواة ومحوراً للتطوير العمراني والثقافي. - تحقيق التنمية المستدامة بالمحافظة على المقومات البيئية الطبيعية. - تشجيع الاستثمارات الخاصة للمشاركة في برنامج التطوير. وتتنوع محاور تطوير الدرعية التاريخية لتشمل التخطيط الحضري للبلدة، بحيث يتواءم مع التخطيط الحضري لمدينة الرياض، والتطوير العمراني لأحيائها التاريخية والقديمة، باستكمال المرافق والبنى التحتية، وتطوير بنيتها العمرانية، وتوفير الساحات والميادين والحدائق العامة والطرق ومواقف السيارات وممرات المشاة. كما يتمثل المحور الاجتماعي في البرنامج في توفير عوامل استقرار سكانها، وتطوير اقتصادياتهم، فيما يتمثل التطوير التراثي الثقافي في إعادة ترميم منشآتها التراثية، وإنشاء المؤسسات الثقافية الوطنية، والمتاحف، وتنظيم الأنشطة الثقافية المستمرة، وتأهيل الدرعية لتكون أحد مواقع التراث العالمي المتجدد. أما التطوير الترويحي والسياحي، فيتمثل في توفير المرافق الترويحية المناسبة، والأنشطة السياحية المختلفة، والاستفادة من المقومات البيئة لوادي حنيفة لدعم هذه الأنشطة. وفي الوقت الذي تتولى فيه الهيئة أعمال التخطيط والإنشاء والإدارة الحضرية، سيتولى القطاع الخاص والأهالي الاستثمار في بعض برامج التطوير وأنشطته، وفق المخطط الشامل لتطوير الدرعية التاريخية الذي وضعته الهيئة، بينما ستتولى الأجهزة الحكومية ذات العلاقة إدارة بعض المرافق والأنشطة الأخرى وتشغيلها. وقد قامت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض بالعديد من الدراسات المتعلِّقة بالجوانب العمرانية والتاريخية والسياحية والاستثمارية للدرعية وذلك عبر مجموعة واسعة من الاستشاريِّين العالميِّين والمحليِّين ذوي خبرات متنوِّعة في التصميم العمراني والتخطيط المتحفي فضلاً عن التنشيط السياحي. وقد كُلِّلت هذه الخُطط والدراسات بوضع الخطة التنفيذية النهائية لتطوير الدرعية وخطة التنمية السياحية فيها. وتنقسم الخطة التنفيذية إلى مرحلتين، مرحلة أساسية ومرحلة تكميلية، حيث تحتوي المرحلة الأساسية (وهي المرحلة الحالية من البرنامج) على ثلاثة مشروعات تطويرية هي مشروع تطوير حي الطريف، ومشروع تطوير حي البجيري، ومشروعات الطرق وشبكات المرافق العامة. كما وضعت الهيئة خطة للإدارة والتشغيل، تتولى بموجبها الهيئة أعمال التخطيط والتنفيذ، والتشغيل والصيانة، فيما تتولى الهيئة العامة للسياحة والآثار، تشغيل وإدارة حي الطريف، واستقطاب الاستثمارات الاقتصادية والسياحية لكامل الدرعية التاريخية.

مشاركة :