عمان/ليث الجنيدي/الأناضول وصف السفير التركي لدى الأردن، مراد قرة غوز، محاولة انقلاب 15 تموز 2016 الفاشلة بأنها "الأكثر دموية في تاريخ تركيا وإن الفضل في إفشالها يعود إلى الشعب التركي". جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي، عقد في مقر السفارة بالعاصمة عمان؛ بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لمحاولة الانقلاب، الذي اعتمد رسميا كـ"يوم الديموقراطية والوحدة الوطنية". ونقل مراسلنا عن قرة غوز قوله: "مكافحة منظمة فتح الله غولن الإرهابية كانت من أولوياتنا، وكان هناك محاسبة للمنتمين إلى هذه المنظمة على أساس سيادة القانون". وتابع "تمكنا من القضاء على امتداد الكيان الموازي خارج إطار المؤسسات الرسمية أيضاً". ونوه الدبلوماسي التركي أن "حركة غولن الإهاربية حاولت التمدد بنفسها خارج تركيا، وهناك خطورة أمنية لوجود هذه المنظمة في أي دولة". واستدرك في ذات السياق "قامت العديد من الدول بتسمية هذه المنظمة بالإرهابية، وإبعاد عدد من منتسبيها خارج بلدانهم". وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو/تموز 2016، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش تتبع منظمة "فتح الله غولن" الإرهابية، وحاولت خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية، واغتيال الرئيس رجب طيب أردوغان. وقوبلت محاولة الانقلاب باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية، إذ توجهت حشود شعبية غفيرة تجاه مبنى البرلمان، ورئاسة الأركان بأنقرة، ومطار أتاتورك بإسطنبول، ومديريات الأمن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، وساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي. كما تناول قرة غوز، علاقات بلاده مع الأردن، حيث أكد بأن تركيا تعتبر المملكة دولة صديقة وحليفة و "تولي أهمية كبيرة لأمنها واستقرارها". ولفت أن "الأردن له دور معتدل في المنطقة، ودبلوماسيته ناجحة في منطقة صعبة، وأنا أشبه ذلك بحقل ألغام، لكن الأردن استطاع المشي في حقل الألغام بنجاح". وكشف قرة غوز عن وثيقة سيتم توقيعها في القريب العاجل بين الأردن وتركيا وهي بديل عن اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين، التي جرى إلغاؤها العام الماضي. وأردف "سيقوم وزير الصناعة والتجارة الأردني بزيارة تركيا قريباً، للتوقيع على هذه الوثيقة"، دون أن يذكر مزيداً من التفاصيل عنها. وفي معرض رده عن سؤال حول موقف بلاده من "صفقة القرن"، أكد قرة غوز أن "تركيا من الداعمين الأساسيين للقضية الفلسطينية وتؤمن بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم على حدود 1967". وزاد "ندعم بقوة الحماية الهاشمية على المقدسات، والشعب الأردني يعرف دعمنا في هذا المجال". لكن قرة غوز شدد على أن "مواقف أمريكا وإسرائيل لا تعطينا أمل بمستقبل جيد.. لا نؤمن بأن صفقة القرن ستسهم في إحلال السلام بالمنطقة، لم نشارك بمؤتمر المنامة، لكننا نراقب التطورات المتعلقة بعملية السلام". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :