عمون- تواصل وكالة الأنباء الأردنية (بترا) التي تحتفل غداً الثلاثاء السادس عشر من تموز، بالعيد الخمسين لتأسيسها، مساعيها الدؤوبة لتحقيق أداء إعلامي أفضل وأكثر تميزاً، يقوم على الإبداع والمهنية والحرية المسؤولة في متابعة مختلف قضايا الوطن ونقل هموم المواطن وآماله، وتسليط الضوء على مكتسبات الدولة ومنجزاتها في مختلف الميادين، ضمن إطار مسؤولياتها الوطنية والمجتمعية والمهنية.ففي السابع عشر من كانون الثاني عام 1965 بارك جلالة المغفور له بإذن الله الملك الحسين انطلاقة وكالة الأنباء الأردنية (و.أ.أ) القسم التابع لدائرة المطبوعات والنشر آنذاك، الى أن صدرت الارادة الملكية السامية في السادس عشر من تموز 1969 بتأسيس وكالة الانباء الاردنية كدائرة مستقلة تابعة لوزارة الإعلام، ثم ليصبح رمزها الرسمي (بترا) في العام 1980.بآلة طابعة تقليدية وهاتف أرضي ودراجة نارية لتوزيع نشرة ورقية من نحو 18 خبراً كانت البداية قبل أن يتطور عمل الوكالة بعد ذلك عبر استخدام اجهزة التليبرنتر الميكانيكية ثم اجهزة التلكس فمحطة الإرسال اللاسلكية للبث الى العالم الخارجي بمعدل خمس ساعات بث يوميا, اربع منها باللغة العربية وواحدة باللغة الانجليزية، لتقطع الوكالة شوطا طويلا على طريق إعلام الدولة المستند على أسس مهنية وموضوعية، من خلال وضعها قضايا الوطن والمواطن والتحديات الماثلة في مقدمة أولوياتها، مضطلعة بدور صحفي وإعلامي وطني بارز، لايصال رسالتها الملتزمة بثوابت الوطن والأمة، ورسالته الحضارية والإنسانية بشتى المجالات.وفي رسالة لجلالة المغفور له بإذن الله الملك الحسين، لأسرة (بترا) مهنئاً بيوبيلها الفضي في العام 1994، قال طيب الله ثراه: "وإنني إذ أشارككم الاحتفال باليوبيل الفضي لوكالة الأنباء الأردنية التي كانت وما تزال صوت الأردن الأنقى والأطهر والأصدق إلى سائر المعمورة، لأتوجه من خلالكم ومعكم إلى كل الأخوات والأخوة الذين سبقوكم في حمل الأمانة وأداء الرسالة بأصدق معاني الشكر والتقدير".وتمضي (بترا) في مسيرة العمل الإعلامي والصحفي المهني، متعاملة مع الحدث بصدقية ووضوح وموضوعية، وتنشر الحقيقة بدقة ومسؤولية، فقد خاطب جلالة الملك عبدالله الثاني أبناءها في عيد تأسيسها الأربعين مهنئاً "فيسرني بمناسبة الذكرى الأربعين لتأسيس وكالة الأنباء الأردنية (بترا) أن أعرب لكم عن فائق التقدير والاعتزاز بما تقومون به من جهود طيبة وإسهامات متميزة لتطوير قطاع الإعلام وتفعيل قدرته للقيام بدوره الهام في مسيرتنا الوطنية المباركة".واليوم، تواكب (بترا) مختلف التحديثات التي يشهدها القطاع الصحفي والاعلامي، للارتقاء بادائها، ولا تألو جهداً في تقديم خدماتها الإعلامية وفقاً لأفضل الممارسات المهنية، إلى جانب تطوير مؤشرات الأداء التي تحكم العمل وترفع مستوى العاملين بهذا الصرح الإعلامي بهدف تحسين الأداء وتجويده.وعبر مسيرتها الممتدة إلى 50 عاماً، تعتز (بترا) وهي تحتفل بهذه المناسبة، بإنجازاتها المتعددة التي تحاكي منجزات الوطن، حيث رافقت وسجلت ووثقت ونقلت بالكلمة والصورة ما شهدته الساحة المحلية والعربية والعالمية من أحداث مهمة على مدى خمسة عقود، أثرت بمجملها في رسم صورة تاريخ الأردن الحديث، وما زالت تحافظ على شخصيتها كبوصلة للإعلام الوطني المتطور والحديث، وما زالت نشرتها الإخبارية اليومية مصدراً رئيساً للأخبار في وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية عبر بث نحو 160 خبراً صحفياً وأكثر من 30 خبراً باللغة الإنجليزية يوميا، فضلاً عن الصور الصحفية التي تبث على موقعها الإلكتروني والتي تزيد على 60 صورة يومياً، إلى جانب عشرات الأخبار والصور والتقارير والمتابعات الصحفية التي تنشرها عبر صفحاتها على منصات التواصل الاجتماعي.وإضافة الى ذلك، تولي (بترا) التدريب والتأهيل أهمية خاصة انطلاقاً من نهجها القائم على تحسين جودة المنتج الصحفي، لتصل الرسالة الإعلامية للمتلقي بوضوح ودقة وبمستوى مهني متقدم عبر تركيزها على شمولية التغطية ونوعيتها بصورة عامة، وتستهدف في برامجها التدريبية الداخلية حاجة العاملين فيها للتدريب المتخصص لرفع مستوى الأداء المهني، مثلما تحتل المسؤولية الاجتماعية تجاه أبناء وبنات الوطن ومؤسساته الرسمية وغير الرسمية مساحة من برامج الوكالة التدريبية، وتركز في تدريبها الخارجي على أطر التعاون مع الوكالات العربية والدولية، كما تتيح خدماتها التدريبية لطلبة الجامعات في كليات الصحافة والإعلام في عدد من الجامعات الاردنية.وتستضيف (بترا) مقر مركز التدريب الصحفي التابع لاتحاد وكالات الأنباء العربية (فانا)، منذ العام 2012، ومن خلاله يتم عقد دورات تدريبية للصحفيين العاملين في وكالات الأنباء العربية الأعضاء في الاتحاد.وفي هذه المناسبة يقول المدير العام السابق للوكالة الدكتور محمد العمري: إن (بترا) ومنذ انطلاقتها برؤية وطنية رائدة، تجمع بين المهنية والمسؤولية، وتقدم الشأن العام على أي شيء آخر، وتقدم مصلحة الوطن في قاموسها وقاموس كل الذين تربوا في رحابها على كل اعتبار، وتسير بنهج متوازن نحو إعلام الدولة المسؤول الذي يتيح الفرص ويفتح المجال أمام الرأي والرأي الآخر لمنفعة الوطن والمواطن، مشيرا الى مبدأ ترسخ عبر تاريخها وهو أنها وكالة وطن، لا تلين عزيمتها أمام المنغصات والتحديات التي واجهتها رغم محدودية الدعم، وأضحت اليوم صرحاً عالي الشأن والاعتبار في ميدان الإعلام داخلياً وخارجياً.ويؤكد مديرها العام الأسبق فيصل الشبول أن لـ (بترا) سمعة إقليمية مميزة بموازاة دورها القيادي محليا، وأن التحديات التكنولوجية التي استجابت لها الوكالة في كل مرحلة مكنتها من قيادة المشهد الإعلامي لتغدو المزود الأول للخبر والمصدر الأكثر موثوقية حتى وإن تأخرت المصادر الرسمية في بعض الأحيان عن الاستجابة لمتطلبات عمل الوكالة، لافتا إلى تحديات محدودية موازنة الوكالة والسعي دوما لتجديد دمها بكوادر مهنية متميزة.ومن دون شك، كانت (بترا) وما تزال، كما يؤكد مديرها العام الأسبق رمضان الرواشدة، الوكالة الرسمية المزودة لكل وسائل الإعلام الأردنية والعربية بالخبر الأردني المحلي وكذلك العربي والدولي، بل ويعود الفضل لـ (بترا) في أنها خرّجت خلال السنوات الخمسين الماضية مئات الصحفيين للصحافة الأردنية والعربية والذين يديرون أهم الصحف في الأردن والخليج والوطن العربي، مشيرا الى أن (بترا) وفي عيدها الخمسين تتقدم إلى الأمام وقد استفادت من وسائل التواصل الاجتماعي ولحقت بالركب من خلال موقعها الإلكتروني ومنصاتها على "الفيسبوك" و "تويتر" و "نبض" وغيرها من الوسائط الاجتماعية والإعلامية.ويصف المدير العام الاسبق عمر عبنده وكالة الأنباء الأردنية بما تستحقه، فهي سيدة الإعلام الأردني وأيقونة نظيراتها في الوطن العربي والإقليم بحرفيّتها وصدقيّة وصلابة مواقفها انتصاراً للوطن والأمة، ومنها يستمد الإعلام الوطني ألقه وتميّزه، ومن نشرتها يستقي المعلومة الصحيحة المسؤولة التي لا تحتمل التأويل أو الاجتهاد، ففيها فرسان كلمة لم تتمكن منهم أجندات المارقين ولم تؤثر على أدائهم ضغوطات المتربصين بالوطن وبتاريخه وإنجازاته فلم يلتفتوا لإغراءات أصحاب الجاه والمال لأن شرف المهنة وطيب الأصل يكلل نفوسهم وجباههم.ويستذكر المدير العام الأسبق عبدالله العتوم فترة عمله في الوكالة وتدرجه فيها، وهي الوكالة التي كنا وما نزال نفخر ونعتز بها في المحافل الإعلامية العربية، مشيرا الى أننا استوحينا اسمها (بترا) في العام 1980 تيمنا باسم عاصمة المملكة النبطية العظيمة.ويشير المدير العام الاسبق جواد مرقة إلى ان (بترا) نشأت في الأصل وتطورت لحاجة وطنية ملحّة في ستينيات القرن الماضي، وهي نقل أخبار الأقاليم الأردنية للإذاعة، حيث كانت الإذاعة تعنى بالشأن المحلي لهذه الأقاليم كي تضع جمهورها الأردني كله في بوتقة الوطن، ثم تطور هذا القسم ليصبح معلماً رئيساً في الصحافة المحلية فيما يتعلق بالأخبار الرسمية، ولهذا تعد مرجعاً في الشأن المحلي الأردني والسياسات الأردنية، وهي إلى حد بعيد الناطق المؤهل والمخول لنقل الأخبار والسياسات، ومع تطور الفكر الإعلامي في الأردن آنذاك، أصبحت مؤسسة مستقلة ونافذة على الصحافة والإعلام العربي والأجنبي، وظلت حارسة المسار الإعلامي الصادق والمرجعي الذي يستند إليه كل من يحتاج إلى الخبر الدقيق والموضوعي.وبموازاة حرص (بترا) على تبني الخبر الصحفي المؤكد والمعلومة الدقيقة اللذين يشكلان أرشيف الوطن وذاكرته وعدم الانزلاق تحت أي ظرف وراء الهوس الإخباري غير المنضبط مهنيا، كما تقول مدير عام الوكالة بالإنابة، الزميلة فيروز مبيضين، فإن الوكالة تنحاز في منتجها الصحفي المتنوع للوطن وقيادته وشعبه وسلطاته الدستورية، وتُعنى بالتنافسية، وتحافظ على رسالتها المهنية التي تحملها، مؤكدة أن (بترا) ليست مجرد مؤسسة إعلامية تنقل الخبر والصورة فحسب، بل شاهد أساسي على مراحل تطور الإعلام الأردني بمختلف مكوناته، فضلاً عن إنها بيت للخبرة والمهنية التي أسسها روّاد وأعلام في عالم الصحافة، كما حمل رسالتها النبيلة صحفيون لم يتوانوا لحظة عن خدمة وطنهم وقيادتهم، وكل ذي حق أو صاحب قضية أو رأي.وأشارت مبيضين إلى نهج الوكالة وفلسفتها في مواكبة كل جديد ومستجد في عالم الصحافة والإعلام والاتصال، عبر أتمتة عملها وتطبيق مختلف التقنيات الحديثة فيه، وما يشهد لها في ذلك أنها أدخلت إلى جانب عملها في مختلف الفنون الصحفية "الإعلام الرقمي" الذي يحظى بمتابعة واسعة بين جيل الشباب، وأسست لذلك قسماً متخصصاً يعنى بنشر الأخبار العاجلة وملخصات الأخبار والمتابعات الصحفية على مختلف منصات التواصل الاجتماعي.وترتكز الوكالة في عملها على الرؤية الملكية التي بينت دور الإعلام ومساهمته في ترتيب أولويات المجتمع واهتماماته، وبناء المعرفة وتشكيل الاتجاهات والممارسات، وبناء ثقافة مجتمعية تسهم بتنظيم حياة الأفراد وتفاعلهم بالشأن العام، والدفاع عن حقوق الإنسان، وتشكيل صورة الوطن داخلياً وخارجياً، إلى جانب الدور الرقابي في إطار من الحرية المسؤولة، والمهنية العالية والمصداقية والموضوعية.كما تقوم رسالة (بترا) على نقل هموم المواطن واحتياجاته لأصحاب القرار، وترجمة إنجازات وقرارات السلطات والهيئات، وإبراز صورة الوطن ومنجزاته، والتطورات التي تحققت في شتى المجالات، فضلاً عن العمل على ضمان أن تكون تلك الرؤية والرسالة الإعلامية في الاتجاه الصحيح عبر المتابعة الحثيثة والدائمة.واستجابة لرغبة الدولة بإيجاد وسيلة إعلامية تترجم إنجازات الوطن وتعكس صورته في الخارج، فقد تحددت مهام وكالة الأنباء الأردنية بتحقيق غايات الإعلام الأردني من خلال تغطية الأنباء وبثها إلى الداخل والخارج بالوسائل الفنية المناسبة، ضمن رؤية ورسالة تعبّر من خلالها عن ضمير الوطن وتطلعات أبنائه، فضلاً عن ترجمة الرؤى الملكية في إيجاد إعلام دولة يسهم في تقديم خدمات صحفية وإعلامية تخدم الوطن والمواطن بوجه عام.يشار إلى ان وكالة الأنباء الأردنية عضو مؤسس في اتحاد وكالات الأنباء العربية، وعضو في وكالة الأنباء الإسلامية، وعضو مؤسس في المجلس العالمي لوكالات الأنباء. وفي عيد تأسيسها، تواصل أسرة (بترا) بصحفييها وفنييها وإدارييها ما بدأه زملاؤهم على مدى 50 عاما الماضية في حمل راية الإعلام الأردني الرسمي ومواكبة مختلف مناحي التقدم والتطور.وبهذه المناسبة يرعى رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز غدا الثلاثاء الاحتفال الرئيس لوكالة الأنباء الاردنية (بترا) بعيدها الخمسين في المركز الثقافي الملكي. (بترا)
مشاركة :