لم يكن أحمد يعلم أن التمثال الذي صممه ونحته بيده سيصبح حديث الساعة في بني سويف، وعلامة فارقة في المحافظة، ورمزا خالدا على الطريق الزراعي السريع "مصر- أسيوط "، خاصة بعد حرص المستشار هاني عبد الجابر محافظ بني سويف على زيارة ومشاهدة التمثال الرائع، في وقت سابق تقديرا له و الذي صممه الشاب النحات أحمد محمد الشهير" بالشعراوي "، ابن قرية بني ماضي التابعة لمركز ببا جنوب محافظة بني سويف.وأطلق أحمد على التمثال" الجندي المنتصر" ويطلق عليه العامة تمثال النصر وصممه أحمد بمساعدة مجموعة من الشباب الموهوبين بمدخل قريتهم "بني ماضي"، والذي يعكس عظمة المقاتل المصري وترسيخ مكانة وأهمية قواتنا المسلحة ودورها العظيم في حفظ أمن واستقرار الوطن.ويتميز التمثال بالحرفية والجمال رغم بساطة الخامات المستخدمة، ويجسد أحد الجنود في يده اليمنى سلاحه، رافعا علامة النصر بيده الأخرى في إباء وشموخ ليعبر عن عزة وكرامة الجندي المصري . شارك المستشار هاني عبد الجابر محافظ بني سويف الحالي الشباب فرحتهم بهذا العمل، مشجعا إياهم على مزيد من العمل والإبتكار، مثمنا روح الإنتماء للوطن التي وجدها في الشباب، وحبهم لقيادتهم السياسية وجيشهم، قائلا لهم : أنتم أمل مصر وقوتها في الحاضر ومستقبلها المقبل بإذن الله، وذلك وسط فرحة عارمة والأغاني الوطنية التي امتزجت كلماتها وأنغامها مع هتافات في حب مصر.صدى البلد الشاب ألتقى الشاب الموهوب أحمد محمد أحمد، الشهير" بـ الشعراوي" الذي صمم ونفذ التمثال.في البداية قال الشعراوي، "أنا من أبناء قرية بني ماضي مركز ببا جنوب بني سويف وأعتز بها حيث إنها خرجت رموزا في الأدب والعلم والدين والسياسة وغيرها من المجالات، فأنا من مواليد عام 1984 ووالدي مدرس بالمعاش والتحقت بعد الثانوية العامة، بمعهد الآثار وكانت مدة الدراسة 4 سنوات وحصلت علي درجة البكالوريوس عام 2016 ومثل أي شاب بحثت عن عمل حكومي فلم أجد فاتجهت إلي العمل الحر ثم سافرت خارج مصر لاحدي الدول العربية وسرعان ماعدت فاتحا مشروعا خاصا بي وتزوجت وأنجبت 3 أبناء.أضاف الشعراوي، أن التمثال هو الأول علي المستوى العام إنما كنت أنحت تماثيل أثناء الدراسة كما أن شغلي الآن في أعمال الديكور فأنا لم أبعد عن الفن كثيرا ومع ذلك أعتبر هذا العمل الفني هو إبني رقم 4 ولم أعده بداية بل هو ماقبل البداية وأتمني عمل المزيد .ويضيف الشعراوي .. أما عن فكرة التمثال فجاءت من أبن القرية الوطني المخلص علي محمود والذي طلب مني أن نجمل مدخل القرية وكانت الفكرة مستبعدة بالنسبة لي فأخذني من يدي موقع التمثال الحالي ووضح لي الفكرة وضرورة مشاركتي في تجميل المكان وبالفعل استطاع أن يخرج المارد الذي بداخلي.ويكمل ولأن الإمكانيات محدودة فاخترت خامة الحديد والأسمنت لصنع التمثال واخترت مكانا داخل إحدي الزراعات الخاصة بي وبدأت العمل الذي قام علي تبرعات أهل الخير ومحبي الوطن في القرية إلي أن أنتهينا منه وشاركني بعضا من شباب القرية في رسم الجدارية واستعنا ببلدوزر لرفع التمثال من علي الأرض ووضعه فوق قاعدته الحالية فهو يتعدى 500 كيلو جرام أي نصف طن وارتفاعه 175 سم ويرتكز علي قاعدة 70 سم في 70 سم .وأشار الشعراوي، إلى أن ما يقلقه هو موت موهبته، وعدم تبني المسؤولين لها، وضياع مجهوده في ظل عدم وجود ثقافة لدى البعض بتقدير عملي ، مؤكدا أنه لا يبحث عن مال أو شهرة، وإنما يعمل فى مجال يعشقه ويتقنه.وأعرب "الشعراوى" عن أمله أن تنتشر ثقافة تجميل القرى والمراكز في كل أنحاء المحافظة، وأن تكون المبادرة من المواطنين أبناء تلك القرية بالجهود الذاتية وليس بالاعتماد علي المسؤولين في الدولة مشيدا بالتمثال الرائع الذي نحته الفنان الدكتور محمد ماضي لإبن بني سويف الإمام البوصيري بميدان المحطة بمدينة بني سويف .
مشاركة :