الملك المتيّم عشقاً - راشد فهد الراشد

  • 4/12/2015
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

بين الملك سلمان بن عبدالعزيز والدرعية؛ الجغرافيا والإرث النضالي وتراكم التألق التاريخي المبهر؛ حالة عشق قديمة وأزلية قد لاتنشأ إلا من خلال وعي بالقواسم المشتركة والمحرضة على التفاعل العاطفي بين طرفين يفهم كل منهما مخزون الآخر من الأحاسيس وقراءة الفضائل التي تشكّلت في الوجدان العاطفي، ويعرف كل منهما حالة الجذب الروحي التي تعمر النفوس وتقوّي نزعة التواصل وشهيّة التوحد، بحيث يكون هذا العشق نوعاً من إبداع ملحمي يصور سمو وطهارة العلاقة. بين سلمان المواطن والإنسان والقائد وقارئ التاريخ والمفتون بحب تراب هذه الصحراء، المغسول بمياه غدرانها، وعذوبة جداول شعابها، المعطّر بروائح شيحها وقيصومها وخزاماها ونفلها، وبين الدرعية حالة عشق نادرة تسجّل وتروى ويتناقلها الناس كملحمة وفاء للتاريخ، والإرث الحضاري والسياسي والاجتماعي، وكفاح رجالات صنعوا مجداً، وأقاموا كياناً متوهجاً بالعطاء والبذل السخي على كل الصعد والمناحي.. فسلمان يحمل الدرعية في داخله وفاء أبدياً لقرية صغيرة انطلق منها مجد هذه الدولة وعزها وقيادتها وريادتها لكل فعل متفوق شامح العطاء والأهداف، فهي عاصمة الدولة السعودية الأولى ومنها انبثق شعاع النور الذي أضاء عتمة صحراء ممتدة في كل الاتجاهات، وألّف بين قلوب سكانها على اختلاف وتنوّع أهدافهم وغاياتهم وتوجّهاتهم وثقافتهم الحياتية، وألغى كل تراكمات الأحقاد والخصومات والعداوات التي قامت بفعل الحروب والنزاعات على أحقية مجموعة في مرعى أو شعب معشوشب أو غدير ماء ومورد سقيا قطعان ماشية، وصهر المجموع البشري في وحدة متناغمة تدين بالولاء والوفاء والانتماء إلى دولة حديثة لها مكانتها في المحافل الدولية، وتتمتع برأي مسموع، وكلمة يُصغى لها، وقرار مهاب فيه الحكمة والتسامح ومصلحة المجموع الإنساني، لا يفرق بين جنس ولا لون ولا طائفة ولا عنصر بشري ولا قومية، بل يهدف في كل أبعاده ومراميه وأهدافه إلى رخاء الإنسان وما يحقق النماء وإحلال التنمية في كل مكان جغرافي مأهول بالبشر. ومؤهل للعطاء والإنتاج وإضافة منجز للبشرية. سلمان بن عبدالعزيز رجل استثنائي في الوفاء والنبل والاحتفاظ بقيم ومُثل التربية المتفوقة التي صاغها الموحد الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وكوّن عليها سلوك أبنائه، ونمّط بها مساراتهم التعاملية مع الأرض والإنسان والكيان، ومن هنا فإن حب العاصمة الأولى للدولة السعودية مزروع في داخله، يحملها عشقاً أزلياً ويقدمها للعالم كرمز لدولة سيدة حرة مؤثرة وفاعلة ومشاركة في ترسيخ وتكريس ثقافة الحوار والتسامح والتآخي بين أفراد البشر. ما يحدث في الدرعية من "ورشة" إنماء تراثية يقودها سلمان بن عبدالعزيز هو إعادة ذاكرة أمجاد ونضالات وكفاح رجال. لمراسلة الكاتب: RashedFAlRashed@alriyadh.net

مشاركة :