واشنطن - أفادت دراسة أميركية حديثة، بأن الأنشطة المحفزة للعقل، مثل استخدام الكمبيوتر والألعاب الإلكترونية، والحرف اليدوية، تخفض خطر فقدان الذاكرة المرتبط بالتقدم في العمر ويسمى ضعف الإدراك الخفيف. الدراسة أجراها باحثون بالمعاهد الوطنية للصحة والشيخوخة والصحة العقلية بالولايات المتحدة، ونشروا نتائجها، في العدد الأخير من دورية "علم الأعصاب" العلمية. وعرف الباحثون ضعف الإدراك الخفيف بأنه حالة مرضية شائعة مع التقدم في العمر، ترتبط بمشكلات في القدرة على التفكير والذاكرة، إلا أنه لا يشبه الخرف. وقد يواجه مرضى ضعف الإدراك الخفيف صعوبة في إكمال المهام المعقدة أو يجدون صعوبة في فهم المعلومات التي يقرأونها، في حين يواجه الأشخاص المصابون بالخرف أو الزهايمر مشكلة في إتمام المهام اليومية كارتداء الملابس والاستحمام والأكل بشكل مستقل. مع ذلك وجد الباحثون أن هناك أدلة قوية على أن ضعف الإدراك الخفيف يمكن أن يكون مقدمة للخرف. وللوصول إلى نتائج الدراسة، راقب الفريق 2000 شخص متوسط أعمارهم 78 عامًا، ولم يكن لديهم ضعف إدراكي خفيف. وفي بداية الدراسة، أكمل المشاركون استبيانًا حول عدد المرات التي شاركوا فيها في عدد من الأنشطة المحفزة للعقل خلال منتصف العمر، أو حينما كان عمرهم يتراوح بين 50 إلى 65 عامًا، وفي عمر لاحق، حينما كانوا في الـ66 عامًا فأكبر. وتمثلت الأنشطة المحفزة للدماغ في مهام منها استخدام الكمبيوتر، والألعاب الإلكترونية، والانخراط في الأنشطة الاجتماعية، مثل الذهاب إلى السينما أو الخروج مع الأصدقاء أو ممارسة الألعاب التي تعتمد على التفكير، مثل حل الكلمات المتقاطعة أو ألعاب الورق، بالإضافة إلى الحرف اليدوية. وخضع المشاركون لاختبارات التفكير والذاكرة كل 15 شهرًا، على مدار فترة الدراسة التي امتدت 5 سنوات في المتوسط، وخلال المتابعة أصيب 532 مشاركًا بضعف الإدراك الخفيف. ووجد الباحثون، أن استخدام الكمبيوتر في منتصف العمر يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بضعف الإدراك الخفيف بنسبة 48 بالمئة، وكلما تقدم العمر لأكبر من ذلك، ارتبط استخدام الكمبيوتر بخفض ضعف الإدرااك الخفيف بنسبة 30 بالمئة. كما ارتبط الانخراط في الأنشطة الاجتماعية، مثل الذهاب إلى السينما أو الخروج مع الأصدقاء أو حل الكلمات المتقاطعة أو ألعاب الورق، في منتصف العمر وما بعده، بانخفاض خطر الإصابة بضعف الإدراك المتعدل بنسبة 20 بالمئة، فيما قللت الحرف اليدوية من ضعف الإدراك بنسبة 42 بالمئة، بحسب المصادر. وقال الدكتور يوناس جيدا، قائد فريق البحث "لا يوجد حاليًا أي أدوية تعالج بفعالية ضعف الإدراك المعتدل أو مرض الخرف أو مرض الزهايمر، لذلك هناك اهتمام متزايد بعوامل نمط الحياة التي قد تساعد على إبطاء شيخوخة المخ، وتسهم في حل مشاكل التفكير والذاكرة". وأضاف "دراستنا تلقي الضوء على أهمية الأنشطة المحفزة للعقل في كل من منتصف العمر ومع التقدم في السن، في الحفاظ على قدرة الدماغ ووقف تراجع وظائفه بفعل عوامل الشيخوخة". ويتأثر العقل بتقدم العمر، وقد يصاب كبار السن بمجموعة من الأمراض التي تسبب ضمورًا في الدماغ، ويعتبر الزهايمر أحد أشكالها، ويؤدي إلى تدهور متواصل في قدرات التفكير ووظائف الدماغ، وفقدان الذاكرة. ويتطور المرض تدريجياً لفقدان القدرة على القيام بالأعمال اليومية، أو التواصل مع المحيط، وقد تتدهور الحالة إلى درجة انعدام الأداء الوظيفي.
مشاركة :