اقتربت شركة أرامكو السعودية لتصبح لاعباً رئيسياً في سوق الغاز الطبيعي المسال المتنامي في العالم، بقرارها الاستراتيجي الحاسم بمواصلة صفقة توريد ضخمة مع مشروع «بورت آرثر» للغاز الطبيعي المسال المقترح من شركة «سيمبرا» للطاقة، والذي سيدفع طموح شركة النفط العملاقة كأقوى شركة للطاقة في العالم لتعزيز آفاق الحصول على مشروع تصدير الغاز من تكساس تجارياً. وكانت الاتفاقية الرئيسة أعلنت في 22 مايو بين شركتي أرامكو و»سيمبرا» بخصوص التفاوض ووضع اللمسات الأخيرة على صفقة مدتها 20 عامًا وبطاقة خمسة ملايين طن سنويًا من الغاز الطبيعي المسال من محطة «بورت آرثر» واستثمار بحصة 25 ٪ في المرحلة الأولى من المشروع. وقد تزيد الصفقة من حدوث تحول في تدفقات الطاقة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية مع ارتفاع إنتاج الولايات المتحدة للنفط والغاز والذي يمكن أن يوضح قدرة الغاز الصخري الأمريكي لتحويل أسواق الطاقة العالمية. وفي حين الانتهاء من الصفقة، فستكون واحدة من أكبر صفقات الغاز الطبيعي المسال على الإطلاق يتم توقيعها منذ عام 2013، وفقًا لشركة الأبحاث والاستشارات «وود ماكنزي». وقال جايلز فارر مدير أبحاث وود ماكينزي في بيان «هذه إشارة على نية أرامكو أن تصبح لاعباً عالمياً في مجال الغاز وتطوير محفظة واسعة للغاز الطبيعي المسال حيث يتوقع أن تؤدي زيادة الدين المتسرعة إلى تسهيل قرار الاستثمار النهائي للمشروع». وأضاف «أن صفقة أرامكو السعودية سترفع إجمالي أحجام التعاقد في ميناء آرثر إلى 7 ملايين طن متري وهو مستوى يجب أن يكون كافياً لتأمين تمويل الديون». ولم يقدم إعلان شركة أرامكو السعودية وشركة «سيمبرا» تفاصيل مالية. وقالت «سيمبرا» إنها تأمل في التوصل إلى قرار استثماري نهائي بحلول أوائل عام 2020. وحصل ميناء «آرثر» للغاز الطبيعي على ترخيص من هيئة تنظيم الطاقة الفيدرالية في أبريل. وتبلغ طاقة التصدير المستهدفة 11 مليون طن سنويًا من قطارين للتسييل، لكن «سيمبرا» قالت إنه يمكن توسعتها إلى ثماني قطارات تسييل تبلغ سعتها الإجمالية 45 مليون طن سنويًا. وتتطلع أرامكو السعودية إلى استثمار محتمل في الغاز الطبيعي المسال الأميركي منذ شهور. وفي يناير، قال أمين الناصر رئيس شركة أرامكو السعودية إن شركة النفط العملاقة التي تسيطر عليها الدولة ترغب في إنفاق مليارات الدولارات للحصول على أصول الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة، وفي بيان بتاريخ 22 مايو، أشار إلى صفقة «سيمبرا» على أنها انتصار. وقال الناصر: «يعد الاتفاق مع «سيمبرا» للغاز الطبيعي المسال خطوة كبيرة إلى الأمام في إستراتيجية أرامكو السعودية طويلة الأجل لتصبح لاعبًا عالميًا للغاز الطبيعي المسال». وتوقع الناصر نمو الطلب العالمي للغاز الطبيعي المسال بنحو 4 ٪ سنوياً وقال «نرى فرصًا كبيرة في هذا السوق وسنواصل متابعة الشراكات الاستراتيجية التي تمكننا من تلبية الطلب العالمي المتزايد على الغاز الطبيعي المسال ،وتمتلك أرامكو السعودية بالفعل مصفاة نفط ضخمة في بورت آرثر في تكساس من خلال مصفاة موتيفا. كما رحب الرئيس التنفيذي لشركة «سيمبرا» جيفري مارتن في بيان بالصفقة وقال «نحن سعداء بالشراكة مع الشركات التابعة لشركة أرامكو السعودية، أكبر شركة للنفط والغاز في العالم، لتعزيز تطوير منشأة تسييل الغاز الطبيعي في «سيمبرا» للغاز الطبيعي المسال في تكساس وتمكين تصدير الغاز الطبيعي الأمريكي إلى الأسواق العالمية». ووقعت أرامكو بالفعل صفقة 2 مليون طن سنويًا مع شركة النفط والغاز البولندية في ديسمبر 2018، ولم يحدد الإعلان عن الصفقة الأخيرة ما إذا كانت المملكة العربية السعودية تخطط لاستخدام الغاز محلياً أم تداوله. وتتوقع وود ماكنزي أن تستخدم المملكة العربية السعودية الحجم للمساعدة في إنشاء محفظة عالمية للغاز، لكنها أقرت أيضًا بتوقعات مراقبي الصناعة بأن تستورد المملكة الغاز الطبيعي المسال في نهاية المطاف لتوليد الطاقة. وقال المراقبون إنه باستيراد الغاز الطبيعي المسال، يمكن للمملكة تحرير مئات الآلاف من براميل النفط الخام يوميًا للصادرات التي تحرقها البلاد الآن لتوليد الكهرباء، مما قد يساعد الجهود المبذولة لإدراج أرامكو السعودية علناً. وقال جاسون فير، رئيس الاستخبارات التجارية في شركة سمسرة النفط وسيط الشحن «بوتن آند بارتنرز»، في مقابلة إن المملكة العربية السعودية قد ترى الغاز الطبيعي المسال «كوقود استشرافي أكثر قبولاً وله أفق زمني أطول على الأرجح من إنتاج النفط الخام».
مشاركة :