لا عودة إلى نقطة الصفر

  • 7/16/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

حبيب الصايغ في العديد حتى لا نقول الكثير من المحطات والقطاعات نضطر، مؤسسات وأفراداً، للعودة إلى نقطة الصفر، ثم الانطلاق منها من جديد. يحصل هذا حتى على صعيد الأشخاص، فقد يعود المواطن إلى تكرار تجارب مر بها وكأنه لم يرَها من قبل، أو كأنها مرت مرور العابرين من دون تفكير أو تدبر، وعلى مستوى المؤسسات، قد تخالف هذه المؤسسة أو تلك المتفق عليه، مكتوباً وغير مكتوب. تبدو العودة إلى نقطة الصفر في هذه الأحوال قدراً مقدراً، مع أنها، في الواقع، غير ذلك، وما هي، في الأغلب الأعم، إلا نتيجة أخطاء بشرية فردية أو جمعية، كما أن بعضها مترتب على مخالفة الأنظمة والتشريعات، وفتش دائماً عن وحش البيروقراطية والتأجيل والتسويف والإهمال، مع أن الإدارات المقصودة ترفع مثل غيرها، في أفق نهضة الإمارات، شعارات المرونة والديناميكية والشفافية.هذه المخالفات يجب أن تكون محل متابعة ومحاسبة، وتركها هكذا تكريس لها يتم بوعي أو من دون وعي، فلا يعقل أن نذهب شوطاً بعيداً في الفكرة أو البرنامج، أو حتى في المشروع الوطني الكبير، ثم نجد أن ما بني صرح من الشمع سرعان ما يذوب أو برج من الوهم سرعان ما يتبخر. إن وجوب التركيز على هذه المسارات الغريبة نابع من كونها معاكسة، و بأسلوب صارخ، للسياق العام. السياق العام في بلادنا سياق إنجاز واعتزاز، فما لهؤلاء، على صعد مؤسسية وفردية، يخالفون الموكب المتقدم، ويتخلفون عنه؟لماذا العودة إلى نقطة الصفر كلما تغير المسؤول؟ أين المؤسسة و«المأسسة» في هذه الحالة؟ يحق للمتأمل أو المتابع أن يطرح أسئلة حائرة من هذا النوع دائماً، ويحق له طرحها وإثارتها بالصوت المرتفع المسموع، أو الذي يرجى أن يكون مسموعاً، والدولة على مشارف الدخول في مرحلة الاستحقاقات الكبرى المنتظرة منذ سنوات بل عقود، مرحلة الاحتفال باليوبيل الذهبي لدولة الإمارات الغالية (2021)، لتكون الانطلاقة بعد ذلك إلى مئوية الإمارات (2071). الأمم والشعوب الحية تشتغل هكذا، فهلا اقتبسنا من القائد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إشارته إلى ما افترضه من وداع لآخر شحنة نفط بعد خمسين عاماً بفرح غامر؟القصد أن القيادة تعد أجيال الإمارات لمستقبل تتعدد فيه مصادر الدخل، وأول ذلك الاستثمار في الإنسان، ما يستوجب من الجميع الجدية وتحمل العمل الشاق بكل الشوق. العمل الوطني لا يتحمل أنصاف الحلول، ولا بد من أن ننذر أعمارنا لبلادنا ومستقبل الأولاد والأحفاد.العمل الوطني يعني الرؤية والخطة والاستراتيجية والانشغال الكبير والاشتغال المثابر، والأصل أن نعمل للحاضر والمستقبل بأقل الأخطاء، بل بمعادلة أن الخطأ يساوي صفراً مربعاً. الاتكاء على مقولة أن من يعمل يخطئ مقبولة في حدود معقولة، فلنحاول.ولا يتحمل العمل الوطني النكوص أو الرجوع إلى الخلف، فليس إلا التقدم إلى الأمام، تاركين نقطة الانطلاق، التي هي نقطة الصفر وراءنا، ومتمسكين بالعمل والثقة والتفاؤل وحلم والدنا وقائدنا وحكيم العرب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.نحن شعب زايد، فلا عودة إلى نقطة الصفر. habib@daralkhaleej.ae

مشاركة :