قطع الفنان التشكيلي ناصر الموسى، مشوارًا طويلًا في التعرف على معالم كلمة “الله أكبر”؛ متعمقًا في دلالتها ومبحرًا في حروفها التي ترتسم من بحر من النقاط، وفيض من المعاني والدلالات التي لا تعد ولا تحصى. وكرّس الفنان الموسى، 55 عامًا من حياته في تعلم لغة الحرف وتطوير رؤيته الفنية بالحروف التشكيلية ليغدوا رائد هذا الفن في المملكة والعالم العربي، ويجوب بلوحاته أصقاع الأرض، معليًا كلمة “الله أكبر”، ومعرفًا القاصي والداني بمعانيها ودلالاتها المستوحاة من الثقافة الإسلامية. وفي حديث مع صحيفة “مكة” الإلكترونية، تحدث الموسى، عن سنين طويلة قضاها في تطوير هذه المهارة، كي تكون وسيلة فنية حديثة ومعاصرة للتعريف بمفاهيم الدين الإسلامي من خلال بعد نظري يختصر الكلام في اللون والشكل الذي تعبر عنه اللوحات التشكيلية. وأشار إلى أن كلمة الله أكبر، تتكرر يوميًا في كل لحظة وفي كل بقاع الأرض، وهذا الصدى الذي يتردد في مسامعه، جعله يكرس جزءا كبيرا من حياته يزيد عن 20 عامًا ليبدع ما يزيد عن 300 لوحة، شارك بها في الكثير من المعارض الدولية للتعريف من خلالها بالدين الإسلامي ونشر تعاليمه السمحة. وأكد استمرار بحثه عن المزيد من الدلالات الإبداعية لكلمة “الله أكبر”، وصياغتها بلوحات فنية تحمل بصمته الشخصية وتجربته الفريدة من نوعها. وأضاف “أنا كفنان مسلم، أريد أن أساهم في نشر الدين ومعانيه القدسية من خلال هذه الكلمة، فهي محور بحثي التشكيلي وأواصل السعي لطرح المزيد من الأعمال واللوحات الفنية ذات الهوية الإسلامية التي تنطلق من الكلمة العظيمة الله أكبر”. وشدد الموسى على أن “كلمة الله أكبر، باتت جزءا لا يتجزأ من أعمالي التشكيلية، فهي كلمة تتردد ظاهرة ومخفية في الكثير من النصوص التي لا أريدها أن تقرأ قراءة فقط، وإنما أريد أن يكون هناك استمتاع في استنباطها وتأمل كبير في الإطلاع عليها”. ورأى أنه لا حرج للفنان في استخدام بعض الرموز والدلالات من العقيدة الإسلامية والفكر والثقافة الداعية للتسامح في هذا الزمن المعاصر في اللوحات الفنية التي يقرأها العالم من خلال اللغة البصرية التي من أبجديتها وحروفها الخط واللون والكتلة والاتساع والمساحة.
مشاركة :