الاستيقاظ مبكرا يقلل احتمالات الإصابة بسرطان الثدي

  • 7/15/2019
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

تواجه النساء الكثير من التحديات الصحية، وعلى رأسها الإصابة بسرطان الثدي التي تشير التقديرات الرسمية في بلدان عديدة إلى أنه من أكثر أمراض العصر انتشارا. وتنشر دراسات عديدة تحاول فهم هذا المرض أكثر وأسباب الإصابة به وكيفية الوقاية منه أو محاربته. ووفق دراسة حديثة فإن النساء اللائي يفضلن الاستيقاظ مبكرا يوميا تقل لديهن احتمالات الإصابة بسرطان الثدي عن غيرهن. ويقول الباحثون الذين أعدوا الدراسة، التي نشرت في دورية الطب البريطانية، إن دراسات سابقة ربطت بين عدم انتظام مواعيد النوم والحصول على قدر أكبر من اللازم من الراحة وزيادة احتمالات الإصابة بسرطان الثدي لكن لم تركز دراسات كثيرة من قبل على كيفية تأثير توقيت الاستيقاظ على تلك الاحتمالات. ولإجراء الدراسة الحالية حلل الباحثون المتغيرات الجينية المرتبطة بثلاث سمات تتعلق بالنوم وهي مدته والإصابة بالأرق وإن كانت المشاركة في الدراسة من الأشخاص الذين يفضلون الاستيقاظ مبكرا أو متأخرا. وفحص الباحثون بيانات أكثر من 400 ألف امرأة شاركن في دراستين في بريطانيا إحداهما استخلصت البيانات الحيوية والأخرى ركّزت على سرطان الثدي. وخلص فحص دراسة البيانات الحيوية إلى أن من بين كل 100 امرأة يفضلن الاستيقاظ مبكرا قلت حالة من حالات الإصابة بسرطان الثدي مقارنة بغيرهن، لكن لم تظهر الدراسة وجود علاقة واضحة بين سرطان الثدي ومدة النوم يوميا ولا الأرق. أما في الدراسة التي ركزت على الإصابة بسرطان الثدي فقد قلت أيضا احتمالات إصابة المستيقظات مبكرا بالمرض. كما ظهرت في تلك الدراسة علاقة بين زيادة عدد ساعات النوم عن المعدل الموصى به، وهو نحو سبع أو ثماني ساعات ليلا، وزيادة احتمالات الإصابة بالمرض بنسبة بلغت 19 بالمئة لكل ساعة إضافية. وقالت ريبيكا ريتشموند كبيرة الباحثين في الدراسة، وهي باحثة في جامعة بريستول في بريطانيا، إن “النتائج تتسق مع دراسات سابقة سلطت الضوء على علاقة العمل في نوبات ليلية بالإصابة بسرطان الثدي”.وأضافت، عبر البريد الإلكتروني، “من الفرضيات التي قد تفسر تلك العلاقة هي فرضية “الضوء في الليل” والتي تتحدث عن تقليص التعرض للضوء ليلا لنسبة الميلاتونين بما يؤثر بدوره على عدة مسارات هرمونية ويزيد احتمالات الإصابة بسرطان الثدي”. لكنها قالت إن ليس على النساء المسارعة بتغيير نمط نومهن بناء على ذلك وأضافت “النتائج الأساسية التي خلصنا إليها اعتمدت على تفضيل النساء لساعات الصباح أو المساء وليس على موعد الاستيقاظ المحدد”. كما يمكن أن تختلف تلك النتائج لدى مجموعات عرقية أخرى. وقبل شهرين، كشفت دراسة أخرى أجراها باحثون بمركز أبحاث السرطان في جامعة شيكاغو الأميركية أن السمنة تعزز تشكيل وانتشار الأورام السرطانية في الثدي، من خلال إعادة برمجة خلايا الجهاز المناعي. وأشار الباحثون إلى أن أورام الثدي تتشكل عادة في الأنسجة الدهنية، وينجم عنها سرطان الثدي الثلاثي السلبي، الذي يعد أكثر أشكال سرطان الثدي فتكا بالسيدات، ويصعب علاجه. ولكشف الآلية التي تربط بين السمنة وسرطان الثدي، راقب الباحثون مجموعة من النساء المصابات بسرطان الثدي الثلاثي السلبي، بالإضافة إلى مجموعة من الفئران الإناث المصابات بالمرض.وأجرى الفريق عدة فحوصات، لمراقبة مدى انتشار الخلايا السرطانية، والدور الذي يلعبه جهاز المناعة في مقاومة المرض، بالإضافة إلى مدى إصابة المشاركات بالسمنة. واكتشف الباحثون أن السمنة تعيد برمجة خلايا الدم البيضاء التي يمكن أن تقاوم الأمراض التي تهاجم الجسم مثل البكتيريا أو الفيروسات أو الخلايا السرطانية، وتحولها إلى خلايا التهابية، وبدلا من مهاجمة سرطان الثدي فإن هذه الخلايا تعزز انتشاره. ووفق تقديرات موقع “غلوبوكان” التابع للوكالة الدولية لبحوث السرطان يحدث سنويا ما يقارب 1.38 مليون إصابة جديدة بسرطان الثدي و458 ألف حالة وفاة من جراء الإصابة به. ويعد سرطان الثدي، بحسب منظمة الصحة العالمية، من أكثر أنواع السرطان شيوعا بين النساء في بلدان العالم سواء المتقدمة أو النامية. وتشير تقديرات المنظمة إلى أن معدلات الإصابة بالسرطان ارتفعت في السنوات الأخيرة بشكل لافت خاصة في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل وتعود الأسباب إلى زيادة متوسط العمر المتوقع وارتفاع معدلات التمدّن واعتماد أساليب الحياة الغربية. وتعود أسباب ارتفاع الإصابة بسرطان الثدي في الدول منخفضة الدخل إلى الافتقار إلى الوعي بالكشف عن المرض مبكرا وإلى صعوبة الحصول على الخدمات الصحية. والدول العربية كغيرها من دول أخرى تنتهج حكوماتها سياسة التوعية بمخاطر سرطان الثدي وأساليب مكافحته من خلال التأكيد على أهمية الكشف المبكر. وتتبع الحكومات في العالم العربي سياسات صحية تستهدف محاربة هذا المرض والحد من انتشاره من خلال إطلاق حملات التوعية والتحسيس والتعبئة المجتمعية والصحية من أجل رفع مستوى الوعي لدى المرأة لاسيما التي تنتمي إلى فئات اجتماعية هشة. وتوظف هذه الحكومات كل الإمكانيات المتاحة لها. كما تعتمد مقاربات شاملة إذ لا تقتصر على البعد الصحي أو الاجتماعي فقط بل تجمعه مع مقاربات إنسانية وثقافية وحتى سياسية. وانخرطت الدول العربية في مبادرة “أكتوبر الوردي” التي تُعنى بالتوعية حول سرطان الثدي والتي انطلق العمل بها منذ العام 2006 في العالم. وتم تحديد شهر عالمي للتوعية حول سرطان الثدي يكون مناسبة لإطلاق حملات خيرية من أجل رفع التوعية والدعم وتقديم المعلومات والمساندة ضد هذا المرض. واعتمدت الدول العربية سياسة مشتركة لمحاربة هذا المرض من خلال الحملة العربية الموحدة للتوعية حول سرطان الثدي والتي دخلت عامها الرابع. دراسة حديثة تظهر علاقة بين زيادة ساعات النوم وزيادة احتمالات الإصابة بالمرض بنسبة 19 بالمئة لكل ساعة إضافية وفي مايو الماضي، نظم البرنامج الأردني لسرطان الثدي بدأ الاستعدادات للحملة العربية الموحدة للتوعية بسرطان الثدي. وقد عرضت ورشة العمل للإعداد للحملة العربية عرض نتائج حملة أكتوبر العام الماضي وتقييمها والتخطيط لحملة 2019 التي ستجري في أكتوبر القادم. وشارك في ورشة العمل المنتظمة في الأردن ممثلون عن السودان والإمارات العربية المتحدة وفلسطين والمملكة العربية السعودية وليبيا والجزائر. وفي مصر، تم تجنيد نحو 116 وحدة صحية مشتركة بين قطاعات حكومية مختلفة في إطار المبادرة الرئاسية لدعم صحة المرأة التي أطلقت قبل شهر وتشمل الكشف المبكر عن أورام الثدي وأمراض السكر والضغط. وتوفر هذه الحملة الكشف الطبي لحوالي 28 مليون امرأة في كل المحافظات المصرية. أما في تونس، فقد أعطى رئيس الحكومة يوسف الشاهد الأسبوع الماضي إشارة انطلاق الحملة الوطنية للكشف المبكّر لسرطان الثدي. وشدد الشاهد على أهمية هذا البرنامج الوطني، مشيرا إلى أن هذا المرض يصيب أكثر من ثلاثة آلاف امرأة سنويا في تونس.

مشاركة :