سرد الإعلامي القدير محمد أحمد الصبيحي، صاحب الصوت المميز في دعاء السفر الذي تبثه الخطوط السعودية على طائراتها، ذكرياته في الإعلام السعودي المرئي والمسموع والمقروء، وتاريخ نشأة التلفزيون السعودي وتأسيس قناة "إم بي سي"، مستعرضاً ذكرياته مع ثلاثة من ملوك المملكة، والترفيه البريء الذي عرفته المملكة في ستينات وسبعينات القرن الماضي. وفي أول تغطية إعلامية ملكية له، كان الصبيحي ينقل للإذاعة وصول الملك سعود من الرياض إلى جدة، وفي الطريق من المطار إلى مقر إقامة الملك في جدة ركب الصبيحي ورفقته مهندس الصوت في سيارة مكشوفة بالموكب الملكي، وبدأ الوصف التفصيلي لمراسم وصول الملك، الذي بدأ موكبه في السير بسرعة وكاد المذيع يسقط خارج السيارة لولا أن أنقذه جنود الحرس الملكي. واستذكر في كتابه "رحلة الأيام وذكريات في الإعلام" الذي صدر مؤخراً حضور الملك فيصل (حينما كان ولياً للعهد) افتتاح مشروع مياه الكيلو 14 طريق مكة بسيارته البيضاء الشهيرة دون مرافقين، حيث كان هو يذيع الحفل، وألقى عزيز ضياء كلمة في الحفل ركز خلالها على شح الماء وضرورة ترشيد استخدامه. بينما كان الملك فيصل منشغلاً بالحديث مع الشيخ عثمان باعثمان المسؤول عن وقف الملك عبدالعزيز لمشروع المياه، ورد الملك فيصل على ما قاله ضياء مستعرضاَ جهود الدولة في توفير المياه، وعندما توجه الصبيحي للإذاعة لبث الحفل حضر عزيز وطلب إجراء مونتاج على كلمته اعتقاداً أن الكلمة أثارت غضب ولي العهد، فتم إبلاغه أنها تُذاع على الهواء. كما يروي الصبيحي موقفاً شهده لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز (عندما كان أميراً للرياض)، أثناء افتتاحه معرض "المملكة بين الأمس واليوم" في القاهرة بحضور الرئيس المصري حسني مبارك، وكان الصبيحي يقدم الحفل، حيث استضاف التلفزيون السعودي عدداً من زوار المعرض، وكان من بينهم مواطن مصري أعرب عن أمنيته أداء فريضة الحج، ليتلقى الصبيحي في وقت لاحق مكالمة من مكتب وزير الإعلام يبلغه بصدور توجيهات سامية بالاتصال بالمواطن المصري وإبلاغه باستضافته وأسرته للحج على نفقة المملكة. واعتبر الصبحي بحسب "الشرق الأوسط" أن تعيين الشيخ جميل الحجيلان وزيراً للإعلام عام 1964 يُعد بداية التغيير في خريطة الإذاعة السعودية، حيث انطلقت الإذاعة بالترفيه البريء، من خلال عرض أعمال فنية لا تخدش الحياء ولا تتعارض مع العادات والتقاليد السعودية، إضافةً إلى تقديم برامج ناجحة وإنشاء مسرح ومجلة وفرقة موسيقية خاصة بالإذاعة، وتسجيل أكثر من 50 أغنية ونشيدا وطنيا، أشهرها أغنية "سلمك الله يا أبو عبدالله" للفنان وديع الصافي.
مشاركة :