أكثر الأشجار شهرة في بلادنا هي شجرة بلاستيك خضراء «زرعتها» بلدية ما في حوض على الرصيف، ربما صف من الأشجار ولا أعلم أين تقع، لكنها أصبحت «علامة» تشير إلى عدم اهتمام البلديات بالتشجير، تتم إعادة تدوير هذه الصورة كلما ارتفعت الأصوات عن أهمية التشجير والتقصير فيه، أيضاً لست أعلم هل ما زالت هذه الأشجار (البلاستيكية) واقفة أم تم اقتلاعها؟ ربما ذوبانها بفعل الحرارة المرتفعة، والملاحظ أن وزارة الشؤون البلدية والقروية لم تعلّق على الصورة على رغم أنه يجري تداولها منذ سنوات! حظيت الشجرة البلاستيكية بتعليقات طريفة في «تويتر»، ولاحظ عبدالعزيز عبدالله العقيل، وهو من المهتمين بالعمل التطوعي والبيئي، أنها «ركزت» في حوض وكأن هناك نية لسقيها! والملاحظ أيضاً أن معظم الأرصفة في شوارعنا لم تصمم للمشاة، بل للأعمدة وحفر التشجير المهملة غالباً. تحتاج الأرصفة إلى حملة تأهيل، وهي أهم بنظري من التشوّه البصري في سلم الأولويات. تمثل شجرة البلاستيك أنموذجاً لحالة التخبط التي تعيشها بلديات فرعية في المحافظات والبلدات، لديها موازنات فتقوم «بالاجتهاد» في التجميل بكثير من التجارب، ليتم «غرس» مجسّمات غريبة ودوارات «مرورية» ضخمة لا تعرف مداخلها من مخارجها في تقاطع صغير، كل هذا بحثاً عن التميز تقليداً للمدن الأكبر، والمشكلة أن هذا الهدر يأتي على حساب الاهتمام بجودة السفلتة والصيانة، وتحري شروط السلامة للمشاة وسائقي المركبات في تلك الطرق، إذا كانت الأمانات معنية بالمدن فعلى الوزارة الالتفات إلى تصويب عمل البلديات الأخرى. asuwayed@