إنه الجانب الأكثر قذارة في الحرب التجارية.. حاويات النفايات من الدول المتقدمة وفي طليعتها الولايات المتحدة، تجوب المحيطات ولا أحد يريد استقبالها. بدأت الأزمة حين أصدرت الصين حظراً على استيراد القمامة من الولايات المتحدة ودول أخرى متقدمة مطلع العام الماضي، فكان لذلك تأثير الدومينو. إذ تحوّلت سفن الحاويات إلى دول جنوب شرق آسيا، فغرقت دولها بالنفايات، واضطرت الحكومات للتدخل. أصدرت ماليزيا حظراً على الاستيراد في أكتوبر الماضي، وتلتها تايلاند بوقف إصدار تراخيص الاستيراد، وقامت الفيليبين بإعادة 69 حاوية من النفايات إلى مصدرها في كندا، فيما أعلنت إندونيسيا والهند وفيتنام عن وضع قيود على الاستيراد. خلال العام الماضي وحده، صدّرت دول متقدمة، في طليعتها الولايات المتحدة واليابان وألمانيا ستة ملايين طن من النفايات إلى الدول النامية، حيث من المفترض أن يتم تكريرها، لكن ما يحدث في الواقع أن الشركات تلجأ إلى حرق نسبة كبيرة منها، كوسيلة أكثر سهولة وأقل تكلفة. ومع إغلاق الموانئ الآسيوية، ستبحث الدول المتقدمة عن بدائل، والوجهة المرجحة هي أفريقيا، إلا أن ازدياد الوعي قد يحرّك الرفض الشعبي، ما يجعلها أمام مهمة محددة، أن تجد حلاً لنفاياتها بنفسها، وتلك مهمة صعبة. فخلال عام 2016 وحده، أنتج البشر ملياري طن من النفايات الصلبة، والرقم مرشح للارتفاع إلى 3.4 مليار طن في عام 2050، وفقاً للبنك الدولي. ووصلت نسبة النفايات البلاستيكية وحدها إلى 242 مليون طن. معظم هذه النفايات تذهب إلى المكبات والمحارق، أو ترمى في الأنهار والمحيطات. وقد تكون الحلول بمزيج من اكتشاف تكنولوجيات حديثة، وتعزيز ثقافة فرز النفايات من المصدر.
مشاركة :