أطفال العراق يسترجعون طفولتهم المنهوبة بعد دحر الجهاديين

  • 7/15/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ولا تعرف اليونيسف بالضبط عدد الأطفال الذين تم تجنيدهم، وعدد الذين عادوا أو مكان إقامتهم. وتشير تقديرات المنظمة إلى أن 1324 طفلاً خُطفوا على أيدي عناصر مسلحة في الفترة ما بين يناير 2014 ديسمبر 2017، حين أعلن العراق "النصر" على تنظيم الدولة الإسلامية، لكنها تتوقع أن يكون العدد الحقيقي أعلى من ذلك. ومن بين الذين أطلق سراحهم خلال السنوات الأخيرة، يعيش العشرات في دور أيتام أو ملاجئ في بغداد، والموصل، المعقل السابق للجهاديين، ومنطقتي شيخان وسنجار، معقل الأيزيديين بشمال العراق. وهناك آخرون متهمون بالانتماء لتنظيم الدولة الإسلامية قيد الاحتجاز، يحصل بعضهم على دعم نفسي على شكل إعادة تثقيف ديني. لكن الغالبية العظمى تنشأ بلا متابعة ولا علاج في مخيمات العراق التي تستضيف 800 ألف طفل. وتقول الطبيبة النسائية الأيزيدية نغم حسن التي أصبحت اخصائية علاج غير رسمية للناجين بسبب نقص الموارد، "لا يوجد اخصائيون نفسيون في دهوك". وتضيف أن نحو 12 مجموعة تنفذ برامج نفسية اجتماعية عامة في المخيمات من دون نتائج تذكر. ويطالب رجل الدين الأيزيدي بابا شاويش الوكالات الدولية بتعزيز الخدمات، قائلا إن تلك المنظمات "تزعم أنها تقدم الدعم الذهني، لكن هل تعتقدون حقاً أن شخصاً أمضى خمس سنوات تحت حكم داعش، سيعالج في غضون خمس دقائق؟". ويضيف "هؤلاء يحتاجون إلى أيام وشهور لإعادة تأهيلهم". وسيحتاج المجندون قسرياً إلى علاجات خاصة بحسب أعمارهم، وفق ما تقول ميا بلوم، الأكاديمية الأميركية التي تدرس قضية الجنود الأطفال. وتوضح أن الأطفال المخطوفين قد يعاد تأهيلهم بسهولة لأن لديهم ذكريات أقل عن الحياة في ظل تنظيم الدولة الإسلامية، والذين أخذوا في سن المراهقة "لديهم ذكريات ما قبل الصراع ويمكنهم العودة إلى طفولتهم السعيدة". لكن أولئك الذين تم تجنيدهم خلال سنوات التكوين، على غرار لمى وفادي، تم تعليمهم نبذ الأقليات، وربما يفتقرون إلى ذكريات إيجابية عن مسقط رأسهم. وتقول بلوم "إنهم بحاجة إلى إعادة تلقين لهويتهم الدينية". وسيتطلب ذلك جهودا كبيرة من المجتمعات نفسها التي ما زالت ترهبها فكرة التنظيم، وغالباً ما تعامل الأطفال الذين تم إنقاذهم كجهاديين في طور الانتظار. ولمواجهة ذلك، تستضيف اليونيسف ورش عمل مع الزعماء الدينيين والعشائريين، للتأكيد على أن الأطفال هم أولاً وقبل كل شيء، ضحايا تنظيم الدولة الإسلامية. وتلفت علي إلى أن "أحد أكبر التحديات في إعادة تأهيل وإعادة دمج الأطفال ليس في تجارب الأطفال، بل في التصور السلبي لدى البالغين من حولهم". وبعد خمس سنوات من اجتياح الجهاديين للبلاد، تبدو الأقليات وكأنها تواجه وحدها الشياطين التي تطارد صغارهم. وتقول نسرين التي بقيت عامين سبية لدى تنظيم الدولة الإسلامية، إنها تتعامل مع نفسها بنفسها للتغلب على قلقها. وتضيف "نحن في هذه الخيمة معاً ليل نهار. إذا تم إخراجهم لبضع ساعات في اليوم، يمكنني أن أستريح، ويمكنهم هم أن يتعلموا أشياء".

مشاركة :