الكويت - القاهرة: الحسيني البجلاتي، «الخليج» كشفت مصادر كويتية مطلعة ل«الخليج»، أنه سيتم تسليم أفراد الخلية الإخوانية، وعددهم ثمانية أفراد، الذين تم القبض عليهم، إلى السلطات المصرية، بعد استكمال استجوابهم والانتهاء من الإجراءات القانونية خلال الفترة المقبلة، وذلك وفق الاتفاقيات الأمنية الموقعة بين البلدين. وأوضحت المصادر، أن الجهات المختصة في أمن الدولة بالكويت، قالت إن التحقيقات تدور حول ثلاثة محاور، أولها: معرفة كيفية استصدار سمات (تأشيرات) دخولهم إلى الكويت، ونوع العلاقة التي تربطهم مع الجهة المستقدمة لهم، وطبيعة تحركاتهم منذ دخولهم ،وهل استقدمتهم جهة واحدة أم جهات عدة، وعلاقة تلك الجهات الكويتية بتنظيم الإخوان. وثانيها: معرفة طبيعة اللقاءات التي تمت داخل الكويت، سواء مع مواطنين أو غير مواطنين، وإن كانت بالعلم أو بحُسن نية، وهدف وطبيعة تلك اللقاءات، لمعرفة هل كانوا ينوون القيام بأي عمليات إرهابية داخل الكويت أو التخطيط لعمليات داخل مصر. أما المحور الثالث فيختص بنوع النشاط والعمل الذي تم داخل الكويت وطبيعته، ومصادر أموالهم في حساباتهم البنكية وطريقة التصرف فيها. وقالت المصادر: إن رجال أمن الدولة بانتظار إعداد الملف الكامل للقضية بعد الانتهاء من عمليات فحص المواد المضبوطة، حيث تم ضبط وتحريز أجهزة حواسيب وهواتف نقالة وكتب، لدى المتهمين، وجار فحصها وتحليلها من قبل رجال الأمن. وكشفت المصادر أن التحقيقات تجرى للتأكد من معلومات أمنية وصلت من الجانب المصري مضمونها أن عناصر الخلية ينتمون إلى اللجان النوعية للجماعة الإرهابية، التي يديرها ويشرف عليها القيادي الإخواني الهارب لتركيا يحيى موسى، مبينة أن بعضهم ساهم في عمليات زرع عبوات ناسفة وتفجيرات وتفخيخ سيارات وتخريب وحرق ممتلكات وتمويل شراء أسلحة نارية وجمع تبرعات وتجنيد أنصار جدد للجماعة. وكانت الأجهزة الأمنية المختصة ضبطت الجمعة، خلية إرهابية تتبع تنظيم الإخوان، قد صدر بحقهم أحكام قضائية من قبل القضاء المصري، وصلت إلى ١٥ عاماً. وكشفت «الداخلية» عن أسماء العناصر الثمانية وهم: عبد الرحمن محمد عبد الرحمن أحمد، أبو بكر عاطف السيد الفيومي ،عبد الرحمن إبراهيم عبد المنعم ،أحمد مؤمن أبو الوفا متولي حسن، حسام محمد إبراهيم محمد العدل ،،وليد سليمان محمد عبد الحليم، ناجح عوض بهلول منصور، فالح حسن محمد محمود. وأكد أحمد نبيل الفضل، عضو مجلس الأمة الكويتي، في حديث خاص له مع «العربية» أن تسمية الخلية الإخوانية خطوة مبشرة تحدث للمرة الأولى في الكويت، خاصة لمن يحاول أن يبين منذ سنوات خطر الإخوان المسلمين على الدولة والمجتمع. وأضاف قائلاً: «الإخوان جماعة إرهابية، وأتمنى أن تخرج الكويت من النادي الذي يؤمن لهم الحماية والرزق والذي لا يضم إلا دولاً قليلة، كما أنه لا يرقى لمكانة الكويت العالمية والإنسانية والخيرية». كذلك أشار إلى أن الخطوة القادمة يجب أن تكون تجريم جماعة الإخوان، وتساءل: «ماذا ننتظر؟». ولأول مرة، يتحدث الجهاز الأمني في الكويت علناً عن خلل أمني سببته «خلية إرهابية تابعة لجماعة الإخوان» التي يتسع تأثيرها في بعض المجالات داخل تلك الدولة الخليجية. فالوصول إلى دولة يقول مواطنوها إن تأشيرة الدخول إليها أصعب من تأشيرة دخول الولايات المتحدة، أمر يثير الكثير من علامات الاستفهام. ويقول رئيس تحرير صحيفة السياسة وعميد الصحافة الكويتية أحمد الجار الله إن الشارع يتحدث عن كيفية إصدار تأشيرة دخول لثمانية أشخاص صدرت في حقهم أحكام بالسجن تصل إلى 15 عاماً. ورد الجار الله بقوله: «خلايا داخل الكويت سمحت لهم بالدخول. هؤلاء لا يدخلون إلا بكفالة. لابد أن يلقي الأمن القبض على من تكفل بهم». مشيراً إلى أن الإخوان يتمتعون بنفوذ في بعض المجالات داخل الكويت. وعلى تويتر، حيث ينشط المستخدمون الكويتيون لوسائل التواصل الاجتماعي، تساءل العشرات عن الكفيل الذي أدخل هؤلاء الهاربين إلى الكويت لتفادي ملاحقة قوات الأمن المصرية لهم، مستخدمين في ذلك وسم (هاشتاغ) «منو الكفيل». وتشير معلومات الكاتب الصحفي الكويتي فؤاد الهاشم إلى أنه «خلال ال18 شهراً الماضية هرب إلى الكويت حوالي 100 إلى 150 عنصراً إخوانياً مصرياً، ومن بينهم خبراء في تفخيخ السيارات وإطلاق قذائف آر بي جي وغيرها من الصواريخ». وفي مقابلة مع سكاي نيوز عربية، أضاف الهاشمي، قائلاً: «هؤلاء دخلوا تحت كفالة شركات ومؤسسات كويتية تملكها عناصر إخوانية كويتية». ووصف الخبير المصري البارز في شؤون الجماعات الإرهابية، عبد الرحيم علي، رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط في باريس،عملية ضبط الخلية الإخوانية الهاربة من مصر في الكويت، بأنها تمثل ضربة قوية للتنظيم الإرهابي ولمموليه وداعميه وفي مقدمتهم النظام القطري، مشيراً إلى أن العملية تمثل انتصاراً كبيراً للموقف المصري، الذي طالما أكد وجود داعمين إقليميين للتنظيم الإخواني. وكشف مصدران أمنيان مصريان تفاصيل عن عناصر الخلية الإخوانية المصرية التي ضبطتها السلطات الكويتية مساء الجمعة، وقالا إن العناصر الثمانية ضمن اللجان النوعية لجماعة الإخوان، وهي لجان أنشأتها الجماعة كجناح عسكري مسلح لها عقب ثورة 30 يونيو/حزيران 2013، ومن بينها حسم ولواء الثورة، ويديرها ويشرف عليها القيادي الإخواني الهارب لتركيا يحيى موسى.
مشاركة :