صدر عن "مركز المحروسة للنشر" في القاهرة ديوان "المنحطون" للشاعر الإيطالي جوزيبي إليتِّي، مترجماً إلى العربية نقلاً عن الإيطالية بواسطة المغربي الردَّاد شرَّاطي. ويرى جوزيبي أليتي أن "الشّعراء يجسدون غياب المعنى في المجتمع المعاصر، وهو ما يجعلهم مهددين بالموت الاجتماعي ذاته الذي ينتظر العامة. وتمثل قصائد المجموعة الشعرية "المنحطون" مرحلة العدم والتدمير الذاتي التي نعيشها، إذ تصف من دون تصنّع واقع مجتمع آيلٍ إلى الانحطاط والتبعية. إنها قصائد تنطوي على عقيدةٍ يائسة، تبحث عن معنى يصون طرائق العيش والحياة. في التمدن المفرَّغ مِن الأحاسيس، يصرخ الشاعر معلناً حضورَه، إذ وحده الشعر يغدو رداً يحثنا على قبول الآتي في دائرة المقدَّس التي تكشف سِراً واحداً : الفن هو المصدر والغاية. حيدَيْن . لربما لهذا السبب سينال الفنّانون أشد عقاب إلهي، لكونهم يَمْلِكُون الجرأة على اختبار الحقائق الإلهية". تتوسَّل قصائد المجموعة الشعرية "المنحطون" بمعجم مُتداول في استعمالها لهذا المعجم داخل البنية الشعرية، تَفقد مفرداته المعنى الأصلي وتلبس معاني مستحدثة تتحرى وضعيات تعبيرية كثيرة تفرضها كل لغة. في هذا السياق، تصبح الكلمة المستعملَة في القصيدة بحثاً مستمراً عن تعدد المعنى وفق منحى يحرر اللغة المطابقة والتقليدية التي تكرسها وسائل الإعلام، وذلك بتمديد القصائد للمجال التعبيري لكل مفردة؛ فاستعمال الكلمة غير منفصل عن الفضاء الفيزيائي للصفحة البيضاء. إنه فضاء غير اعتباطي، باعتبار الصفحات لَوحات والكلمات ألواناً. ولد جوزيبي أليتي في 21 آذار (مارس) 1969 في مدينة تارانتو، ويعتبر مؤسِّساً ومديراً لمجلة "ٱفاق"، التي تهتم بمنجز الجيل الأدبي الجديد، وكذلك أهم الكتَّاب والشعراء المعاصرين. فاز بجوائز عدة، من بينها جائزة "القلعة الذهبية" للشعر لمدينة لاجونيجرو، كما اختُير وصيفاً للفائزين بـ "جائزة مدينة فورلي" الخاصة بإنجاز المقدمات النقدية للدواوين الشعرية، وأنجز مقدمة كتاب "البحر داخلنا" للشاعر الأميركي لورانس فيرلينجيتي. يكتب النقد، وأنشأ في عام 1996 دار النشر "أليتي"، التي تُعنى بالشعر وترجمته. كما نظَّم تظاهرات ثقافية مهمة منها: "جائزة سلفاتوري كواسيمودو العالمية"، وحازت مجموعته الشعرية "المنحطون" جائزة Poesidonia Paestum الخاصة بالإبداع الشعري، ورأس لجان تحكيم جوائز أدبية، كما ينظم مختبرات للكتابة الشعرية.
مشاركة :