أكدت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيدريكا موجيريني، على مواصلة العمل لإعادة إيران لتنفيذ التزاماتها وفق الاتفاق النووي. وقال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إنه سيجري اتصالات مع رؤساء إيران وروسيا وأمريكا، لخفض التوتر، فيما كشفت بريطانيا أنه ليس هناك متسع كبير من الوقت لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني، بينما لمحت إيران إلى أنها ستستأنف برنامجها النووي، إذا لم تبذل أوروبا مزيداً من الجهد لإنقاذ الاتفاق، ودعت الصين الأطراف إلى ضبط النفس. واجتمع وزراء الخارجية الأوروبيون في بروكسل، امس الاثنين، في محاولة لإيجاد صيغة لإنقاذ الاتفاق، حيث دعا وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، أوروبا لإظهار موقف موحد تجاه ملف إيران، معتبراً أن قرار إيران خفض التزاماتها بالاتفاق النووي، هو «رد سيئ على قرار سيئ»، في إشارة إلى الانسحاب الأمريكي. وأوضحت موجيريني التي كانت تتحدث خلال مؤتمر صحفي في بروكسل، بخصوص الآلية الأوروبية للتعامل مع إيران: «الآلية المالية بشأن إيران سيتم العمل عليها بين الدول الموقعة على الاتفاق». مضيفة أن «آلية التعامل المالية مع إيران مفتوحة لمشاركة دول أخرى». وقالت إنه لا يوجد أي طرف من الدول الموقعة على الاتفاق النووي يرى الخروقات الإيرانية انتهاكاً كبيراً للاتفاق.مؤكدة: «سنواصل العمل لإعادة إيران إلى تنفيذ التزاماتها تجاه الاتفاق النووي». واختتمت: «لا نريد مزيداً من التصعيد في المنطقة». من جانبه، أكد ماكرون أنه سيتحدث إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هذا الأسبوع، في إطار مبادرة فرنسية لتفادي تصعيد التوتر في الشرق الأوسط. وقال ماكرون في تصريحات «الزخم الذي بنيناه في الأسابيع القليلة الماضية حال، حسب اعتقادي، دون وقوع الأسوأ، ودون ردود الفعل المبالغ فيها من الجانب الإيراني». وأضاف «في هذه الظروف الصعبة، سنواصل وساطتنا وعملنا التفاوضي». بدوره، قال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت «لا يزال أمام إيران عام على الأقل لإنتاج قنبلة نووية... لكن يتبقى قدر ضئيل (من الوقت) لإبقاء الاتفاق على قيد الحياة». وقالت مارجوت وولستورم، وزيرة الخارجية السويدية، قبل مغادرتها بروكسل، إن الأوروبيين سيتركون الباب مفتوحاً أمام الدبلوماسية، لكن على إيران الامتناع عن اتخاذ إجراءات أخرى انتهاكاً للاتفاق. وفي طهران، قالت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إن إيران ستعود إلى وضع ما قبل الاتفاق النووي، إذا لم تنفذ الدول الأوروبية التزاماتها. وكشف المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، أن إيران تخطت سقف التخصيب بنسبة 3.67% وتستعد لتجهيز المفاعل النووي بوقود بنسبة 4.5%. من جانبه، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، جين شوانج، أنّ «بلاده تشعر بقلق بالغ إزاء الوضع المتوتّر حول خطة العمل الشاملة المشتركة، أي الاتفاق النووي مع إيران»، مبيّناً أنّ «بلاده تدعو جميع الجهات إلى ضبط النفس، وبذل جهود منسقة لتنفيذ الصفقة». (وكالات)
مشاركة :