أس-400 تعمّق الشرخ في العلاقة الأميركية التركية

  • 7/14/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تلعب تركيا لعبة قد تحرّض ضدّها الولايات المتحدة التي تعد حليفتها الأكثر أهمية في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، حيث منحت واشنطن مهلة لأنقرة حتى نهاية شهر يوليو للعدول عن شراء الصواريخ الروسية أس- 400. لكن، تركيا أكدت شراء الأسلحة من موسكو بالفعل. ورغم التحذيرات الأميركية، تسلمت تركيا الشحنات الأولى من نظام الدفاع الجوي الروسي أس- 400 الجمعة (12 يوليو 2019) في تطور من المرجح أن يدفع واشنطن إلى فرض عقوبات على أنقرة ويتسبب في تصاعد التوتر بين تركيا وشركائها الغربيين في حلف شمال الأطلسي. وهددت الإدارة الأميركية أنقرة بإبعادها عن مشروع المقاتلات أف- 35 وباللجوء إلى “قانون مكافحة أعداء أميركا من خلال العقوبات” الذي وظفته البلاد لفرض عقوبات على الكيانات المتعاملة مع موسكو. كما يمكن أن تتخذ واشنطن إجراءات انتقامية من شأنها أن تضر الاقتصاد التركي، وتضع النظام التركي المأزوم على حافة الهاوية. لماذا تحتاج تركيا إلى النظام الدفاعي الروسي؟ - ترى تركيا أن هذا النظام يمثل ضرورة استراتيجية في وقت تواجه فيه تهديدات على حدودها الجنوبية مع سوريا والعراق. وتقول إنها عندما أبرمت صفقة النظام الصاروخي أس- 400 مع روسيا لم تقدم لها الولايات المتحدة وأوروبا بديلا مناسبا. وقالت تركيا إن النظام الروسي يحقق توقعاتها من ناحيتي السعر والتكنولوجيا، وإنها تأمل في التعاون مع روسيا في تطوير الجيل الجديد من هذا النظام، وهو منظومة أس- 500، وكذلك الاستفادة من نقل التكنولوجيا والإنتاج المشترك. وتقول أنقرة إن صواريخ أس- 400 لا تمثل تهديدا مباشرا للجيش الأميركي. واقترحت تشكيل مجموعة عمل فنية يمكن أن تضم حلف شمال الأطلسي لبحث المخاوف الأميركية من الأثر المحتمل لهذا النظام على الطائرات المقاتلة الأميركية أف35-. وتقول تركيا إن الولايات المتحدة لم ترد على اقتراحها حتى الآن. لماذا تعارض الولايات المتحدة الصفقة؟ - تقول الولايات المتحدة إن النظام الصاروخي الروسي لا يتوافق مع شبكة دفاع حلف شمال الأطلسي، وإن هذه الصواريخ يمكن أن تمثل خطرا على الطائرات الأميركية المقاتلة الشبح أف - 35 التي تصنعها شركة لوكهيد مارتن، وهي الطائرات التي تساعد تركيا في صناعتها وتعتزم شراءها أيضا. علاوة على ذلك تخالف الصفقة التركية تشريعا أميركيا يعرف بقانون التصدي لخصوم الولايات المتحدة من خلال العقوبات، وهو قانون يقضي بأن تفرض واشنطن عقوبات على الدول التي تشتري معدات عسكرية من موسكو. ومن شأن صفقة الصواريخ أيضا تعقيد السياسة الأميركية في الشرق الأوسط وذلك من خلال زيادة التوترات مع أنقرة في وقت تمارس فيه واشنطن ضغوطا على المستوى الدولي لعزل إيران عبر وقف صادراتها النفطية. كانت تركيا مشتريا كبيرا للنفط الإيراني منذ زمن لكنها أوقفت شراءه حتى الآن. وهناك أيضا خلافات بين الولايات المتحدة وتركيا بشأن الصراع في سوريا وقضايا أخرى. ما البديل الذي قدمته الولايات المتحدة؟ في محاولتها لإقناع تركيا بالتخلي عن الصواريخ الروسية، عرضت الولايات المتحدة أن تبيع لها نظام باتريوت للدفاع الصاروخي الذي تصنعه شركة ريثيون الأميركية. وقال وزير الدفاع التركي إن مسؤولين أتراكا وأميركيين دخلوا في مناقشات حول قضايا السعر ونقل التكنولوجيا والإنتاج المشترك في العرض الأميركي الذي تلقته أنقرة في أواخر مارس الماضي. غير أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق حتى الآن. وقدمت أيضا عدة دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي بطاريات صواريخ باتريوت لحماية حدود تركيا الجنوبية خلال الصراع في سوريا. ما هي عواقب إتمام الصفقة؟ - قالت واشنطن مرارا إن تركيا ستواجه “عواقب حقيقية وسلبية” إذا مضت قدما في شراء النظام الصاروخي الروسي، تشمل وقف شراء الطائرات أف35- وكذلك مشاركتها في برنامج صناعة الطائرة وتعرضها لعقوبات بمقتضى قانون التصدي لخصوم أميركا من خلال العقوبات. وإذا أبعدت الولايات المتحدة تركيا عن برنامج المقاتلة أف- 35 وفرضت عقوبات على شريكتها في حلف شمال الأطلسي فسيكون ذلك واحدا من أكبر الخلافات بين البلدين في التاريخ الحديث. ومع ذلك عبّر رجب طيب أردوغان مرارا عن ثقته في علاقته مع الرئيس دونالد ترامب الذي أبدى تعاطفا مع الموقف التركي. وفي اجتماع مع أردوغان في يونيو حمّل ترامب إدارة الرئيس السابق باراك أوباما مسؤولية الفشل في مساعدة تركيا في الحصول على صواريخ باتريوت عوضا عن النظام أس- 400. من الناحبة النظرية، بإمكان الرئيس الأميركي عدم تطبيق قانون التصدي لخصوم أميركا من خلال العقوبات، أو إرجاء تطبيقه. ومع ذلك قال مسؤولون أميركيون إن إدارة ترامب ما زالت تعتزم فرض عقوبات على تركيا واستبعادها من برنامج المقاتلة أف- 35.

مشاركة :