احتفالات صاخبة في الجزائر بعد بلوغ النهائي القاري

  • 7/16/2019
  • 00:00
  • 24
  • 0
  • 0
news-picture

الجزائر - أطلقت الركلة الحرة التي سجلها رياض محرز في الثواني الأخيرة من مباراة الدور نصف النهائي لكأس الأمم الإفريقية في كرة القدم ضد نيجيريا، احتفالات صاخبة في بلاده الجزائر، مع بلوغ المنتخب نهائي البطولة للمرة الأولى منذ 29 عاما. في المقابل، كانت الخيبة العنوان الأبرز في تونس، مع خروج نسور قرطاج من الدور ذاته أمام السنغال بهدف بالنيران الصديقة لديلان برون، في مباراة احتسبت فيها ركلة جزاء لتونس قبل العودة عن القرار. ومنح قائد الجزائر محرز منتخب المدرب جمال بلماضي، بطاقة العبور للمباراة النهائية لمواجهة السنغال الجمعة على ستاد القاهرة الدولي، بتسجيله هدف الفوز 2-1 في الدقيقة 90+5 ضد نيجيريا مساء الأحد. وتابع الجزائريون المباراة في أحياء العاصمة، وتجمعوا من مختلف الأعمار، حاملين الأعلام والرايات، آملين في أن يواصل منتخب بلادهم المرشح بقوة للقب منذ بداية البطولة الحالية، مسيرته نحو الظفر بالكأس القارية للمرة الثانية في تاريخه، بعد عام 1990 على أرضه. وانصبت الإشادات على وجه الخصوص على بلماضي، النجم الدولي السابق الذي يتولى تدريب المنتخب منذ آب/أغسطس 2018، والذي أعاد الفرحة لمشجعي كرة القدم الجزائريين بعد أعوام من الخيبات والأزمات. وقالت المشجعة سعدية لوكالة فرانس برس "شكرا جمال بلماضي على لحظات الفرح، كنا نحتاج إليها فعلا، على وقع صيحات العشرات حولها بالهتاف المعتاد "وان تو ثري، فيفا لالجيري ("1 2 3، عاشت الجزائر"). وعاش الجزائريون لحظات قلق خلال المباراة، لاسيما بعد تسجيل نيجيريا هدف التعادل في الشوط الثاني، قبل أن يطلق محرز، قائد المنتخب ولاعب مانشستر سيتي الإنكليزي، الفرحة في ستاد القاهرة أمام مئات المشجعين الجزائريين الذين قدموا خصيصا لمتابعة المباراة، وملايين غيرهم في بلادهم ودول الانتشار، بركلته الحرة الرائعة في الثواني القاتلة. وراوحت مظاهر الاحتفال في العاصمة الجزائرية بين إطلاق العنان لأبواق السيارات، المفرقعات النارية، والتجمعات العفوية في الشوارع. وقال المشجع أحمد "كاد الترقب أن يقضي علينا. هذا ما كنا نحتاج إليه، الجزائر، المنتخب، الشعب"، معتبرا أن هذا ما يحصل عندما "نضع الرجل المناسب في المكان المناسب. شكرا بلماضي". ويأتي نجاح المنتخب في مسيرته بالبطولة القارية في خضم حركة احتجاجية غير مسبوقة مناهضة للحكم تشهدها الجزائر منذ أشهر، بدأت برفض ترشح الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة، قبل أن تتوسع للمطالبة بتغيير النظام الحاكم بأكمله. ومن جانبها، أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية الإثنين توقيف 282 شخصا الأحد خلال صدامات وقعت في عدد من المدن إثر تأهل منتخب الجزائر لنهائي كأس أمم إفريقيا لكرة القدم. ومن أصل الموقوفين، وضع 249 قيد الاحتجاز، بحسب حصيلة أصدرتها وزارة الداخلية في الساعة 6.00 (4.00 ت غ). وأوضحت الوزارة أن الاعتقالات مرتبطة "بشكل أساسي" بالأحداث التي وقعت على هامش الاحتفالات بتأهل الجزائر، إنما كذلك بتجاوزات خلال الاحتفالات بالعيد الوطني الفرنسي في 14 تموز/يوليو. ونزل الآلاف من أنصار منتخب الجزائر لكرة القدم إلى الشوارع للاحتفال بتأهل فريقهم الأحد لنهائي كأس أمم إفريقيا التي تجري مبارياتها في مصر. غير أن الاحتفالات تخللتها أحداث خلال الليل في مرسيليا وباريس وليون. وفي باريس جرت مواجهات بين أنصار لمنتخب الجزائر وقوات حفظ النظام على جادة الشانزيليزيه. وأفادت مديرية الشرطة عن توقيف خمسين شخصا في العاصمة وتغريم 202 بسبب قيادة سيارات بصورة خطيرة. كما وقعت اضطرابات في ليون حيث أحرقت عشرات السيارات، وفي مرسيليا حيث استمرت الصدامات مع قوات حفظ النظام حتى ساعة متأخرة من الليل. وهنأ وزير الداخلية كريستوف كاستانير في تغريدة الإثنين "عناصر الشرطة والدرك والإطفاء الذين ظلوا متأهبين طوال الليل"، وأثنى على "سرعة استجابتهم وحسهم المهني اللذين أتاحا احتواء أعمال العنف وتوقيف مرتكبيها". وعند تأهل الجزائر لنصف نهائي أمم إفريقيا الخميس، وقعت حوادث وصفتها الحكومة بأنها "غير مقبولة" أثناء احتفال مشجعي المنتخب بهذا الفوز، فقتلت امرأة حين دهس أحد المشجعين عائلة بسيارته، فيما تعرضت متاجر للنهب على جادة الشانزيليزيه. عبر الحدود، كان المشهد مختلفا بين التونسيين بعد إقصاء منتخب بلادهم بالخسارة صفر-1 أمام السنغال بهدف برون في الوقت الإضافي، في مباراة نال خلالها نسور قرطاج ركلة جزاء في الدقيقة 113، راجع على اثرها الحكم تقنية المساعدة بالفيديو "في ايه آر"، وتراجع عن قرار منحها. وقال مروان، المشجع الذي تابع مع نحو 10 آلاف شخص عبر شاشة عملاقة في تونس العاصمة، المباراة التي أقيمت على ستاد 30 يونيو (الدفاع الجوي) في القاهرة، "كانت المباراة لصالحنا، لعبنا بشكل جيد، لكن المباراة سرقت منا بذريعة تقنية الفيديو". من جهته اعتبر المشجع ابراهيم أن الاتحاد الإفريقي تعمد إقصاء تونس "لأنه كان يريد نهائيا بين نيجيريا والسنغال، لا يريد تونس في النهائي"، مذكرا بالجدل الذي أحاط بمباراة الإياب للدور النهائي لمسابقة دوري الأبطال بين الترجي التونسي والوداد البيضاوي المغربي، وقرار إعادتها على أرض محايدة على رغم اعتبار الفريق التونسي فائزا بها بعد انسحاب لاعبي الفريق المغربي احتجاجا على التحكيم. ورغم الخيبة، حيا مشجعون المنتخب الذي تمكن من بلوغ الدور نصف النهائي للمرة الأولى منذ تتويجه بلقبه الوحيد عام 2004 على أرضه. وقال سائق الأجرة فتحي "الشباب لم يعودوا مقتنعين بالسياسة، الاقتصاد حدث ولا حرج، في حين أن كرة القدم هي كل ما يتبقى لنا لنحلم".

مشاركة :